تونس- “القدس العربي”: رغم إصرار الرئيس قيس سعيد على التسويق للإنجازات التي قدمها للمرأة التونسية، وخاصة بعد منحها أعلى منصب سياسي في البلاد حتى الآن، إلا أن الصور التي عرضها أخيرا حول الفوضى التي يشهدها البرلمان أثارت موجة استنكار وخاصة أنها تضمنت صورا لبرلمانيات يتعرضن للعنف، الأمر الذي دفع البعض للقول إن الرئيس الذي “لا يؤمن” أساسا بالمساواة بين الطرفين، يقوم باستغلال المرأة كـ”ديكور” لتجميل صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي.
وكان الرئيس سعيد قام خلال جلسة أداء اليمن لأعضاء الحكومة، بعرض صور لأحداث عنف شهدها البرلمان قبل قيامه تجميد أعمال في 25 يوليو/تموز الماضي، وعلق بالقول “بالأمس يطالبون بعودة هذه الأوضاع إلى مجلس نواب الشعب يبدو أن ذاكرتهم قصيرة وأطماعهم كثيرة. ألا يتذكرون ألا يعقلون ألا يفقهون؟”.
وكتب رفيق عبد السلام القيادي في حركة النهضة “قيس سعيد يتحدث عن الشجار داخل مجلس نواب الشعب ويستشهد بصور ليرسخ روايته الخاصة، ونسي، او تناسى أنه كان يحرض عبير وجماعتها على إحداث تلك الفوضى والهرج والمرج الى أن وصل الامر حد الاستيلاء على منصة البرلمان من دون أن يحرك ساكنا، ونسي أن الأمن الرئاسي هو المسؤول الاول عن حماية البرلمان وكان يمنعه من التدخل لفرض النظام وتطبيق القانون. كل ذلك كان يدخل في تكتيك تازيم الوضع وتعفين الاجواء حتى يتاح له اغتصاب السلطة بالقوة المسلحة. قيس سعيد هو سبب الازمة وهو وقودها ومحركها الرئيسي، وما بني على باطل فهو باطل ولا خيار الا دحر هذا الانقلاب وعودة الديمقراطية كاملة غير منقوصة”.
وفي فيديو نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، أعلنت رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي اعتزامها تقديم شكاية قضائية ضد الرئيس قيس سعيّد بتهمة “التستّر والمشاركة” في تعنيفها بالبرلمان في حادثة الاعتداء عليها من قبل النائب صحبي سمارة في حزيران/يونيو الماضي، مشيرة إلى أنه رغم علم رئيس الجمهورية بمخطط تعنيفها قبل ثلاثة أيّام إلا أنه لم يتدخّل ولم يوفر لها حماية أمنية، مشيرة إلى أنها ستتقدم بشكاية وفق قانون العنف ضد المرأة.
وتوجّهت لسعيد بقولها “اليوم أنت رئيس ولديك حصانة ولكن تأكّد أنه فور مغادرتك الرئاسة ستجد شكاياتي لدى القضاء في انتظارك”، مشيرة إلى أن سعيد اتبع سياسة “الكيل بمكيالين والمساواة بين الضحية والجلاد عندما رفع الإثنين صورا توحي بمشاركة نواب الدستوري الحر في الاعتداءات داخل البرلمان”.
وتوجهت البرلمانية يمينة الزغلامي بخطاب إلى الرئيس قيس سعيد، قالت فيه “أثناء خطابك عرضت صورا لنواب المجلس احتوت احداها صورة للمرحومة السيدة الرئيسة محرزية العبيدي التي تم تكريمها ضمن موسوعة النساء التونسيات ومائة امرأة وامرأة. أعلمك ان كنت لا تعلم أن العبيدي تعرضت للعنف اللفظي والرقمي والتنمر طيلة أشهر قبل تعكر حالتها ووفاتها رحمها الله وهذا العنف من بين أسباب وفاتها، لما كانت تقوم بواجبها للدفاع عن الديمقراطية لا الهرج، وعن الحرية لا العبث، وعن ضرورة مواصلة أشغال المجلس دون تعطيل ممنهج، انت ساهمت في تماديه لما رفض الامن الرئاسي التدخل لإيقاف عنف تسبب في عنف مارسه بعض النواب. هذه السيدة المحترمة لها زوجا وأبناء وعائلة وممنوع انك تعرض صورتها لمزيد التحريض والتشويه والتنمر وهذا تصرف مناف للدستور وكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية والقوانين المناهضة للعنف ضد المرأة”.
وكتب الباحث سامير براهم “ذاكرتهم قصيرة وأطماعهم كثيرة. من هم؟ هم الوظيفيّون الذين أسدوا خدمة بترذيل البرلمان وتقديم مسوّغات الالتجاء للتدابير الاستثنائيّة طامعين أن يكون لهم موقع ونصيب في مشهد ما بعد الانقلاب على البرلمان. يقول لهم اليوم شكر الله سعيكم فشلتم في امتحان الولاء. صورهم المعروضة تفضح فداحة ما أقدموا عليه عن عمد وإضمار من تخريب لمؤسّستهم التي انتخبهم الشعب لتمثيله فيها والدّفاع عن مصالحه وحقوقه. هكذا يخربون بيوتهم بأيديهم ويسلمون البلد للحكم الفرديّ. ساء من اقترفوا وما خطّطوا، والتاريخ لن يرحمهم”.
تونس ليست بحاجة لتراشق التهم!
تونس بحاجة لتضميد الجراح!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
ههههه…..هل هناك تجني على الرجل أكبر من هذا …..سبحان الله ….أعداء الرئيس يفضحون أنفسهم بأنفسهم و هم لا يشعورون …..