تايبيه: قالت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين الأحد إن تايبيه لن ترضخ لضغوط بكين وستدافع عن نظامها الديموقراطي بعد تصاعد عمليات توغل الطائرات الحربية الصينية في منطقة الدفاع الجوي الخاصة بها.
ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة ويتمتعون بحكم ذاتي، تحت تهديد دائم بغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها وتعهدت استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وقالت تساي في خطاب لمناسبة العيد الوطني لتايوان “كلما حققنا المزيد من التقدم، ازداد الضغط الذي تمارسه الصين”، مؤكدة “لا أحد يستطيع إجبار تايوان على سلوك المسار الذي وضعته الصين لنا”.
وأشارت إلى أن تايوان “تقف على خط الدفاع الأول للديموقراطية”.
وأضافت “نأمل في تخفيف حدة التوتر في العلاقات (مع بكين) ولن نتصرف بتهور، لكن يجب ألا تكون هناك أوهام بأن الشعب التايواني سيرضخ للضغط”.
وتايوان تتمتع بحكم ذاتي منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
وتصاعد التوتر إلى أعلى المستويات منذ عقود في ظل حكم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي قطع كل الاتصالات الرسمية مع تايبيه بعد انتخاب تساي قبل خمس سنوات وزاد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
وأخيرا، ضاعفت الصين الطلعات فوق “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” (أديز) التايوانية بمقاتلات عسكرية وقاذفات وطائرات حربية مضادة للغواصات.
وقد نفذت 150 من عمليات التوغل الجوية هذه تقريبا في المنطقة في الأيام المحيطة بالعيد الوطني للصين في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، وهو رقم قياسي.
جعل شي مسألة ضم تايوان هدفا رئيسيا لفترة حكمه التي يبدو أنه عازم على تمديدها لولاية ثالثة في العام 2022.
وكان قد أعلن السبت في خطاب ألقاه لمناسبة الذكرى الـ110 لثورة 1911 التي أطاحت آخر أسرة حاكمة صينية أن “إعادة التوحيد الكامل لبلادنا ستتحقق ويمكن تحقيقها”.
وشدد على أن “إعادة التوحيد” بوسائل “سلمية” مع تايوان “ستتحقق”، في وقت تصاعد التوتر بين بكين والجزيرة بعدما أجرى عدد قياسي من مقاتلات سلاح الجو الصيني طلعات خرقت أجواء المنطقة.
والعام الماضي، نفّذت الطائرات العسكرية الصينية عددا قياسيا من عمليات التوغل في منطقة الدفاع التايوانية بلغ 380، إلا أنها نفّذت أكثر من 600 عملية من هذا النوع منذ مطلع العام وحتى تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ومنطقة أديز تختلف عن المجال الجوي التابع للأراضي التايوانية، لكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتلاقى مع جزء من “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التابعة للصين، بل تضم جزءا من البر الرئيسي الصيني.
وكثّفت بكين الضغط على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين في 2016 والتي تصر على أنها تعتبر الجزيرة “مستقلة” وليست جزءا من “الصين الواحدة”.
لكن الرئيسة التايوانية لم تتخذ أي خطوة لإعلان الاستقلال الرسمي للجزيرة وهو أمر تحذر بكين من أنه سيكون تجاوزا لـ”خط أحمر” قد يؤدي إلى غزو صيني.
كما قدمت عروضا لإجراء محادثات مع بكين قوبلت بالرفض.
وخلال خطاب الأحد، كررت تساي دعوتها إلى بكين “لدخول حوار على أساس التكافؤ” مشيرة إلى أنها تؤيد الحفاظ على الوضع الحالي بين الجارتين.
لكنها حذرت من أن ما يحدث لتايوان سيكون له تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة.
وأوضحت أن “كل خطوة نتخذها ستؤثر على الاتجاه المستقبلي لعالمنا، كما سيؤثر الاتجاه المستقبلي لعالمنا على مستقبل تايوان”.
وتظهر استطلاعات أن الغالبية العظمى من التايوانيين لا يرغبون في أن تحكمهم بكين.
ويفضّل معظمهم الإبقاء على الوضع القائم رغم تزايد المشاعر القومية التايوانية خصوصا بين الشباب.
كما أن إحكام الصين قبضتها على هونغ كونغ، المدينة التي قالت بكين إنها ستكون نموذجا لطريقة حكمها تايوان، لم يطمئن التايوانيين بأن أسلوب حياتهم سيبقى على ما هو في ظل نظام الحزب الشيوعي.
وقال هونغ تشن-لون الذي جاء مع طفليه لمشاهدة احتفالات العيد الوطني الأحد لوكالة فرانس برس “كتايواني، لا أعتقد أنه يمكننا قبول (إعادة التوحيد) أنظروا فقط إلى ما حدث في هونغ كونغ”.
من جانبه، قال تشان يون-تشينغ وهو متفرج آخر إن العديد من التايوانيين يشعرون ببساطة بالعجز.
وأضاف “إعادة التوحيد الآن ليست مناسبة. لكننا لسنا في وضع يسمح لنا بإعلان الاستقلال لأن المجتمع الدولي لن يعترف بنا. إنه أمر غير مجد”.
(أ ف ب)