أنطاكيا – «القدس العربي» : نفذت فجر أمس قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مدعومة بعناصر أمريكية من التحالف الدولي عملية اقتحام لسجن الصناعة في مدينة الحسكة، لفض الاستعصاء الذي نفذهُ سجناء تنظيم «الدولة» حيث سقط عدد من القتلى والجرحى، وأكد الناشط زين العابدين العكيدي سقوط عدد من القتلى خلال عملية الاقتحام التي نفذتها قوات HAT التابعة لـ»قسد» فجر الأحد، جّلهم سوريون وعراقيون، عُرف من بين القتلى السجين سلامة السرحان الحسين من أهالي بلدة الحجنة في ريف دير الزور الشمالي، وهو كان عضوًا في جبهة النصرة سابقاً، ثم التحق بتنظيم «الدولة» قبل ان ينظم لصفوف مجلس دير الزور العسكري التابع لـ»قسد» وأخيرًا تم اعتقاله خلاله إنزال للتحالف بتهمة الانتماء للتنظيم.
وفي السياق قال أحد عناصر حماية سجن الصناعة التابعة لقوات «قسد» إن عدداً من المساجين قاموا بمحاولة الهروب لخارج السجن، في اتجاه الباحة الخارجية، بعد أن تمكنوا من مغادرة الزنزانات المخصصة لهم، واحتجاز عدد من عناصر حماية السجن، مما اضطر «قسد» لطلب تعزيزات إضافية من قوات HAT وعناصر التحالف المعززة بالطيران المروحي، ليجري تنفيذ إنزال على السجن، وتبدأ عملية اقتحامه من الجو ومن الداخل، وسقط خلالها قتلى وجرحى بين المساجين.
ويقول ناشطون إن أغلب عمليات الاستعصاء تحدث للاحتجاج والمطالبة بتسريع محاكمات هؤلاء المساجين، وتحسين وضعهم في السجن «كونه يعتبر من أسوأ السجون في الشمال والاوضاع الانسانية مترديه فيه». وحسب شبكات محلية فإن عملية الاستعصاء هذه بدأت يوم السبت، بعد محاولة قوات التحالف نقل عدد من المساجين «الأجانب» من منتسبي التنظيم نحو الشدادي جنوب الحسكة، حيث يوجد سجن خاص لعناصر التنظيم الاجانب، وتندرج عملية النقل تلك ضمن عمليات نقل المساجين المتواصلة التي ينفذها التحالف، والتي تهدف لعزل الأجانب عن السوريين والعراقيين.
وتشهد السجون التابعة لـ»قسد» عمليات استعصاء كثيرة جداً، اخرها حصل منذ ايام، بتاريخ 27 أكتوبر، وقبلها حصل استعصاء اخر في ذات الشهر من العام الجاري، حيث شهد ذات السجن عصياناً كبيراً ننفذهُ عناصر التنظيم المعتقلين.
وحسبما ذكر حساب «دير الزور الآن» حينها» أن العشرات من عناصر التنظيم قاموا بعصيان كبير في السجن بعد محاولة قوات التحالف الدولي نقل ما يقارب الأربعين سجيناً من جنسيات اجنبية وعراقية من السجن نحو قاعدة الشدادي، ليقوموا باستعصاء احتجزوا فيه عدداً من عناصر حماية السجن، من عناصر قسد وفتحوا عددًا من الزنازين، وتمكن بعضهم من الوصول لسطح السجن، الأمر الذي دعا قوات التحالف لطلب تعزيزات كبيرة من قوات HAT التابعة قسد وحضور طيران التحالف المروحي والحربي، وتم تطويق السجن واقتحامه بعد أن دام الاستعصاء يومين كاملين».
وحسب موقع الخابور فقد قام التحالف وعلى دفعات مؤخراً بنقل العشرات من عناصر تنظيم «الدولة» المسجونين في سجن الصناعة في الحسكة، إلى قاعدته في الشدادي خلال الأشهر القليلة الماضية، ويعتبر سجن الصناعة في الحسكة من أكبر السجون التي يحتجز فيها التحالف عناصر التنظيم المعتقلين لديه، وقد كان السجن سابقاً عبارة عن معهد فني ومدرسة صناعية حولتهما قسد لسجن.
وفي السياق قال الناشط أبو الحارث من دير الزور ان مناطق سيطرة قسد في شمال وشرق سوريا تعيش نوعاً من الفلتان الأمني وتردي الخدمات إضافة للفساد المستشري في عموم مؤسساتها، وتنشط في مناطقها خلايا لتنـظيم «الدولة» والـتي تنفـذ عـمليات اغـتيال متواصـلة لـكل المـتعاملين مع «قـسد» وعلى الرغم من عمليات الإنزال والاعتقال التي ينفذها التحالف و«قسد» إلا ان لا شيء يتغير».
اللهم انصر عبادك المؤمنين على اعداءك وأعداء الحق المبين.