كينونة إمرأة

سليم الحاج قاسم
حجم الخط
1

تكونُ امرأة:
يغيّرُ البحرُ مكانهُ في الوجودِ،
ويأخذ الشّجرُ لون لحظةٍ وليدة…
عطرٌ رتيبٌ يلامس ذرّاتِ الهواءِ بدفءٍ
ويذوبُ بين نفسينِ شريدين..

٭٭٭

تكونُ امرأة،
فيأتي قلبك إثرك حيثما مشيت،
وقد دأبتَ على تركهِ في البيتِ دون اكتراثٍ
علّك تشعر بخفّةِ الفراشةِ التي لا تلوم نفسها
حين تحطّ على أنفك عنوة…
تمسكه من يده
وتقول له:
كن قلبا جيّدا،
ولا تفرّق بين سنبلتين لم تضرّاك بشيء…

٭٭٭

تكون امرأة،
فتزدحم الذّكريات بابتسامات نساءٍ أخرياتٍ
تستدعي إحداهنّ الأخرى
لا يفرّقهنّ سوى لونُ وشاح الشّعر
وملمسُ الأقحوان.

٭٭٭

تكون امرأة،
فيصبح المكان أكثر سهولةً
والعواصف أكثر وداعة…
ويطيرُ عصفورٌ إلى عشّ غيره ضائعا،
تسمّي طفلةٌ دميتها للمرّة الأولى
وتفرحُ..

٭٭٭

تكون امرأة،
فنمكثُ،
نحن الذين قرّرنا الذّهاب قبل دقيقتين…
نمكثُ دونما هدفٍ،
ولا قضيّةٍ
دونما شمسٍ، أو غيمةٍ
تذهب هيَ
ونمكث نحن…

٭٭٭

تكون امرأة،
فتنبعث في الجوّ موسيقى البدايات القديمةِ
ويرقص نايٌ على أسماع الحاضرين…
طعم الرّحيق يغازل أفواههم
وينسيهم مرارة الأمس…

٭٭٭

تكون امرأة،
تدوّن تلميذة قصيدة في كرّاس الذكرياتِ
وتخبّئ زهرة بين صفحاته
وتنام…

٭٭٭

تكون امرأة…
فننسى ما كان قبل أن تكون…
نضرب بجميع صداقاتنا عرض الحائط
ونصادق مدامع الغيم…

٭٭٭

تكون امرأة،
فتنتهي عصور الظّلامِ،
وتبدأ مراسمُ الشّمس.

شاعر تونسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    جميل أن يكتب الرجل عن المرأة، ولكن ماذا لو كتبت المرأة عن الرجل فهل ستنصفه
    ! ؟

إشترك في قائمتنا البريدية