الانتخابات العراقية: «التصويت الخاص» اليوم… وأكثر من مليون من الأمن والجيش مدعوون للمشاركة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: يبدأ، اليوم الجمعة، ملايين العراقيين من القوات الأمنية والنازحين، بالإضافة إلى نزلاء السجون، بالتصويت لاختيار مرشحيهم في مجلس النواب الجديد، ضمن “الاقتراع الخاص” الذي يسبق يوم التصويت العام المقرر الأحد المقبل، وسط إجراءات أمنية مشددة، ورقابة أممية.
ويشمل التصويت الخاص مليوناً و75 ألفاً و727 منتسبا من الصنوف الأمنية والعسكرية المختلفة، فضلاً عن 120 ألفاً و126 نازحاً، وأيضاً 676 نزيلاً في السجون العراقية.

595 مركزاً انتخابياً

وخصصت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، 595 مركزاً انتخابياً، تضم 2584 محطة انتخابية في عموم العراق، لتغطية اقتراع قوات الأمن، فيما خصص للنازحين 86 مركزاً تضم 309 محطات، موزعة على 27 مخيماً، أما نزلاء السجون فلديهم 6 محطات انتخابية موزعة بواقع 2 في السليمانية، ومحطة واحدة في أربيل، وأخرى في دهوك، ومثلها في المثنى وواسط، وفقاً للمتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي.
ووفقاً للغلاي، فإن “الصمت الانتخابي سيكون في الساعة السادسة من صباح السبت المقبل”، لافتة إلى أن “التصويت الخاص غير مشمول بالصمت الانتخابي”.
وجددت المفوضية، تأكيد استعدادها لإجراء التصويت، بشقّيه “الخاص والعام”.
وقالت نبراس أبو سودة، مساعدة الناطق الإعلامي للمفوضية إن “المفوضية على أتم الاستعداد والجهوزية لإجراء الانتخابات، ليومي التصويت الخاص والعام”، موضحة زن “عملية الاقتراع الخاص تبدأ في تمام الساعة السابعة صباحا وتنتهي في تمام الساعة السادسة مساء”.
وأضافت لإعلام حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”، إن “موعد الصمت الانتخابي يبدا صبيحة يوم السبت، في تمام الساعة السادسة صباحا، وفق أحكام المادة (22) من قانون الانتخابات رقم ( 9 ) لسنة 2020″، لافتة إلى أن “الصمت الانتخابي لا يشمل التصويت الخاص”.
وبينت أن “المفوضية ستتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين للصمت الانتخابي، بأهمية الالتزام ببنود وثيقة السلوك الانتخابي من قبل جميع الأطراف”.

استطلاع

في السياق، أعلنت وزارة الداخلية، تفاصيل استطلاع أجرته الشرطة المجتمعية لمعرفة عدد العراقيين الذين سيشاركون في اقتراع العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، أمس، إن “الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، أجرت استبيان لآراء المواطنين حول مشاركتهم في الانتخابات المؤمل إجراؤها في العاشر من شهر تشرين أول /أكتوبر الجاري في بغداد والمحافظات، وقد أظهر أن 68 % منهم أبدوا عزمهم على المشاركة بالانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد للتغيير”.
وأضافت “فيما أكد 83 % من المواطنين على قدرة القوات الأمنية على حماية العملية الانتخابية، ونجاح الانتخابات أمنيا”.
وحسب البيان “شمل الاستطلاع المواطنين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار في أغلب محافظات البلاد ممن يحق لهم التصويت والاقتراع”.
كذلك، نفى مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، عبد الحسين الهنداوي، إمكانية اختراق نتائج الانتخابات داخليا أو خارجياً، فيما أكد إعلان النتائج الأولية خلال 24 ساعة من الاقتراع.

«التغييرات المقبلة»

وقال الهنداوي، في لقاء تلفزيوني، إن “الناخبين بحاجة إلى حياة أخرى ترفض نظام المحاصصة، واعتقد أن القوى السياسية استوعبت الدرس، وعلى القوى السياسية أن تدرك حقيقة التغييرات المقبلة”.
وأشار إلى “وجود مفوضية مستقلة وقانون عادل يضمن نزاهة الانتخابات، واللجنة الأمنية تعمل على الاحاطة بالعملية الانتخابية”، لافتا إلى أن “نقل صناديق الاقتراع لن تكون محصورة في وسيلة نقل محددة”.
وأكد “الحاجة إلى تعاضد جميع القوى من أجل تطوير القانون (الانتخابي) كونه ليس مقدسا، والبحث عن نقاط الضعف من خلال التشريعات”، مستدركاً “الانتخابات ستكون مفصلية إذا توفرت بيئة أمنية كاملة وتعبر عن إرادة الناخب”.
وتابع: “بيان المرجعية الدينية العليا وموقفها واضح، وسيكون مؤثراً جداً بنفوس الناخبين، ونظام الأتمتة والمراقبة الدولية سيعزز من نزاهة الانتخابات”.
وأكمل: “عدد المراقبين الدوليين سيكون مابين 700-800 مراقب أممي، وجميع القوانين يمكن تطويرها مع مرور الزمن، وبينها قانون الانتخابات”.
وبين أن: “الدستور منح كوتا النساء بما لا يقل عن 25% في البرلمان، وكل دائرة انتخابية تفرض عليها مقعدا للنساء”، موضحاً في الوقت عيّنه، أن “من نقاط ضعف قانون الانتخابات الجديد، عدم مشاركة القضاة فيه”. وأشار إلى أن “هنالك بعض النواقص في القانون بينها التمثيل، وهناك شكوى أن هذا القانون يبعثر اللحمة الوطنية، والعراق يحتاج إلى قانون انتخابي ثابت وواف”، مبيناً أن “قلة المشاركة لا تعني عدم شرعية الانتخابات”.
ومضى الهنداوي قائلاً: “مخاوفنا قليلة جدا بعد الزخم الانتخابي الكبير، ويفترض أن تكون هنالك حملة توعية أكبر بناءً على بيان المرجعية باختيار الشخصيات الكفوة، ولا توجد أي إمكانية بالتدخل في نتائج الانتخابات من داخل أو خارج العراق بسبب برمجيات حديثة وضعت من قبل شركات رصينة، وأي إمكانية اختراق لنتائج الانتخابات، غير واقعية”. واختتم بالقول: “الإعلان عن النتائج الأولية ستكون خلال 24 ساعة من الاقتراع. نتائج التصويت الخاص لن تعلن عنها، ونتائج الانتخابات ستحدد نوعية الخيار المقبل”.

«المسار الوطني»

في الأثناء، أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس، أن الانتخابات هي المسار الوطني لانتاج برلمان جديد.
وقال في “تغريدة” له، إن “مجلس النواب، أنهى فترته النيابية تمهيدا لإجراء يوم الأحد المقبل 10 تشرين الأول /أكتوبر”.
وأضاف: “شعبنا على امتداد الوطن الغالي. الانتخابات هي المسار الوطني لإنتاج مجلس نواب جديد، ولحماية وطننا وبناء الدولة”.
وخاطب الكاظمي، العراقيين، بالقول: “اختاروا من يمثلكم بحرية، وعلى أساس قيم العراق الوطنية، إصنعوا التغيير بإرادتكم”. أما الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، فوجّه خطاباً إلى منتسبي القوات الأمنية، حثّهم فيه على “نصرة الحشد الشعبي” في يوم التصويت الخاص، والتصويت للقوى التي تحفظ “الحشد الشعبي” من دون حله. وقال، في شريط مصور: “إلى كل منتسبي قواتنا الأمنية. نحن اليوم في وقت خاص وزمن خاص، وأمامنا تحدٍ جديد، وسنعبر بالعراق جميعاً إلى بر الأمان”.
وأضاف: “صار واضحاً لكل العراقيين أن هناك إرادة خارجية تريد الإضرار بالعراق، من خلال أن يفقد العراقيون أحد الأسلحة المهمة التي أضيفت إليهم، مع الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، والقوة الجوية، وهو سلاح الحشد الشعبي”. وأشار إلى أن “سلاح الحشد الشعبي، أثبت أن وجوده مع القوات الأمنية معناه أن العراق بخير ولا يستطيع أحد أن يصل إليه”.
وتابع: “كلامي إلى شركاء الدم. عندما كنا نقاتل معاً لم تحصل معركة حصل فيها النجاح، ولم يكن هناك جنباً إلى جنب الحشد الشعبي مع القوات الأمنية الأخرى”.
وأكد، أن “مصلحة العراق أن يبقى الحشد الشعبي مع القوات الأمنية، وليس حلاً آخر أبداً، وهذا ما سيحصل”.
وأكمل قائلاً: “إخوانكم بالحشد الشعبي لا يستطيعون التصويت في التصويت الخاص، والموقف منكم بأن تحموا ظهره ولا تسمحوا لأي جهة سياسية تريد حله أو دمجه، ورسالتي لكم من القلب وثقتي كبيرة بكم أن يكون يوم التصويت الخاص، يوم نصرة للعراق ويوم دفاع عن العراقيين، وذلك من خلال التصويت للدفاع عن الحشد الشعبي”.
كذلك، وجّه رئيس الوزراء الأسبق، زعيم ائتلاف “النصر”، حيدر العبادي، كلمة إلى القوات الأمنية العراقية، قبل ساعات من خوضها غمار “الاقتراع الخاص”.

«حراس الشعب»

وجاء في كلمة العبادي: “غداً (اليوم) تنطلق العملية الانتخابية، ويبدأ التصويت الخاص. إني، ولإيماني بضميركم الوطني وإرادتكم العراقية، التي خبرتُها معكم في ميادين الحرب والسِلم، أخاطبكم اليوم: الدولة، أمانة الله والشعب عندكم، فاحموا هذه الأمانة بالسِلم كما حميتموها بالحرب”.
وأضاف: “الانتخابات، تترجم إرادة الشعب، فاحموا نزاهتها وعدالتها، فأنتم حراس الشعب”، منوهاً: “لا تنحازوا لأي حزب أو كيان سياسي، فأنتم للشعب كل الشعب”.
وزاد: “اختاروا مَن يؤمن بالدولة ووحدتها وعدالتها وسيادتها، فقوتكم وقوة الشعب بالدولة لا بسواها. إعلموا، أن الدولة باقية، ومنطقها الذي سيسود. والدولة قد تخسر المعارك، لكنها تكسب الحرب، وكما كسبنا حروب الدولة ضد الإرهاب والتقسيم والفتن، فسنكسبها ضد الفوضى والانفلات والفشل، بإرادتكم والشعب وجميع الأخيار”.
في الأثناء، أكد عضو تحالف “سائرون” سلام الشمري، أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وقال الشمّري، الذي ينتمي “للكتلة الصدري” بزعامة مقتدى الصدر، في بيان صحافي، إن “الرغبة الواضحة بتنفيذ الإصلاح والتغيير نحو الأفضل باتت نقطة مهمة في المشاركة الشعبية والتي ستكون حاضرة وبقوة يوم الأحد المقبل” . وأوضح أن “الاهتمام الدولي بانتخابات العراق. دليل أهمية تجربته الديمقراطية في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، التي تعد الأهم على الصعيد الدولي بما تمتلكه من موارد طبيعية”.
وشدد على ضرورة أن “تعي الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها أهمية هذه الفترة عبر المزيد من الحذر والحيطة لإفشال أي محاولات تؤثر على المشاركة الشعبية في الانتخابات”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية