أتسمّر في قلب الصّالة مُرْهِفَةً السّمعَ إلى مصدر الصّوت.. بصعوبة ألتقط كلمات يلفظها المكبّر: حزب.. نحن .. مسؤوليّة.. شفافيّة.. نعمل.. صوّتوا.
تُذكّرني الأجواء بحملات الجائحة التّحسيسيّة وإنذارات الأبواق التّحذيريّة، تنقبض ملامحي لاإرادياً وتتيقّظ حواسي كاملة.. أميّز حفيفَ أوراق يأتي من ناحية المدخل.. ألتفت.. مطويّات فاقعة اللّون وأوراق صغيرة مرقّطة تتسلّل تِباعاً من تحت الباب.
مذعورة أخفّ إلى غرفة النّوم، زوجي المُنشغل بالقراءة من الحاسوب منذ الصباح يرفع رأسه مُستفهماً بإيماءة سريعة من حاجبيه.. أستعين بمعقّم وأضع كمامة مستعجلة محاصرة الفيروس، في أقلّ من دقيقة أنهي المهمة بنجاح.
يخاصرني زوجي مُتأملاً بركة الدم عند العتبة ثم يُضيف بهمسٍ لذيذ:
ـ أحسنت عزيزتي! دعيني أخلّصك من تلك القمامة
قاص مغربي
توظيف جميل لبعض تداعيات الجائحة على سلوكياتنا كأفراد حتى بتنا فعلا خلال مرحلة ما نهاب لمس أي أوراق أو مطويات تترك لنا تحت الباب. القصة رغم قصرها عبّرت عن موقف راجح في مقاطعة الانتخابات التشريعية المغربية الفارطة وكانت البطلة محقة في اختيارها لأننا نحصد نتائج تصويتنا على أحزاب أمعنت في تشكيلتها الحكومية في تفقير الشعب وساهمت في اتساع الهوة بين طبقات المجتمع.
كل التقدير لقلمك الحر.
سليم كريمي