رام الله- “القدس العربي”:
كشف الباحث أبي العابودي، رئيس مركز “بيسان” للبحوث والإنماء في مدينة رام الله عن أن هناك “جهات” قامت بالتجسس على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية ومنها مؤسسة “الحق” و”الضمير” و”بيسان”.
وأكد أن المعلومات التي توفرت للمؤسسات الفلسطينية من شركات متخصصة تشير إلى أن هذا التجسس بدأ منذ فترة طويلة قد تصل إلى عامين.
وفي حديث خاص بـ”القدس العربي”، قال العابودي الذي يرأس مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي على قائمة الإرهاب إن عدداً من موظفي المؤسسات الست التي وصفت بالإرهاب تعرضت هواتفهم الذكية للاختراق والتجسس من برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.
وتعد هذه بمثابة “الفضيحة الأولى التي تم التجسس فيها على مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية وتعمل في الضفة الغربية من خلال استخدام هذا النوع من البرامج”.
وبحسب العابودي فإن أول اكتشاف لعملية تجسس كان يوم 16 أكتوبر حيث تبين أن هاتف الباحث الميداني غسان حلايقة مخترق باستخدام برنامج “بيغاسوس”.
وأضاف العابودي أن جهازه الخاص تبين اختراقه إلى جانب جهاز المحامي المدافع عن حقوق الإنسان صلاح الحموري من مؤسسة الضمير.
وفور الاكتشاف الأول قامت مؤسسة الحق بالتواصل مع بقية المؤسسات المستهدفة من الاحتلال، وفحص بعض الهواتف الذكية لموظفيها وهو ما بين وجود حالات اختراق باستخدام “بيغاسوس” وهو أمر يمكن توقع أنه بدأ قبل عامين على الأقل.
وبحسب مصدر آخر رفض الكشف عن اسمه فإن هناك تقديرات أن التجسس طال عدداً من موظفي وزارة الخارجية الفلسطينية، ومن المرجح أن يكونوا موظفين على علاقة وثيقة بملف المحكمة الجنائية.
وتابع العابودي أن جميع أجهزة “آيفون” التابعة لموظفي المؤسسات الست التي صنفت بالإرهاب فحصت، وتعذر فحص هواتف “الأندرويد”.
وتشير نتائج الفحص الذي تم بالتعاون مع 3 مؤسسات تضم شركات أمنية متخصصة ومؤسسات رقمية وحقوقية أن أول اختراق لهاتف الموظف في مؤسسة الحق كان في شهر يوليو/تموز 2020.
وتساءل العابودي: كيف نفهم قرار حكومة الاحتلال المتمثل في وضع ستّ مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية على لائحة الإرهاب بعد خمسة أيام من كشف أمر التجسس؟ مؤكد أن الفعل الإسرائيلي جاء من أجل توفير غطاء على هذا الأمر.
فيما تبين بعد الفحص أن اختراق جهاز العابودي تم منذ شهر فبراير/شباط 2021.
العابودي يؤكد في تصريحات خاصة بـ”القدس العربي” أن قناعاتنا في المؤسسات الست أن من قام بفعل الاختراق هو من لديه المصلحة لهكذا فعل ومن يعمل ضدنا وهي الجهات الإسرائيلية.
وتابع: “إنها عملية تجسس واسعة وهي عملية استخباراتية واسعة بحق المؤسسات وتتم منذ زمن طويل، وهذا يعني أن هناك ميزانيات لها ومصادر بشرية وهي جريمة وفق القانون الدولي”.
وشدد أن هذا النوع من عمليات التجسس مبررة في سياق جهود مكافحة الإرهاب أو لمنع أعمال إرهابية و”هو ما يفسر قيام الاحتلال بتصنيفنا مؤسسات إرهابية”.
وعن الجهات التي وفرت القدرة للمؤسسات المدنية لمعرفة تفاصيل الاختراق أكد العابودي أنهم استعانوا بمجموعة من المؤسسات وخبراء الأمن الرقمي في منظمة “فرونت لاين ديفندرز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، و”سيتيزن لاب” في كندا، ومنظمة العفو الدولية “أمنستي”.
وتضم المؤسسات التي شملها قرار التصنيف بالإرهاب: مؤسسات “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان”، و”الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين”، و”اتحاد لجان العمل الزراعي”، و”اتحاد لجان المرأة العربية”، و”مركز بيسان للبحوث والإنماء”، و”الحق”.
ويعتبر برنامج التجسس “بيغاسوس” المطور من شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية “إن إس أو غروب” يقوم على مبدأ تحويل أجهزة الهواتف الذكية إلى أدوات تجسس على مالكيها.
يذكر أن المؤسسات الست ستعقد اليوم في مدينة رام الله مؤتمرا صحافيا للكشف عن تفاصيل هذه الجريمة في تمام الساعة 12:30 ظهرا في مقر مؤسسة الحق.