الغاز كورقة ابتزاز سياسية.. تركيا تزيد وارداتها من الجزائر وأذربيجان لتقليل اعتمادها على روسيا وإيران

إسماعيل جمال
حجم الخط
5

إسطنبول- “القدس العربي”: تظهر أحدث الإحصائيات والأرقام الرسمية جهودا تركية حثيثة من أجل تقليل الاعتماد على روسيا وإيران في تأمين احتياجات أنقرة من الغاز الطبيعي وذلك من خلال زيادة وارداتها من الجزائر وأذربيجان، في مسعى لسحب ورقة الغاز كأداة للابتزاز السياسي من يدي موسكو وطهران.

وتعتمد تركيا التي تستورد احتياجاتها من الطاقة والغاز الطبيعي بشكل شبه كامل من الخارج على روسيا وإيران بدرجة أساسية. ولا تفكر تركيا كما لا يمكنها التخلي عن روسيا وإيران كمورد للغاز لكنها تسعى لتنويع خياراتها في محاولة لتقليل الآثار السلبية لأي أزمة قد تندلع مع البلدين وتؤثر على إمدادات الغاز منها.

تعتمد تركيا التي تستورد احتياجاتها من الطاقة والغاز الطبيعي بشكل شبه كامل من الخارج على روسيا وإيران بدرجة أساسية

وإلى جانب مساعيها لتقليل أهمية الغاز كورقة ابتزاز سياسية في يد موسكو وطهران، تحاول تركيا الحصول على الغاز بأسعار أنسب من دول “صديقة” لتقليل فاتورة الطاقة الأكثر انهاكاً للاقتصاد التركي، حيث تستورد تركيا سنوياً احتياجاتها من الطاقة بأكثر من 40 مليار دولار وهو ما يتسبب في اختلال كبير بالميزان التجاري، الذي ما زال سلبياً على الرغم من وصول حجم الصادرات التركية إلى أكثر من 200 مليار دولار سنوياً وهو أعلى رقم في تاريخ الجمهورية.

وبعد أن وصل اعتماد تركيا على روسيا وحدها إلى أكثر من 55 بالمئة من اجمالي واردات تركيا من الغاز الطبيعي حتى عام 2009، انخفض الاعتماد التركي على الغاز الروسي بحلول عام 2019 إلى 33 بالمئة، بفارق تجاوز أكثر من 22 بالمئة. وفي عام 2020 ايضاً بقيت واردات تركيا من روسيا عند حدود 33 بالمئة فقط من إجمالي وارداتها من الغاز الطبيعي، أي أن هذه النسبة بدأت تستقر على ذلك وأن أنقرة نجحت بالفعل في خفض واردات الغاز من روسيا بنسبة تصل إلى 20 بالمئة وهي نسبة كبيرة ومهمة.

وعلى غرار ما جرى مع روسيا، نجحت تركيا في خفض واردات الغاز الطبيعي من إيران ولو بنسبة أقل، حيث كان متوسط واردات تركيا من الغاز الإيراني يتراوح ما بين 18 إلى 20 بالمئة من إجمالي الواردات، قبل أن تنجح بخفضها إلى أقل من 12 بالمئة فقط عام 2020.

إلى جانب مساعيها لتقليل أهمية الغاز كورقة ابتزاز سياسية في يد موسكو وطهران، تحاول تركيا الحصول على الغاز بأسعار أنسب من دول صديقة لتقليل فاتورة الطاقة الأكثر انهاكاً للاقتصاد التركي

وبطريقة أخرى، فإن تركيا التي كانت في السنوات الماضية تعتمد على روسيا وإيران في توريد ما يتراوح ما بين 65 إلى 70 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، خفضت هذه النسبة بحلول عام 2020 إلى قرابة 45 بالمئة فقط، حيث عملت أنقرة على تنويع مصادر توريد الغاز الطبيعي من جهات مختلفة كان أبرزها أذربيجان والجزائر.

فعقب دعم أنقرة لأذربيجان عسكرياً ومساعدتها في السيطرة على إقليم قره باغ وطرد القوات الأرمينية، اتفق البلدان على تعزيز العلاقات بينهما في كافة المناحي لا سيما التبادل التجاري، كما اتفقا على إقامة مشاريع مختلفة منها مشاريع لبناء خطوط جديدة للغاز من أذربيجان إلى تركيا.

وطوال السنوات الماضية، كان متوسط اعتماد تركيا على الغاز القادم من أذربيجان يتراوح ما بين 10 إلى 12 بالمئة فقط من اجمالي احتياجاتها، لكن عام 2019 شهد ارتفاعاً كبيراً حيث وصل اعتماد تركيا على الغاز الأذربيجاني إلى 21 بالمئة بارتفاع يقارب الضعف، وارتفعت النسبة إلى 23 بالمئة عام 2020 في تغير جوهري بخريطة واردات تركيا من الغاز، ويتوقع أن يشهد عام 2021 ارتفاعاً أكبر بهذه النسبة.

وترى تركيا في أذربيجان “حليفاً استراتيجياً” ويعتقد أنها حصلت منها على عقود غاز بأسعار أنسب من تلك التي تحصل عليها من روسيا وإيران، كما أن البلدين يعملان على تعزيز التعاون والتحالف في كافة المجالات، وهو ما يدفع أنقرة أكثر نحو الاعتماد أكثر على الغاز الأذربيجاني.

وإلى جانب أذربيجان، كانت الجزائر العنوان الثاني لأنقرة في خططها لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي والإيراني، حيث كانت نسبة الغاز الجزائري طوال السنوات الماضية تشكل نحو 9 بالمئة فقط من اجمالي واردات تركيا من الغاز، إلا أن هذه النسبة ارتفعت إلى قرابة 13 بالمئة عام 2019، وبقيت في هذا المتوسط عام 2020 في ارتفاع طفيف، لكن يتوقع أن يزيد هذه الارتفاع عام 2021 وفي السنوات المقبلة مع التنامي المتسارع في العلاقات التركية الجزائرية في كافة المناحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عيسى:

    مجد وخلود لشهدائنا أبرار تحيا الجزائر ?

  2. يقول عبد المجيد الجزائري:

    احذروا كذالك من الجزائر فإنها قطعت إمدادات الغاز الى المغرب.

    1. يقول عمر:

      الجزائر لم تقطع الغاز فقط بل كدالك العلاقة الدبلوماسية ولم تنتهي هنا بل حرمت على الطيران المغربي المرور في الاجواء الجزائرية ،واتمنى ان تقطع كذااك الكهرباء

  3. يقول Sammy:

    الجزائر نجحت في فرض نفسها كمورد حقيقي وصادق في التعاقدات وتوفير المنتجات حسب التعاقدات، وقد قمت الجزائر وتركيا بمشروع ضخم في تركيا بحضور الريس اوردغان لاهميته الكبرة
    نتمني مزيدا من المشاريع المشتركة بين البلدين

  4. يقول BRAHIM GHANAIA:

    تركيا مستتمر جاد في الجزائر وعليه يجب ان تأخد تركيا اولوية في برامج تصدير الغاز الجزائري . فجزائر الاحرار قادرة علي امداد تركيا بي الطاقة خصوصا بعد توقف بيع غازها للإسبان والبرتغال عبر المغرب مما يوفر فائض بإمكان الجزائر حل مشاكل كتير من الحلفاء كتركيا و البرازيل

إشترك في قائمتنا البريدية