الديكتاتورية الاجتماعية

حجم الخط
0

هل هذا «الاجتماعي» جيد بالمطلق لإسرائيل؟ هذا سؤال مهم جدير بالنقاش على الرغم من أنه لا يوجد في اسرائيل اليوم من يناقش. العمل، الليكود، البيت اليهودي، كحلون ولبيد، كلهم فجأة أصبحوا شيلي يحيموفيتشيين. هناك ما هو جيد ولطيف في قائمة الشباب الجميلين والصادقين لحزب العمل. هذا دليل على أن الثورة الاجتماعية في صيف 2011 حققت نتائج ـ ممثلوها سيملأون الكنيست حتى في الدورة القادمة، وسيحققون قيمها، مهما كانوا غامضين وغير واضحين. اذا كان لدى أي كان شك حول ماذا يمثل هذا الحزب فقد تمت ازالة هذا الشك. إنه حزب اجتماعي، من يريد أن يكون اجتماعيا يستطيع بيقين أن يصوت له، وهو يشعر بالأمن النسبي بأنه يمثل طموحه.
السؤال ماذا سيفعل من ليس مهتما بحزب اجتماعي، أو برسالة اجتماعية، أو بأجندة اجتماعية، هو سؤال مهم: في الدول التي يوجد فيها احزاب أقل تمثل أجندة أكثر وضوحا فمن المقبول عرض بدائل ليس فقط في المجال السياسي أو الأمني بل ايضا – في دول كثيرة بالأساس – في المجال الاقتصادي الاجتماعي. في امريكا من يريد حزبا اجتماعيا يصوت للديمقراطيين، ومن يريد حزبا يركز على السوق الحرة يصوت للجمهوريين. وهكذا مقبول في العالم – اليسار اجتماعي، واحيانا اشتراكي ديمقراطي، واليمين محافظ، رأسمالي. اسرائيل لا تطرح اليوم بدائل من هذا النوع. هذه دولة كلما زادت فيها الاحزاب تقل فيها امكانيات الاختيار الايديولوجي، على الأقل في المجال الاجتماعي – الاقتصادي. الليكود كما يبدو هو حزب اليمين، يخاف من ثوريي العدل الاجتماعي، وسارع إلى الانحراف يسارا – ليس في الموضوع الفلسطيني، بل بالتأكيد في الموضوع الاقتصادي. الفائزة البارزة في الانتخابات التمهيدية، عضوة الكنيست ميري ريغف، هي ممثلة بارزة لهذا التوجه. تمثل ريغف بالتأكيد بديلا يمينيا لستاف شبير في موضوع السلام والأمن والعمال الاجانب، ولكن في المواضيع الاجتماعية – الاقتصادية تشكل توأمها. ايضا هي تريد «العدل»، وتريد «اجتماعي» كما تريد «جسر الهوة» – التي معناها في اسرائيل اليوم ليس تشجيع الضعفاء على أن يتقووا ولكن تقويتهم بواسطة اضعاف الاقوياء.
على يمين الليكود، البيت اليهودي. وعلى رأسه، نفتالي بينيت. البيت اليهودي هو حزب «اجتماعي جدا» في الكنيست، قالت اييلت شكيد، الناطقة بلغة مهذبة بلسان بينيت (ليس لأن بينيت مؤدب بشكل خاص). ممثلون آخرون للحزب يقومون بالتفاخر بـ (الاجتماعية). ولكن في الحقيقة فان ذلك لا يغير في التصويت. ولكن ايضا لبلاغة خطاب الحزب هناك أهمية، وبلاغة خطاب البيت اليهودي تشير إلى أن زعماءه يخافون من أن تُرسم لهم صورة معارضين – اجتماعيين. وفي اسرائيل اليوم، أن تكون معارضا للاجتماعية لا يشكل ذلك شرفا كبيرا.
وعلى غرار ذلك، فان كل الاحزاب الباقية هي اجتماعية. موشيه كحلون كما هو مفهوم أبو آباء الثورة الاجتماعية، ويئير لبيد ممثل القطاع اليميني الشبعان، قرر أن دولة اسرائيل تستحق «الموازنة الاكثر اجتماعية التي شهدتها منذ سنوات طويلة». تلك الموازنة التي استهدف تمريرها والتي تعذر على المواطنين الذين يتوقون إليها التمتع بها بسبب لؤم رئيس الحكومة عديم المشاعر الاجتماعية. هنا يتحدثون عن نتنياهو، وحتى الممثل البارز للاقتصاد الحر غير مستعد أن يقول للمواطنين بالفم الملآن أنه ليس اجتماعيا.
هل هذا الاجتماعي جيد بالمطلق؟ هل الاجتماعي هذا جيد لاسرائيل؟ هذا سؤال مهم جدير بالنقاش، لكن ليس هناك في اسرائيل من يناقشه. ليس هناك من يطرح على الناخب المتحفظ من الثورات الاجتماعية ومن اعضاء كنيست اجتماعيين ومن أجندة اجتماعية ومن موازنة اجتماعية، خيارا آخر. إن هذا انتصار جميل للشيلي يحيموفيتشيين في العالم. انتصار له ثمن.

معاريف 15/1/2015

شموئيل روزنر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية