في يوم الخميس الماضي، تفجرت غضبة «الهبباي» مرة أخرى، وزلزلت أرض العاصمة ومعظم مدن السودان، لتؤكد رفضها واستعدادها لمقاومة ومنازلة أي «إنكشارية» جديدة تحاول أن تطأ أحلام الشعب وتخنق ثورته، وترمي بالبلاد في الكارثة والتهلكة. ورغم الظروف الإقتصادية الصعبة وشظف العيش المتمكن من أغلبية أبناء وبنات السودان، ترعت الشوارع بكل فئات الشعب السوداني العمرية والإجتماعية لتعلن من جديد، ولتُسمع من به صمم، في عقله وليس أذنيه، أن ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 المجيدة لم تكن مجرد إنتفاضة جياع، ولم تضج بها الشوارع لمجرد تحقيق أهداف سياسية بحتة وآنية، بقدر ما هي ثورة جيل بأكمله، إندلعت لتحطم الأفق المسدود الذي بناه نظام القمع والشمولية، وخيبات السياسة والساسة.
جيل لن يوقفه أي شكل جديد «لإنكشارية» قديمة، ولن يصمد أمامه أي أفق مسدود آخر، ولن يهدأ له بال حتى ينتصر أمله وتتحقق طموحاته في مستقبل واعد مزدهر لوطن لم يبق في جسده موضع شبر إلا وأثخنته الجراح، وأدمته أوهام المغامرين. كان المشهد مهيبا، وكان إبداعا ثوريا تجلى في أن الحراك نظمته وخططت له وقادته القواعد وليس هيئات عليا. وكان حضاريا وديمقراطيا بحق عندما غيّر مساراته حتى لا يصطدم بتجمهر ساحة القصر المصنوع المصطنع، رغم تلهف الأخير للصدام حسب خطته المرسومة التي تبدت لنا ملامحها في خطاب العنف، ثم في إقتحام مؤسسات الإعلام لمنع الرأي الآخر، تأكيدا لأن فلول النظام السابق إخترقت هذا التجمهر، إن لم تكن هي المنظمة والمحركة، وتأكيدا أيضا لإعتقادنا، والذي أشرنا إليه في مقالنا السابق، بأن هناك قوى، داخل السودان وخارجه، يعمل بعضها بوعي وتخطيط وبعضها بغير ذلك، على تهيئة الأجواء والظروف الملائمة وإعداد العدة لتحقق سيناريوهات الدمار في السودان، وفي كل ذلك فليتفكر المتفكرون!
الحراك الجماهيري الذي هزّ أرض السودان نهار الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أكد أن شعب السودان ليس، ولم يكن أبدا، مجرد متلق سالب، أو سلعة تتنافس على شرائها النخب والقيادات السياسية، المدنية والعسكرية، وإنما هو الطرف الرئيسي الذي يملك الحل الصحيح لمعادلة التغيير في السودان.
وأكّد الحراك أيضا، أن الشعب السوداني، وفي طليعته فئة الشباب، أصبح واثقا من قدرته على فتح كل المنافذ، حتى يسود الوعي، مستخدما الشعار السليم والتحليل المنطقي، لرفع درجة الحساسية تجاه الآخر، وتجاه كل ما هو متعلق بالحرية والكرامة والحقوق، ومستنتجا الإجابات الصحيحة للأسئلة المثارة حول لماذا يتعثر تنفيذ مهام الفترة الإنتقالية؟
هناك قوى، داخل السودان وخارجه، يعمل بعضها بوعي وتخطيط وبعضها بغير ذلك، على تهيئة الأجواء والظروف الملائمة وإعداد العدة لتحقق سيناريوهات الدمار في السودان، وفي كل ذلك فليتفكر المتفكرون!
ولماذا يتشاكس العسكريون والمدنيون الذين يأتمنهم الشعب على قيادة البلاد في هذا المنعطف الحرج والخطير؟ ولماذا تتضارب مصالحهم إذا كانت هي ذات مصالح الوطن؟ ولماذا هم غير آبهين لغضبة الحليم؟ ومن هذا الذي يود رمي البلاد في لجة الإحتراب الأهلي تأسيا بسوريا وليبيا واليمن والصومال؟.. ومتسلحا بالإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة وغيرها، بدأ شعب السودان فصلا جديدا من فصول معركة الحسم لإنتصار أهداف ثورته، لن تعيقه أي من آليات الفرملة التي يشدّها أزلام النظام ومن تضررت مصالحهم بذهابه، ولن يصيبه اليأس والإحباط إذا تأخرت قليلا لحظة التتويج والإنتصار. ونحن، وبما تمليه علينا ضمائرنا وعقولنا وإنسانيتنا وسودانيتنا، لا نملك سوى الإستجابة لصرخة شباب وفتيان وفتيات السودان، والوقوف معهم بكل قوة وصلابة حتى يتحقق حلمهم ويتجسد في وطن شامخ تظلله سماوات الحرية والسلام والعدالة.
الجميع، في كل الضفاف، يقر بضرورة إصلاح مسار الفترة الإنتقالية وأداء أجهزتها. ولكن هناك من يجهر عاليا، ونحن منهم، بأن الإصلاح لا يمكن أن يأتي إستجابة لضغوط هذا الطرف أو إرضاء لمصالح الطرف الآخر، فليس هكذا تورد الإبل! لكن ما دام الكل متوحد حول الإصلاح ويرى وجوب ألا يكون مصدر خلاف، فلماذا لا يشرع الأخ رئيس الوزراء، مستندا إلى بنود مبادرته ونتائج النقاشات حولها في الآلية، ومستدا أيضا إلى ما جاء في خطابه عقب المحاولة الإنقلابية عندما شدد على ضرورة مراجعة أداء الفترة الإنتقالية، وكذلك خطابه مساء الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لماذا لا يشرع في تشكيل لجنة مشتركة تضم قوى الحرية والتغيير وقوى المجتمع المدني ولجان المقاومة وممثلين للمكون العسكري وعدد من الكفاءات الوطنية المستقلة، لتتولى مراجعة كل هياكل الفترة الإنتقالية، مجلس السيادة ومجلس الوزراء والولاة، وتقترح التعديلات الملائمة؟ ولماذا لا يشرع رئيس الوزراء، متشاورا مع شركاء الفترة الإنتقالية، في تسمية رؤساء المفوضيات القومية المستقلة؟ وبإعتبار أن المتبقي من عمر الفترة الإنتقالية عامان فقط، وآخذين في الإعتبار تفجر الأزمة الراهنة في البلاد، فأقترح أن تتم هذه المراجعة في فترة لا تتجاوز منتصف الشهر القادم. بالطبع هذه مجرد ملامح عامة تحتاج إلى تفصيلات نقترح أن يدلو الكل بدلوهم فيها. ومن جانبنا، تقدمنا ببعض المقترحات في مقالنا السابق، وقلنا إنها مساهمة قابلة للتعديل والتنقيح.
بكل صراحة، أعتقد أن عملية تشكيل المجلس التشريعي الإنتقالي هي إختبار لمدى جدية وكفاءة أحزاب وقوى الحركة السياسية، بإعتبار أنها هي المناط بها تنفيذ ذلك، وليس مجلس السيادة أو الأخ رئيس الوزراء. ولا أزيد على قولي هذا سوى الطلب من قوانا السياسية هذه التعلم من لجان أحياء بحري التي قررت التقدم لإنتزاع حقوق الشعب وسلطته بلا انتظار، مؤكدة أنها ليست منة من أحد. فقد توافقت هذه اللجان على تشكيل لجنة تمهيدية للإعداد لانتخاب المجلس المحلي لمدينة بحري، من الوحدة الإدارية إلى المحلية، خلال فترة أقصاها ستة أشهر، وأن تتولى اللجنة التمهيدية مراجعة قانون الحكم المحلي بما يجعل المجلس المحلي أعلى سلطة تضع السياسات الملزمة لإدارة المحلية وتراقب أداءها التنفيذي. الإدارة التنفيذية. وهكذا، تؤكد لجان أحياء بحري أن إرادة الشعوب لا غالب لها، ولا سيادة إلا لسلطتها.
كاتب سوداني
علي الشعب السوداني البطل الحر ان ينتزع الحكم لنفسه وان يحصل علي حريته من العسكر
بعد ما حصل يا (د الشفيع خضر سعيد)، هل ردة فعلك أو أحلامك التي استعجلت وسطرتها في عنوان (السودان: لا غالب إلا إرادة الشعوب ولا سيادة إلا لسلطتها)، كانت منطقية أو موضوعية، أو لها علاقة بقراءة صحيحة إلى الواقع، والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
الدولة العميقة، رفضت تنفيذ أوامر رئيس الدولة السابق، بقتل ثلثي الشعب، كما يحصل في سوريا (بشار الأسد)، من أجل البقاء في كرسي السلطة والإدارة والحوكمة، رغم كل الفشل الإقتصادي،
وسبب الفشل الإقتصادي هو عقلية الجباية أو العالة أو الموظف الفضائي، الذي لا ينتج شيء، رغم استلامه راتب، لتأدية توفير خدمة من الخدمات التي يجب أن توفرها أي دولة،
كما هو حاصل في كل نماذج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية،
أي السؤال لماذا نجحت أي نموذج من نماذج دول مجلس التعاون، في نموذج إقتصاد البترودولار، الذي اقترحته عبقرية الثنائي (كيسنجر-نيكسون) لإنقاذ الإقتصاد الأمريكي، في الاستفادة من المقاطعة الاقتصادية التي بدأت بسبب حرب 1973 مع الكيان الصهيوني، على أرض الواقع.
الذي لم تنتبه له، في كل ما قرأت لك، أيها الأكاديمي السوداني، هو أن الفرق بين أهل مهنة العسكرية، وبين أهل مهنة الديمقراطية،
هو مفهوم الانضباط، الذي تحتاجه أي آلة لتنفيذ النظام البيروقراطي، في الأمم المتحدة،
الصين، بعد إنهيار النظام المالي الرّبوي والتأمين عليه، لرفع المسؤولية عن موظف النظام البيروقراطي والمسؤول عنه، بغض النظر كان عسكري، أم حزبي (شيوعي)، أم مدني (رأسمالي)، طرحت مفهومي:
– المقايضة، بدل النقد في مخالصة أي عملية تجارية،
– إدارة وحوكمة بالأتمتة، بداية من عمود الكهرباء، لربط أي دولة، من خلال مبادرة طرق وحزام الحرير، بسوق العولمة في الوصول إلى ما وعد به (جورج بوش) الأب، مقابل التعاون في إرجاع حدود سايكس وبيكو إلى مكانها بعد أن ضربها (صدام حسين) يوم 2/8/1990،
في مؤتمر مدريد للسلام، والتحويل إلى الترتيب الجديد للعالم، تحت قيادة صندوق النقد والبنك الدولي، وأخيراً معهد الحوكمة الكندي، في مؤتمره الدولي ببغداد يومي 24-25/1/2018 وشروطهم الخمس في الوصول إلى الدولة المؤتمتة السعيدة:
– الشفافية،
– اللا مركزية،
– حاضنة التقنية (الأتمتة)،
– الحوكمة الرشيدة،
– حق تعليم لغات الأقليات، نفس حق تعليم اللغة الأم، في الوصول إلى ثقافة النحن كأسرة إنسانية واحدة في أي مجتمع أو دولة،
ولكن فشل، ما حصل في (تركيا) يوم 15/7/2016، أو ما حصل في (هونغ كونغ-الصين) يوم 1/7/2019، أو ما حصل في العاصمة الأمريكية (واشنطن) يوم 6/1/2021، أضاع هيبة النظام البيروقراطي، بكل أنواع آلياته العسكرية والحزبية والديمقراطية،
أثار عندي سؤال ما السبب وكيف الحل؟!
ماليزيا، طرحت من أجل السلم الاجتماعي، مفهوم المُنتج (الحلال)، بداية من المنتجات اللغوية، فمنعت كل إنسان غير مؤمن بلغة القرآن وإسلام الشهادتين، بداية من الشيعة، استخدام لفظ الجلالة (الله) في تسويق فكره، بل يجب استخدام كلمة (الرّب)،
نحن من تايوان، نرجو إضافة (الصوفي) كذلك، ونطرح السوق (الحلال)، لتمويل (الوقف) أو أي عمل خيري، ومنع فساد أي تعامل وعقد تجاري، ومن أجل الوصول إلى إتفاق أسرع من غيرك في أي مفاوضات، نقترح:
– اللويا چرگا بدل الديمقراطية،
– تغيير تعليم اللغة والترجمة، إلى طريقة (صالح) في تعليم كل اللغات، ومن ضمنها لغة (الآلة/الروبوت) بطريقة موحدة (الحاجة أم الاختراع، لوحة المفاتيح، الحرف، الكلمة، الجملة)، لتكوين جيل مُنتِج، بدل جيل العالة/الآلة/الفضائي الحالي،
ولذلك أحسنت، يا حبيبنا أبا عمر، في إرسال رابط المعرض التالي
https://www.helalexpo.com.tr/en/
السؤال، كيف نستطيع التكامل، بين مفهوم المُنتَج الحلال، وبين مفهوم السوق (الحلال)، للتخلص من الفساد من جهة، ومن أجل دعم العمل الخيري من جهة ثانية، ومن أجل زيادة الإيرادات للجميع، الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية، ومصاريف الإدارة والحوكمة بشكل يمثل اقتصاد دولة الحداثة المؤتمتة (الآلة/الروبوت) بالمحصلة أو النتيجة.??
??????