العار

حجم الخط
0

صباحُ الموتِ
يا جهل..
قافلةٌ، شاحنةٌ تهوي
تحقنُ الجو بالغبارْ..
فاتحونَ مدججون بالآيات
بلادٌ تهبُ نفسها
الحربْ
عارضةُ أزياءٍ
تلبس جسد قائدها المظفرْ
كهنةٌ يمتشقون المقدس سلاحاً
سكارى يثيرون جلبة النهار
طاعونٌ يفتكُ بالهواءْ
طبولٌ
رصاصٌ يثقبُ أعلاماً
تُرمى
قابَ قوسينِ..
وأدمى القلبْ
الندماءُ حولي يطربونْ
موسيقى تهزُّ جذع العاصفةْ
عُراةٌ يتسلقون المَدْ
يرافقهم حواريو الموتْ
طوفانٌ
قردةٌ تلتمس عذراً لـ«لوط»
دميةٌ خشبية
تتحرك خلف غشاءٍ
أثيري الملمس
تصفيق
جماعٌ فحولي
بشريةٌ تكرر إلياذتها
الكاذبةْ
«طروادةُ» المغتصبةْ
تمسحُ ماء وجهها النبيذي
تغسل يديها بحناءِ البحرْ
تطلب إلى الجندي المرابط
على أسوارها
أن يرفع ذيل فستانها قليلا
حتى يجوّزَ الشاعر
ملحمته
خلال دمها
يكتبُ مجده اللعينْ
ينقلُ رحى الليل الطويل
تاجَ زيتونهِ
قانون الغالبِ
بأمرِ السماء
مترجّلاً
حصان عفته المثقوب
رَحمِ خليلتهِ الحزينةْ
يقلّبُ الصفحةْ
أحتاجُ تاريخاً جديداً
سفينةً من عظامِ موتاي
«آسيا» صغيرةْ
لأغرس قرنينِ في رأسي
أحتاجُ..
إشعاعاً قليلَ الإشارةِ
في وجه «زبيبة»
نواحَ جاهلية حبها المعتقلْ
مديح نفسٍ معطوبةٍ
حوّلها الوميضْ الإلكترونيُ
إلى هباءْ
أحتاج غضبي
شتائمي القديمة
ميزانَ عدلي المختلْ
لأكمل هذا الرثاء
أحتاج ضربة شمسٍ
دماً فاسداً
رملاً
لأعرى
وحيداً كخاتمٍ
أو جمجمة
أحتاجُ نبوءتيْ
لتعود إلهتي البعيدةْ
متن النصِ..
حاضر «قريش» في الكتابْ
يحاصرني شبحي
«واللات والعزة والغرانيق العلا ومناة الثالثة الأخرى إن شفاعتهم لترتجى»
وأسالُ:
أعادُ تلكْ؟
«أم حجر تكوّن من جسدِ اللاتْ»
فجأةً
يرتدُ الرصاصُ
قاب قوسينِ..
وأدمى القلبُ
ولا يزالُ..
يمرّغ أنفه في التراب

شاعر سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية