رام الله ـ «القدس العربي»: القدس ستبقى جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيظل المسجد الأقصى صمام الأمان في المدينة، لكنه قد يكون في الوقت ذاته «القنبلة الموقوتة» في وجه دولة الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنيها والمتطرفين اليهود، وشرطة الاحتلال، تعلم ذلك علم اليقين، عبر تصريحات من مسؤوليها عن خطورة اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى، لكن هذه المرة جاءت على لسان كبير قادة الشرطة المفتش العام يوحان دانينو، وكانت الأكثر صراحة ووضوحاً، وإن جاءت من وجهة النظر الإسرائيلية البحتة.
فقد هاجم دانينو أعضاء الكنيست الذين يصعدون إلى منطقة المسجد الأقصى، فقال «إذا سألتموني، فالمسجد الأقصى لا يقل خطراً عن أي قنبلة نووية بالنسبة لإسرائيل، وهو خطر وجودي يشبه خطر القنبلة».
وكان يتحدث في الجامعة العبرية في القدس الغربية، عندما أضاف «أشعر بالأسف الشديد أن الانتخابات الأخيرة أدخلت إلى الكنيست جهات تحاول تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، ويؤججون مشاعر العالم الإسلامي ضدنا، وفقط من أجل الحصول على المزيد من أصوات الناخبين، لكن نتائج هذه التصرفات ستكون مدمرة على إسرائيل».
ويرى دانينو أنه «حين يأتي شخص منتخب ويقول سأصعد إلى «جبل الهيكل» أي المسجد الأقصى، حتى أغير الوضع القائم فيه، فإنه هو نفسه من يتحول إلى خطر أمني على إسرائيل، لأنني أرى المسجد الأقصى خطراً وجودياً على إسرائيل، لا يقل عن خطر القنبلة النووية أو أي قنبلة أخرى» على حد وصف المفتش العام للشرطة الإسرائيلية.
وتوجهت «القدس العربي»، بالسؤال إلى المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، عما تعنيه تصريحات دانينو، فقال «مفتش الشرطة الإسرائيلية يتحدث من زاوية مصلحة دولة الإحتلال، فهو عندما يعتبر خطر الاعتداء على المسجد الأقصى، يوازي خطر القتبلة النووية الايرانية على دولة الاحتلال، فهو يدرك مدى أهمية المسجد الأقصى للعالمين العربي والإسلامي، كمكان مقدس مسرى ومعراج الرسول محمد (ص)، وواحد من المساجد الثلاثة التي تشد الرحال اليها، وكذلك قبلة المسلمين الأولى».
ويعتقد عبيدات أن من شأن المس بالمسجد الأقصى أو العبث به، سواء عبر التقسيم الزماني أو المكاني، أو الاثنين معاً، أو عبر إقدام جماعات وجمعيات استيطانية وتوراتية متطرفة، لا سمح الله، على هدمه، فربما تندفع الأمور نحو حرب شاملة، ويأخذ الصراع طابعاً دينياً، تشارك به ليس الدول العربية فقط، بل كل العالم العربي والإسلامي، وليس فقط من زاوية القدسية للأقصى، بل يعتبر المسلمون أن ذلك مساً بعقيدتهم ومحاولة للنيل من كرامتهم وايمانهم وإسلامهم، ولذلك فإن مفتش شرطة الاحتلال دانينو، يدرك جيداً المخاطر المترتبة على عمل طائش وأرعن، أو حتى منظم، تقدم عليه جماعات استيطانية بحق الأقصى.
وذكّر بما حدث في الفترة السابقة في القدس المحتلة عندما قال «نحن شاهدنا كيف أن القدس قد انتفضت عن بكرة أبيها، عندما تكثفت وتصاعدت الإقتحامات للمسجد الأقصى، وأقدم الشاب الشهيد معتز حجازي على إطلاق النار على المتطرف «هودا غليك، الذي قاد ويقود الاقتحامات للمسجد الأقصى، وكذلك هي عملية الشهيدين غسان وعدي أبو جمل جاءت في هذا الإطار والسياق».
وختم عبيدات بالقول «إذا كان أهل القدس المحاصرون، الذين تشن عليهم دولة الإحتلال حرباً شاملة، تشارك فيها كل أجهزتها ومستوياتها، قد استطاعوا أن يجعلوا الاحتلال يفقد السيطرة على المدينة، فكيف عندما تشارك جموع وسيول بشرية في الحرب والمواجهات؟.. إذاً هذا الخطر الذي تحدث عنه دانينو كواحد من الأخطار الوجودية المحدقة بدولة الاحتلال.