الغارديان: العراقيون يربطون “كولن باول” بدمار بلدهم إلا الأكراد فهو حاضر في ذاكرتهم

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”: رصد مراسل صحيفة “الغارديان” في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، ردود أفعال العراقيين على وفاة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، الذي توفي يوم الإثنين عن 84 عاما متأثرا بكوفيد-19.

وقال شولوف إن العراق الذي لا يزال يعاني من شهادة باول أمام مجلس الأمن التي برر فيها للعالم ضرورة غزو العراق، رد بعدة طرق.

وأضاف أن باول ظلّ للكثير من العراقيين وجه الغزو الأمريكي لبلادهم الذي أدى لمقتل حوالي 200 ألف عراقي، والذي أطلق العنان لعقدين من الفوضى وقاد لاضطرابات في كل المنطقة. ولهذا لم يتحسر الكثيرون في العراق على وفاته، فهو الشخص الذي منح الشرعية للاحتلال الكارثي، ولسنوات الاضطراب التي شهدت ولادة تنظيم “الدولة” التي لا يزال البلد يعاني من آثارها.

 واعترف باول لاحقا أن حرب العراق ستظل لطخة عار في إرثه العسكري والسياسي.

وبالنسبة لسكان مدينة الموصل في شمال العراق، والتي عانت من سيطرة تنظيم “الدولة” عليها والدمار الذي تخلل عملية القضاء عليه، فلا نعي للجنرال السابق، وإن ذكر، فهو شخص لم يغفر له. وقال خالد جمال، أحد سكان المدينة: “جعلت أمريكا العراق في حالة أسوأ ودمرت كل البلد وكانت سبب مجيء الناس من الخارج إلى العراق هو السيطرة عليه”. وقال عن باول إنه “فتح الباب أمام الفوضى” في خطابه الذي وضع الأسس الكاذبة لغزو العراق. مضيفا أن باول “كان جزءا مهما من هذا لأنه كان الكذاب الأكبر وقدم سببا مبررا غير صحيح للهجوم الأمريكي على العراق”. وقدمت سهى المطلك، من الموصل تقييما قاتما آخر لإرث باول “كان السبب في قتل أبناء عمي وتشريد عائلتي في المخيمات لعدة سنوات.. ما هو النصر الذي يتحدثون عنه، ليس نصرا لنا ولا لهم”.

والتزم المسؤولون العراقيون بالصمت وكذا الإعلام العراقي. لكن منصات التواصل الاجتماعي اشتعلت بالانتقادات لدور باول وتقديمه المبرر للغزو. وفي جنوب العراق، فقد أطاح الغزو بصدام حسين، لكنه خلف دمارا في أعقاب سقوط النظام، ولهذا نظر للغزو على أنه كارثة على البلد. وفي العاصمة بغداد، كانت المواقف مختلطة. وقال إياد عبد الرحمن من حي الأعظمية: “نشعر بحرية أكثر ونستطيع السفر ومواصلة الحياة”. وتساءل رجل الأعمال: “هل كان هذا يستحق كل الألم؟ قتل أكثر من 120 ألف مدني عراقي وهاجر الملايين من البلاد. وكان من الجيد أنه راجع موقفه قبل وفاته”.

وكتب منذر الزبيدي، رجل أصبح رديفا لغضب العراقيين على جورج دبليو بوش في تويتر: “أنا حزين على وفاة كولن باول بدون محاكمة له في العراق على جرائمه”. وكان الزبيدي قد رمي حذاءه على بوش في مؤتمر صحافي ببغداد، وواصل قائلا: “ولكنني متأكد أن محكمة الله بانتظاره”.

لكن في الشمال العراقي، حيث يعيش الأكراد. فوفاة باول حظيت بنعي وتعبير عن الحزن. ويرى الأكراد أن شهادة باول ساعدت على هزيمة صدام حسين وخدمت القضية الكردية. وعبّر رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني عن حزنه على وفاة باول “الصديق الدائم لإقليم كردستان والعراق”، وأضاف في تغريدته على تويتر: “لقد عملنا معا لتخليص البلد من الديكتاتورية وأعرف أنه كان يريد سلاما دائما في المنطقة”.

وأثنى المحاضر بجامعة صلاح الدين، حلمت غريب، على دور باول في تاريخ البلد، قائلا: “جعل العراق مكانا أفضل، وسيتذكره الأكراد وبقية العراقيين دائما، لأنه كان السبب الذي حصل فيه الأكراد على الحكم الذاتي عام 1991، وكان جنرالا في ذلك الوقت وساعد في الهجوم على الجيش العراقي في الكويت، وهو ما قاد إلى الانتفاضة ووضعنا شبه المستقل”.

وأشار عدد من الأكراد لزيارة باول بعد الغزو إلى بلدة حلبجة التي ارتكبت فيها مجزرة نتيجة استخدام غاز السارين. وقال غريب: “لم تكن أمريكا مخطئة في احتلال العراق” و”سيظل أبدا في ذاكرة الأكراد”.

وقدم الباحث غوران سلام تقييما ممزوجا لميراث باول “جعل العراق مكانا أفضل من خلال فتح المجال أمام الحرية والديمقراطية. وفي الوقت نفسه، تم تدمير الأمن وزاد الوجود الأمريكي من النشاطات الإرهابية وكان سببا في ظهور القاعدة وتنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المتوكل:

    سواءأً كان في العراق اسلحة دمار شامل ام لم يكن فأِن العراق كان فيها اسوأ نظام شهدته البشريه . نظام كان يقوم على الشر المُطلق يقوم به ديكتاتور لم تشهد البشريه من أشد منه شراً يعاونه ابناؤه وأقاربه . باول كان عُنصراً في القضاء على هذا النظام والمترحمون على هذا النظام يستحقون الاجتثاث والمُطارده .

إشترك في قائمتنا البريدية