نواكشوط ـ «القدس العربي»: شكلت حادثة قصف وحرق الشاحنتين الجزائريتين ومقتل سائقيهما الثلاثة أبرز موضوع ينشغل به الرأي العام المغاربي منذ يومين، لما يؤكده من استمرار تدهور الوضع بين المغرب والجزائر، واتجاه المنطقة الحبلى منذ عقود بتداعيات أزمة الصحراء، نحو الحرب.
وأكدت الحكومة الموريتانية «أنها تتابع الوضع في المنطقة باهتمام بالغ ومراقبة فائقة خاصة إذا كانت يتعلق بدولتين شقيقتين» في إشارة منها لحادثة قصف وحرق شاحنتين اتهمت الجزائر جارها المغرب بتنفيذها، فيما نفى المغرب ذلك».
أكد ذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية وزير الثقافة المختار ولد داهي، أمس في تعليق له على الحادثة، داعياً خلاله «الصحافيين إلى توخي الدقة والتعامل مع هذه الأخبار بحكمة وحذر لأنها تتعلق بدول شقيقة» حسب قوله.
وأضاف: «كل تطور في العلاقات بين الدول، وخصوصاً الشقيقة والصديقة، يهمنا ويشغلنا ونتابعه». وجاء هذا الموقف تابعاً لبيان بيان لإدارة الاتصال بقيادة أركان الجيش الموريتاني نفت فيه القيادة ما تداولته مواقع ومنصات إعلامية بخصوص تعرض شاحنات جزائرية لهجوم شمال موريتانيا، مؤكدة «عدم حدوث أي هجوم داخل التراب الوطني الموريتاني».
ودعت الأركان الموريتانية «الجميع لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة».
وقد اتضح أن ما يهم موريتانيا في هذه الحادثة هو التأكيد على أنها لم تجر على أراضيها، غير أن تصريح الوزير أظهر كذلك أن موريتانيا قلقة لدق طبول الحرب على حدودها بين جارتيها المغرب والجزائر. لكن التطور الجديد اللافت للنظر في تطورات هذا الحدث، هو دخول الخلافة العامة للطريقة التجانية على خط هذه الأزمة، حيث نددت هذه الخلافة في بيان أمس «باغتيال ثلاثة مواطنين جزائريين يعملون في النقل من طرف القوات المغربية المسلحة». وأضاف البيان: «تلقت الخلافة بمزيد من الأسى والحسرة والألم نبأ اغتيال ثلاثة من رجال الجزائر غدراً وظلماً وعدواناً، بينهم اثنان من منتسبي الطريقة التيجانية ومن حاملي الورد التجاني، ومنهم أصيل من مدينة عين ماضي وله قرابة مع الأسرة التيجانية».
وتابعت الخلافة تقول: «قضوا حتفهم في طريق الأمن، وطريق الأمان التي ارتاده أجدادهم لنشر الإسلام وإيصال القوت لإخوان لهم في الديار الموريتانية، بعد أن تم فتح المعبر الحدودي للتبادل التجاري».
وأضاف البيان «إن دماءهم سالت في موعد مع التاريخ، تاريخ الثورة الجزائرية المجيدة، وإننا نحسبهم مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وصدق الله تعالى القائل: وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».
وزاد : «إن ثقتنا كبيرة في دولتنا وجيشنا للتكفل التام بإظهار الحق والانتصار للحق، فلها السلطة والسلطان» كما «أنها هي من تقيم الحجة والبيان».
يذكر هنا أن الجزائر التي ولد فيها الشيخ أحمد التجاني، مؤسس الطريقة التيجانية، والمغرب التي دفن فيها هذا الشيخ، تتنازعان، ضمن صراعهما على النفوذ، السيطرة على هذه الطريقة التي يتبع لها الملايين عبر العالم.
ومن شأن إصدار الخلافة التجانية لهذا البيان أن يشد تعاطف التجانيين المنتشرين في بلدان المغرب العربي وإفريقيا، مع الجزائر في هذه الحادثة، وهو ما لن تسكت عنه المملكة المغربية التي يرتكز توجهها الإفريقي على الدبلوماسية الروحية.
وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت أمس الأول «عن مقتل ثلاثة جزائريين إثر تعرضهم لـما سمته الرئاسة «قصفاً همجياً» أثناء تنقلهم على المحور الرابط بين نواكشوط وورقلة». وأشار البيان إلى أن «عدة عناصر تشير إلى ضلوع قوات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية في ارتكاب هذا الاغتيال الجبان بواسطة سلاح متطور».
ويرى مراقبو هذا الملف أن الجزائر والمغرب أصبحتا تتجهان بشكل مؤكد نحو المواجهة العسكرية، وهو ما تشير له التطورات المتسارعة التي حدثت، مثل إعلان الجزائر قطع العلاقات مع المغرب هذا العام، إضافة إلى اتهامه بدعم جماعة انفصالية جزائرية، ثم إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، وتبع ذلك قبل أيام، وقف إمدادات الغاز وإغلاق أنبوبه المتجه إلى إسبانيا عبر أراضي المغرب. ويؤكد المحلل السياسي إسماعيل يعقوب، في قراءة سريعة لبيان الرئاسة الجزائرية حول حادثة الشاحنات التي قتل سائقوها «أن غضباً عارماً يستشف من البيان ظل مكتوماً لأيام».
وقال إنه يجب ربط الحادثة بثلاث سياقات جوهرية، أولاها سياق المكان، وهو ما سماه البيان طريق ورقلة/نواكشوط والتبادلات التجارية بين الشعوب، في إشارة إلى أن الحادثة ضرب مباشر لمصالح تجارية جزائرية.
أما السياق الثاني، يضيف المحلل، فهو الحديث عن استخدام سلاح متطور «وهو تعبير عن الطيران المغربي المسير» وتسميته للجهة المعتدية بقوات الاحتلال المغربية في الصحراء الغربية؛ ووصفه للحادثة بأوصاف من قاموس عنيف «اغتيال جبان همجي وحشي حقير لن يمر دون عقاب».
وقال إن السياق الثالث هو عدم الدخول في جدل حول مكان الاغتيال؛ هل هو أرض موريتانية أم صحراوية أم جزائرية، اتقاء للفت الانتباه عن الحادثة وعن تداعياتها. وهكذا بدأت تتضح، يضيف إسماعيل يعقوب، فحاوي الرسالة السياسية لعملية القصف المحددة هذه: فهل يريد المغرب جر الجزائر للمواجهة العسكرية في الصحراء الغربية قبيل وصول الدبلوماسي الإيطالي الأممي دي ميستورا إلى المنطقة، ومن ثم جرها لطاولة المفاوضات المباشرة بعد أن أعلنت انسحابها كمراقب؟ أم أن الجزائر في إطار ما سمته العقاب، ستلجأ إلى تمريرة ليس بها تسلل عبر مسيرة قادمة من الصحراء الغربية تصيب عصفورين بحجر، وتشمل تحسيناً في تسليح البوليساريو وإدخال الطيران المسير على الجبهة الصحراوية ضمن توازن جديد للرعب.
وقال: «قد يكون المغرب أراد، فيما يخصه، من خلال العملية، تحقيق ثلاثة أهداف نفسية وسياسية ودبلوماسية، تتمثل في القصاص لسائقيه في مالي، التي اعتبر جزء من نشطائه على «السوشيال ميديا» أن يداً موالية للجزائر هناك وقفت وراء حادث اغتيالهم؛ وضرب إمداد مفترض للجيش الصحراوي بشكل مباشر؛ ثم استدراج الجزائر لعمل عسكري يقوي حجته في طرفية الجزائر في القضية الصحراوية».
أما وزير الإعلام السابق محمد ولد أمين، فقد حذر في تدوينة له أمس، من اندلاع الحرب، قائلاً: «أحذر من اندلاع الحرب، فأول الرقص حنجلة، والتصعيد بدأ بالشاحنات المغربية في مالي ووصل للشاحنات الجزائرية».
وأضاف: «إذا اندلعت حرب فستكون فرنسا مع المغرب، وستكون إسبانيا مع الجزائر، وسيتوزع الأوروبيون بين الطرفين كي تكون الحرب حرباً ضروساً وطويلة الأمد».
وقال: «إن أمر الحرب أمر مفزع، فالحرب تعني نسف كل الجهود التنويرية والإنمائية في لحظة غضب، اللهم إليك وحدك المشتكى».
اللهما اليك المشتكى اليك وحدك. لا فرنسا ولا اسبانيا تدفعان عن الشعبين الجزاءري والمغربي .هدفهما معلوم مند القرن تمانية عشر .اين حكماء الامة الاسلامية هل عجزت عن ميلاد صناديد رشداء.
المحلل زاغ عن الصواب وهو يميل مع الطرح الجزائري بان السائقين قتلوا بضربة جوية مغربية في حين ان المنوريسو اكدت ان السائقين قتلوا واحرقت شاحناتهم وتم اطفاء النيران بمادة اطفاء الحريق.
“وقال إن السياق الثالث هو عدم الدخول في جدل حول مكان الاغتيال؛ هل هو أرض موريتانية أم صحراوية أم جزائرية،” لماذا عدم الدخول في جدل حول المكان؟ المكان عنصر مهم في الواقعة. ماذا تفعل الشاحنات الجزائرية في أرض مغربية؟ أليست المنطقة العازلة منطقة حرب حسب بياناتهم العسكرية التي وصلت 355 بياناً لحدود الثاني من هذا الشهر؟ كما أن المقال لم يشر من قريب أو بعيد للبيان المغربي الذي يفيد أن الشاحنات كانت تنقل عتاداً عسكرياً للبوليساريو فوقعت في حقل ألغام. ثم إن المغرب حذر مراراً أن المنطقة العازلة تحت مراقبة القوات المسلحة الملكية وأن من يقترب منها سيحترق كما وقع لموكب الداه ولد البندير. فإذا كان الأمر يتعلق بشاحنات مدنية كما يزعمون فلماذا يزجون بها في منطقة خطيرة كلها حقول ألغام وتعتبر منطقة حرب حسب بياناتهم هم أنفسهم. ولعلمهم أنهم اقترفوا المحظور بانتهاك حدود الصحراء المغربية حاولوا في البداية الإيحاء أن الحادث وقع داخل التراب الموريتاني ولكن التكذيب القاطع جاء من موريتانيا الشقيقة فاصيبوا بالارتباك وبدأوا يضربون أخماساً بأسداس…لا يا سيدي المكان مهم ومهم للغاية.
هل نصدق بيان مدفوع المثن ونكذب قوات تابعة للمينورسو زارت موقع مقتل السائقين الثلاثة الجزائريين واحتراق شاحنتيهم، واللتين كانتا تسيران بالمنطقة العازلة على الحدود المغربية الجنوبية الشرقية للمملكة مع موريتانيا. وأكدت قوات المينورسوأن موقع مقتل السائقين الجزائريين داخل المنطقة العازلة التي تخضع لمراقبة عناصرها، خلافا لما روجته الرئاسة الجزائرية بأن موقع العملية كان الحدود الشمالية لمورتانيا، حيث يرتقب أن ترفع قوات المينورسو تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الواقعة.
الطريقة التيجانية الأحمدية ، إحدى الطرق الصوفية، تنتسب إلى أبو العباس أحمد التيجاني واسمه الكامل أحمد بن محمد بن سالم التيجاني (1737-1815)م المتوفى في 1230 هـ، وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة فاس المغربية حيث مقرها العام. ولد الشيخ سيدي احمد التجاني في عين ماضي بولاية الأغواط التي أجبر على مغادرتها بعد مداهمتها من قبل قوات باي وهران العثماني سنة 1787م وشد الرحال بعد ذلك إلى مدينة فاس بالمغرب الأقصى، حيث أسس أول زاوية وصار لها أتباع في شمال أفريقيا، مصر، فلسطين،الشام، الحجاز، السودان (دارفور)، موريتانيا ، السنغال ونيجيريا.
من المؤسف ان المقال ركز على رأي اسماعيل يعقوب الموالي للبوليزاريو في تفسيره للأحداث وكذا للزاوية الجزاءرية الصوفية الذي اعطت للعسكر الجزاءري الشرعية الصوفية الاسلامية واصبح ضحايا العسكر الذين زج بهم فالمنطقة العازلة بين ليلة وضحاها من منتسبي الصوفية هههه سبحان الله ! اللهم لطفك
حتى تاريخ اولياء الله الصالحين تدلسونه الشبخ ذهب لفاس قاصدا العلم والتعلم وكان كثير الترحال وغادر فاس وتوجه الى تلمسان ومكث بها مدة وسافر الى مصر طالبا للعلم ومعلما فيها ورجع الى الجزائر وبالضبط الى متطقة بوسمغون بالبيض وفيها اسس طريقته والزم اتباعه اوراده و منها انطلقت الطريقة التجانية في ربوع الجزائر والمغرب ومن ثم انتقل الى فاس وذاع صيته وفيها وافته المتية واحفاده لازالو يعيشون في عين ماض مسقط راسه
تبحث الجزائر بكل ما أوتيت من حيل لجر المملكة المغربية لحرب لا يرغب فيها، ليس خوفا من نظام عسكري ينخره الفساد بشتى أنواعه ويحكمه كمشة من كابرانات نهبوا أموال الشعب وهربوها إلى الخارج لإقامة مشاريعهم الخاصة، ولكن لأن المملكة المغربية تاريخها يمتد لقرون وحكامها كانوا دائما رجالات سلام وأمان يدافعون ولا يهاجمون. ولكن إذا مس شبر من أراضي المملكة أو كرامة مواطنيها يلقنون الأعداء درسا في شراسة القتال والذوذ عن الوطن.
إلى زينو، حتى ولو صدقنا ماذهبت إليه فإن منطقة البيض ببوسمغون التي حسب زعمك أسس فيها التيجاني زاويته فهي مغربية أضف إليها شلالة وتيوت…اقتطعتها فرنسا من التراب المغربي وضمتها لمستعمرتها الجزائر بعد انهزام المغرب في معركة إيسلي حيث ساند السلطان عبدالرحمان الأمير عبد القادر سنة 1844…للتاريخ