الناصرة ـ «القدس العربي»: منذ ان أعلن انضمامه للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الحزب العربي اليهودي، في مناطق 1948، يتعرض الرئيس الأسبق للكنيست والوكالة اليهودية أبراهام بورغ، لهجوم شرس من أوساط سياسية وإعلامية، لكنه يمضي في طرح وجهة نظره بقوة، محذرا من تحول الدولة اليهودية لقلعة صليبية. ورفض قول هذا الأوساط إن والده يوسيف بورغ الحاخام الراحل والوزير الأسبق عن حزب المتدينين الوطنيين (المفدال) يتقلب في قبره بسبب مبادرته، موضحا أن والده كان اشتراكيا ولم يكن متطرفا وغيبيا.
وفي حديث مطول مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» يؤكد بورغ أن والديه كانا سيصوتان لحزب «العمل « لا لحزب «البيت اليهودي» مكمل حزب «المفدال».
وفي معرض تفسيره للانتقال لحزب عربي- يهودي غير صهيوني يؤكد بورغ أن إسرائيل وبصرف النظر عن ظروف خارجية، ليست ديمقراطية وما فيها ليس سوى مواطنة فارغة، منوها أنه قرر عدم السكوت على ذلك. وردا على سؤال لماذا الجبهة بالذات قال بورغ إن إسرائيل كانت نسبيا دولة علمانية ـ اشتراكية من 1948 حتى 1976 اهتدت بفكرة الدولة ومكانتها الرسمية.
حق العودة
وبعد صعود حزب «الليكود» بقيادة مناحيم بيغن للحكم للمرة الأولى في 1977 دخلت إسرائيل مرحلة التوجهات القومية ـ الرأسمالية وتهتدي بالجغرافيا والأرض. والآن على إسرائيل برأيه أن تختار وجهتها نحو الفصل الثالث: هل تسير نحو تشدد ديني وقومي تهتدي بفكرة الهيكل أم أن تكون دولة عادية. ويعتقد أن ملل الإسرائيليين من رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو يعكس مللا أكثر عمقا، من الجمود ومن بقاء إسرائيل عالقة ومن تحلل اقتصادي ـ اجتماعي.
يشار إلى أن إسرائيل تغيرت بعد فوز الليكود نتيجة تغيير مناهج التعليم وصب مضامين أكثر تطرفا دينيا وقوميا فيها علاوة على هجرة المليون روسي مطلع التسعينيات.
ويتهم بورغ اليسار الصهيوني بعدم طرح انتقال إسرائيل للمرحلة الاعتيادية الذي يتطلب تنازلات كبيرة لأنه غير مستعد لها ومنها تقليص قانون حق العودة لليهود لأنه لم يعد له حاجة. وردا على سؤال عما إذا كان هذا يعني موافقته على عودة اللاجئين الفلسطينيين دعا بورغ لطرح هذه القضية على طاولة المفاوضات منوها أن إسرائيل لم تطرحه بعد لأنها لم تحسم مبادئها بعد.
معنى الصهيونية
وردا على سؤال ان إسرائيل قررت مبادئها في ما يسمى بـ»وثيقة الاستقلال» من عام 48 حيث عرفت ذاتها دولة يهودية- ديمقراطية، ردة بورغ بجرأة اذ قال: هذا يترك لنا واحدا من خيارين للحياة في الحيز. إما نبقى داخل أسوار صليبية والعزلة الدولية اليوم تقول إننا بتنا بهذا الوضع أو الاندماج بهذا الحيز».
ورفض بورغ الدخول كما قال بالتعريفات الصهيونية عندا سؤال اذا ما كان يعرف نفسه كصهيوني، وقال «لست مستعدا للدخول في هذه التعريفات.. فالصهيونية كانت «سقالة» أتاحت لنا الانتقال من الشتات للسيادة والآن هذه السقالة زائدة «.
وضمن الأسئلة حول هويته أجاب بالإيجاب بأنه مناصر للمرأة. فسئل كيف يتعايش مع سكوت سياسيين فلسطينيين ومنهم قادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على إقصاء المرأة الفلسطينية وعلى جرائم قتل ما يعرف بشرف العائلة أو تعدد الزوجات، فاكتفى بالقول إنه بالحقيقة ينبغي محاربة هذه الظواهر، موضحا أن ما جذبه للجبهة برئاسة محمد بركة هي الرغبة في الانتقال من خطاب قومي إلى خطاب مدني. وعن عدم انضمامه إذن لحزب «ميرتس» قال بورغ إن هذا كان سيحدث لو تخلص «ميرتس» من حلمه الصهيوني.
لست رجلا شجاعا
لكن بورغ يوضح أنه لن يبقى داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بحال انضمت لقائمة عربية موحدة لخوض انتخابات الكنيست، معللا ذلك بالالتزام فقط بحركة عربية – يهودية تدعم المساواة المدنية وتتحدى الخطاب السائد في إسرائيل.ويكشف أنه يتلقى ردود فعل كثيرة متباينة ويتعرض لحملات شرسة من المعقبين في مواقع التواصل الاجتماعي. لكنه يرى الأمور بمنظار إيجابي، وقال بورغ «على الأقل فتحنا الباب أمام اليسار في إسرائيل لمراجعة ذاته وأتحنا الفرصة لحديث جديد في إسرائيل»، مشيرا إلى إن سبعة من أبناء عائلته صوتوا في الانتخابات الماضية للجبهة والبقية ما عدا واحد صوت لـ «ميرتس». كما كشف أن الوزير السابق حاييم رامون أبلغه أنه لا يوافقه الراي لكنه يحترم جدا شجاعته ويتابع «بالمناسبة أنا لا أشعر أنني رجل شجاع».
مغزى العمليات الاستشهادية
بورغ الذي تولى رئاسة الكنيست عام 1999 وترأس الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية في 1995 لم يتردد قبل ذلك بالتغريد خارج السرب الصهيوني. ففي 2003 وفي عز الانتفاضة الثانية قال ضمن مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية إن على إسرائيل ألا تتفاجأ باندفاع الشباب الفلسطينيين لتفجير أنفسهم في قلب تل أبيب بعمليات استشهادية تتم داخل مراكز هروب الإسرائيليين من الواقع وداخل المطاعم بهدف تدمير شهيتهم.
ويقول بورغ إنه لا يؤمن بالله لكنه يحرص على اعتمار قبعة دينية حفاظا على تقاليد ثقافية وتماثلا معها. وآثار بورغ الذي طرح أفكاره الجريئة الداعية للتخلص من قيود الصهيونية في كتابه «كي ننتصر على هتلر» عاصفة مجددا في 2007 عندما حاز على جواز سفر فرنسي، موصيا الإسرائيليين بالاحتياط على جواز أجنبي. ويعتقد بورغ أن نتنياهو بلغ نهاية طريقه السياسي وأن ما من شأنه أن ينقذه هو عمل تاريخي كبير كوضع دستور لإسرائيل على المستوى الداخلي أو اتفاق سلام مع الفلسطينيين وإلا سيغادر الحلبة السياسية دون أن يترك أثرا، فالسنوات العشر في السلطة هي عقد مفقود. لكن بورغ لا يوهم نفسه، ويقول إن حزب «العمل» يكتفي بالدعوة لإسقاط نتنياهو ولا يكشف ماذا يريد أن يفعل، لافتا إلى أن ما يقلقه هو ضعف «العمل» حيال المستوطنات التي أقامها هو لا الليكود بالأساس.
هذه ليست نكتة
وفي الختام يعتقد بورغ أن إسرائيل تقف على مفترق طرق حاسم، وستكون بعد 20 عاما إما جمهورية دينية متزمتة أو ضمن كونفدرالية تجمعها بدولة فلسطين بين البحر والنهر ويربطهما دستور مشترك، ومعا تكونان ضمن اتحاد إقليمي يقوم على شراكة تشمل الأردن ومصر وتركيا وقبرص. وهو يرى أسرائيل دولة لكل مواطنيها يشغل فيها عرب وزارات الشرطة والأمن والخارجية. وردا على سؤال من سيكون رئيس الحكومة قال بورغ : عضو الكنيست دوف حنين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة).
وعندما سئل ان كانت هذه نكتة، رد قائلا «لا. هذا ممكن. ما يبدو اليوم موقف أقلية سيصبح يوما ما استراتيجية الأغلبية ونحن بحاجة للصبر في هذه الأمور».
وديع عواودة
نحن بالفعل امام دغول اسرائيل ولكنه للاسف لا يملك صلاحيات ديغول فرنسا
كفلسطيني اعجبني هذا الرجل وافكاره ومعرفته بالحل الصحيح وهو دوله واحده لشعبين مع معاهدات واتفقيات مع بلدان اخرى مثا الاردن ومصر وتركيا وقبرص اولا وبعدين سنرى
يهودي جريء يعرف ما هي مصلحة شعبه ويعتقد ان مصيره يرتبط بمصير حل القضيه الفلسطينيه. اعتقد بانه يجب تشجيع يهود من هذا النوع . فهو انتقل من الصهيونيه العنصريه الى الانسانيه.