نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: تبنى مجلس الأمن الدولي، الإثنين، قرارا يدعو حركة طالبان إلى احترام “التزاماتها” من أجل خروج “آمن” لكل الذين يردون مغادرة أفغانستان، بدون المطالبة بإقامة منطقة آمنة كانت فرنسا دعت إليها.
وصوت 13 من أعضاء مجلس الأمن الـ15 لصالح القرار الذي وضعته الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، فيما امتنعت كل من الصين وروسيا عن التصويت.
وعلمت “القدس العربي” من مصدر دبلوماسي رفيع أن الولايات المتحدة كانت قد سبقت مشروع القرار الفرنسي البريطاني المشترك بمشروع قرار أمريكي يركز على إدانة الهجمات الإرهابية التي وقعت في مطار كابول الخميس الماضي ويطالب فيه طالبان باحترام حقوق الإنسان وعدم السماح لاستخدام أراضي أفغانستان للأعمال الإرهابية، وتسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية. إلا أن فرنسا وبريطانيا قامتا، الأحد، بالتدخل لدمج مشروعهما المشترك والذي يركز على الخروج الآمن من مطار كابول بدل الفكرة الأساسية التي تطالب بإنشاء منطقة خضراء آمنة في منطقة المطار تحت إشراف الأمم المتحدة. وتواصلت الاتصالات المكثفة أمس لساعات متأخرة من الليل إلى أن توصل أعضاء مجلس الأمن جميعا إلى اتفاق حول مشروع قرار يخلو من إنشاء منطقة خضراء في محيط المطار، لكن يؤكد على حق مغادرة “الأفغان وجميع الرعايا الأجانب بشكل آمن وآمن ومنظم من أفغانستان”.
ويتضمن مشروع القرار سبع فقرات عاملة ندرج أدناه أهم ما جاء فيه حسب النسخة التي وصلت “القدس العربي” قبل التصويت.
وينص القرار على الإدانة بأشد العبارات الهجمات المؤسفة التي وقعت في 26 آب / أغسطس 2021 بالقرب من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، أفغانستان، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، وهو كيان تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 300 مدني و 28 عسكريًا، ويحيط علما بإدانة طالبان لهذا الهجوم.
كما يطالب القرار بعدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أي بلد أو مهاجمته أو لإيواء أو إيواء الإرهابيين أو التخطيط لأعمال إرهابية أو تمويلها، ويكرر تأكيد أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان، بما في ذلك الأفراد والكيانات المحددين عملا بالقرار 1267 ( 1999)، ويلاحظ التزامات طالبان ذات الصلة.
ويدعو القرار إلى تعزيز الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية إلى أفغانستان، ويدعو جميع الأطراف إلى السماح بوصول الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وشركائها المنفذين وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية المشاركة في أنشطة الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك مع فيما يتعلق بالنازحين داخليًا، لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين، يدعو جميع الجهات المانحة والجهات الفاعلة الإنسانية الدولية إلى تقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان والبلدان الأفغانية المضيفة للاجئين، ويؤكد على أنه يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني في جميع الظروف، بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية المدنيين.
كما يعيد القرار تأكيد أهمية احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات، ويشجع جميع الأطراف على السعي إلى تسوية سياسية شاملة عن طريق التفاوض، بمشاركة كاملة ومتكافئة وذات مغزى من النساء، تستجيب لرغبة الأفغان في الحفاظ على الحياة وتعزيزها والبناء على مكاسب أفغانستان على مدى السنوات العشرين الماضية في التمسك بسيادة القانون، والتأكيد على أنه يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها.
ويشير القرار إلى أنه لاحظ بيان طالبان الصادر في 27 آب / أغسطس 2021، والذي التزمت فيه حركة طالبان بأن الأفغان سيكونون قادرين على السفر إلى الخارج، وقد يغادرون أفغانستان في أي وقت يريدون، ويمكنهم الخروج من أفغانستان عبر أي معبر حدودي، جواً وبراً ، بما في ذلك في مطار كابل الذي أعيد فتحه وتأمينه، مع عدم وجود أحد يمنعهم من السفر، ويتوقع أن تلتزم طالبان بهذه الالتزامات وجميع الالتزامات الأخرى، بما في ذلك فيما يتعلق بمغادرة الأفغان وجميع الرعايا الأجانب بشكل آمن وآمن ومنظم من أفغانستان.
كما يأخذ مجلس الأمن علما بالوضع الأمني الخطير حول مطار حامد كرزاي الدولي ويعرب عن قلقه من أن المعلومات الاستخبارية تشير إلى احتمال وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية في المنطقة، ويدعو الأطراف المعنية إلى العمل مع الشركاء الدوليين لاتخاذ خطوات لتعزيز الأمن ومنع المزيد من الضحايا، ويطلب بذل كل جهد للسماح بإعادة فتح مطار كابل والمنطقة المحيطة به بسرعة وأمان.
وشرح السفير الروسي، فاسيلي نبنزيا، أسباب عدم التصويت إيجابيا على مشروع القرار، قائلا إن الدول التي تقدمت بالمشروع لم تقبل أية تعديلات قدمها الاتحاد الروسي فيما يتعلق بالجماعات الإرهابية جميها واختارت تلك الدولة أن تذكر جماعات دون أخرى. كما أنها رفضت النظر في إنهاء تجميد الأموال الأفغانية لمساعدة البلاد في التنمية. والنقطة الثالثة التي أثارها السفير نبنزيا ورفضتها الدول الأخرى قضة الهجرة وموضوع “هجرة العقول” الأفغانية والتي ستفرغ البلاد من قدراتها العلمية والمهنية والتي ستساهم في تحقيق البلاد المطلوب منها في موضوع “أهداف التنمية المستدامة”. وقال إن هذه الدول تغاضت عن وجودها في هذه البلاد لمدة عشرين سنة وأن ما يجري الآن هو من نتائج ذلك الوجود.
كما أكد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة العديد من الأسباب التي ذكرها السفير الروسي وأضاف أن من بين الأسباب التي التي دعته للامتناع عن تأييد مشروع القرارعدم إعطاء الدول الأعضاء فترة أطول للتشاور حول بنود المشروع.
يعني أن هذا القرار لا تأثير له ما دامت الصين وروسيا قد استعملتا حق النقض ( الفيتو)