وسط أنباء عن تهديدات روسية: مجلس الأمن يصوت بالإجماع على تمديد ولاية البعثة الأممية إلى ليبيا لنهاية الشهر الجاري

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: صوت مجلس الأمن الدولي في جلسته أمس الأربعاء، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى نهاية الشهر الجاري؛ أي إلى 30 من سبتمبر/أيلول، في قرار وصفه المجلس بالتقني والذي تبناه بإجماع أعضائه.
وتنتهي ولاية البعثة مساء الأربعاء، وقد قرر مجلس الأمن الدولي أن يصوّت صباح اليوم نفسه على تمديد فنّي بسيط إلى نهاية الشهر، على أمل أن تُحلّ المشكلات بحلول ذلك الوقت، حسب ما قال دبلوماسي للوكالة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته.
وقال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، أن موسكو دعمت مشروع القرار التقني الذي قدمته بريطانيا، معرباً عن سعي روسيا إلى مواصلة البحث عن حلول مقبولة لكافة الأطراف بشأن المسائل العالقة المرتبطة بمواصلة عمل البعثة.
وأشار إلى أن القرار الذي تم تبنيه يهدف إلى منح كافة الأطراف فرصة للتوصل إلى “قاسم مشترك” بشأن عمل البعثة الأممية في المرحلة المعقدة المقبلة من العملية السياسية في ليبيا.
وشدد الدبلوماسي على دعم روسيا الثابت لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى إحراز تقدم في التسوية الليبية، مشيراً إلى أن موسكو تشاطر التوافق الدولي القاضي ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دوراً رئيسياً في هذه العملية.
جاء ذلك عقب تقرير نشرته وكالة فرانس برس، وقالت من خلاله إن روسيا تهدد باستخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بتمديد تفويض البعثة الأممية في ليبيا لمدة عام، وذلك احتجاجاً على النبرة التي استخدمت في هذه الوثيقة التي قدمتها بريطانيا بشأن مطالبة بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتحديد دور المبعوث الأممي إلى هذا البلد.
وقال الدبلوماسي الروسي: “أولويتنا الآن تكمن في مساعدة الليبيين في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الموعد المحدد، أي 24 كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري، ويجب أن تتركز كافة جهودنا على تحقيق هذا الهدف، ونأمل بأن ذلك يمثل هدفاً مشتركاً لجميع أعضاء مجلس الأمن”.
أما وكالة فرانس برس فقد نقلت عن ما سمّتهم مصادر دبلوماسية، أنّ اعتراض روسيا لم يكن على التجديد للبعثة بعينه، بل على اللّغة التي استخدمها مشروع القرار الذي أعدّته بريطانيا للمطالبة بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وتحديد دور المبعوث الأممي يان كوبيش إلى هذا البلد.
وقد أوصى تقرير لللأمم المتحدة صدر حديثاً، بإنهاء العمل بالإدارة المزدوجة لبعثتها إلى ليبيا، والمعمول بها منذ مطلع 2021 .
وتقوم هذه الإدارة المزدوجة على وجود مبعوث في جنيف هو اليوم السلوفاكي يان كوبيتش، ومنسّق مقرّه في العاصمة الليبية طرابلس وهو رايسيدون زينينغا المتحدّر من زيمبابوي.
وطالبت الأمم المتّحدة بأن يكون هناك مبعوث أممي واحدة مقرّه في طرابلس، تماماً كما كانت عليه الحال في الماضي، كما توقعت أن تنشر فريقاً أوليّاً يتألف من 10 مراقبين سيعملون مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لرصد تنفيذ الأطراف أحكاماً محددة من اتفاق وقف إطلاق النار. ووصل مستشار وزارة الخارجية الأميركية، ديريك شوليت، هو والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إلى العاصمة صباح أمس، حيث استقبلهما الدبيبة في مقر الحكومة، وجرت محادثات بينهم تناولت التطورات السياسية الأخيرة في ليبيا، وسُبل دعم إجراء الانتخابات، حسب بيان الحكومة.
وأكد مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، ديريك شوليت، بأنه التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لإعادة تأكيد دعم بلاده لحكومته من أجل التحضير للانتخابات الليبية، المقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وفي تغريدة له على «تويتر» نشرتها السفارة الأمريكية، قال شوليت: “من دواعي سروري أن أزور طرابلس مع سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، التقينا رئيس الوزراء الدبيبة لإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لعمل حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق الاستقرار في ليبيا سياسياً واقتصادياً، ومن أجل التحضير لانتخابات ديسمبر”.
وفي تأكيد على أهمية المجلس الأعلى للدولة ودوره، دعا مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، ديريك شوليت، رئيس المجلس الأعلى للدولة إلى وضع اللمسات الأخيرة على تشريعات الانتخابات الليبية.
جاء ذلك في لقاء له مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، عقب لقاء جمعه بالدبيبة، حيث قال شوليت إنه أجرى معه مناقشة موضوعية حول أهمية إجراء الانتخابات الوطنية كما هو مقرر، حسب تغريدة السفارة الأمريكية على حسابها في موقع تويتر.
وتابع: “لقد شددت على الموقف الأمريكي والدولي بأن الفاعلين الليبيين في حاجة إلى وضع اللمسات الأخيرة على تشريع انتخابي يأخذ في الاعتبار الاهتمامات المشروعة للشعب الليبي” .
وقال مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، ديريك شوليت، إن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات جاهزة من الناحية الفنية لإجراء الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل، موضحاً أنه اطلع خلال زيارته لمقر المفوضية على تلك الاستعدادات.
وعقد رفقة المبعوث الخاص سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، اجتماعاً مع رئيس مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، عقب لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وذلك في مقر وزارة الدفاع.
وأوضح شوليت في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية عبر حسابها على تويتر: “من الواضح، من الناحية الفنية، أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات مستعدة لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر. اليوم، اطلعت بشكل مباشر عن الاستعدادات الفعالة للانتخابات من رئيس المفوضية عماد السايح، وشكرته على العمل المهم”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية