الرباط- “القدس العربي”: تعيش شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، هذه الأيام، على إيقاع جدل واسع بسبب خبر يفيد بأن تطبيقا رقميا يتيح للجمهور التواصل بمكالمة مصورة مع نجم من نجوم الفن وذلك مقابل مبلغ مالي يدفع لأجل هذا الغرض.
ولم يتوقف نبض السخرية على صفحات رواد منصات التواصل الاجتماعي المغاربة، الذين كتبوا تدوينات حولت الفكرة إلى مجرد نكتة تضحك كل من سمعها.
ونزلت فكرة التطبيق المسمى “ألو ماي ستار”، على نشطاء التواصل الاجتماعي في المغرب مثل المزحة أو ما يشبه النكتة “الحامضة” كما يصف المغاربة كل شيء غير نافع.
وتتلخص فكرة التطبيق الذي يمكن تنزيله على الهواتف الذكية، في اختيار النجم المفضل للحديث معه عبر مكالمة فيديو، ودفع مبلغ نقدي حسب شهرة النجم ومدة المكالمة.
وتتراوح المدة بين 5 إلى 15 دقيقة، والمبلغ بين 500 و2000 درهم، ما بين (55 و222 دولارا أمريكيا)، وذلك حسب النجم المراد مكالمته و”التمتع” بصوته وصورته في حديث مباشر.
من خلال التطبيق والأسعار المعلن عنها، بدت واضحة جدا التصنيفات التي جعلت هذا الفنان يفوق ذاك، دون ذكر المعايير التي تم اعتمادها من أجل هذه التصنيفات، فتجد خمس دقائق مع مطرب بـ500 درهم ومع فنان آخر بحوالي 600 درهم.
ما يهم في هذه “النازلة الرقمية” إن صح التعبير، هي متابعة رواد مواقع التواصل الاجتماعي للفكرة، وحجم السخرية التي نالها التطبيق وهو في بدايته.
بعض التدوينات أشارت صراحة إلى أن الفنانين بعد مدة الحجر الصحي والإغلاق وتوقف أعمالهم، يريدون جني المال بهذه الطريقة.
وتدوينات أخرى سارت على درب الفكاهة ونالت من التطبيق ومن الفنانين على حد سواء، ومنحت تنقيط الأكثر طرافة وسماجة من غيره.
لكن في المقابل، تدوينات أخرى وقفت على الحياد، ولم تبد أي موقف سلبي من التطبيق على اعتبار أنه اختياري ولا أحد يفرض على أحد أن يقوم بتنزيله.
رأي أدلى به مفيد السباعي مدير أعمال فنانين مغاربة لـ”القدس العربي”، الذي أكد أن “هذا التطبيق مثل إنستغرام وعدد من التطبيقات الأخرى… هي عبارة عن خِدمة وللمستهلك حرية شراء الخدمة أو لا، لا أقل ولا أكثر”.
وعن موقف الفنانين من هذه الفكرة، قال مفيد في تصريحه، إن كل فنان أو أي شخص حر في اختياراته، كما أن شخصا لديه إمكانيات مادية ويريد أن يصرفها على هذا التطبيق فهو حر في ذلك وهو ما يدخل في إطار الحرية الشخصية.
وأضاف السباعي، بالنسبة لي شخصيا لن أقوم بتنزيل التطبيق أبدا، لأنني حر في أن أختار ذلك، أما الانتقاد فهو دائما موجود سواء مع الأشياء الإيجابية أو السلبية.
لكن في الجهة الأخرى ونقصد الفنانين المعنيين بالأمر، بعضهم صرح من خلال “لايفات” على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أنهم لا علاقة لهم بالتطبيق.
وفي هذا الإطار قال المطرب المغربي بدر سلطان في بث على حسابه بإنستغرام، إنه بريء من التطبيق ولم يوافق على أي شيء بهذا الخصوص ولم يوقع على أي عقد أو وثيقة تفيد برضاه عمّا يتضمنه “ألو ماي ستار”.
تصريح آخر أكثر طرافة، كان من طرف أمين رغيب، الذي سخر بدوره من فكرة التطبيق، وقال في بث على حسابه، إن مبلغ 1500 درهم لن يدفعه حتى للكلام مع نفسه.
على أي حال، يبقى رواد التواصل الاجتماعي في المغرب قد وجدوا فسحة أخرى للخروج من روتين اليومي والصور العابرة والفيديوهات المتنقلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لقد كانت لحظة منفلتة نالت نصيبها من النقد والسخرية وستمضي، لكن السؤال هل سينجح التطبيق في فكرته وهل بالفعل سيدفع المغاربة مقابلا لمكالمة فنان في الهاتف؟
استجداء ملون؟ الفنانون العرب دائما يستجدون الحكام بالأغاني والتمثيليات..اليوم الحكام لا يدفعون لهم بسبب كورونا فلجأؤا إلى ( الشعب ).الفنانون طبقة طفيلية وجودها وعدمه سواء.