أنطاكيا – «القدس العربي» : أكد ممثل الائتلاف السوري في الولايات المتحدة، قتيبة إدلبي الأنباء عن إنهاء الإدارة الأمريكية مهمة مبعوثها الخاص إلى مناطق «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا ديفيد براونشتاين. وقال لـ«القدس العربي» إن قراراً صدر بتعيين بروانشتاين في منصب دبلوماسي في إحدى السفارات الأمريكية في دول الخليج العربي، مضيفاً أنه «من غير المعروف بعد ما إن كانت الإدارة بصدد تعيين بديل عنه، أو إلغاء المنصب بشكل كامل».
والأرجح، حسب إدلبي أن يتم إلغاء المنصب، على غرار الاكتفاء أمريكياً بتسمية الدبلوماسي إيثان غولدريتش مسؤولاً عن التواصل بما يخص الملف السوري، إلى جانب الشرق الأوسط، بدلاً من تسميته مبعوثاُ أمريكياً خاصاً لسوريا. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، كانت الخارجية الأمريكية قد عينت غولدريتش خلفاً لإيمي كوترونا التي عينت ممثلة لشؤون سوريا بالإنابة في شباط/فبراير 2021. بدوره، رجح نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لـ»الإدارة الذاتية» في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، صحة الأنباء عن تغيير الإدارة الأمريكية لمبعوثها الخاص إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ديفيد براونشتاين.
وفي تصريح خاص لـ«القدس العربي» قال جيا كرد، إن «هذه الأمور متعلقة بوزارة الخارجية الأمريكية، ونحن سمعنا عن تغييرات، وبكل حال هناك احتمال أن يتم تغيير براونشتاين». من جانبه، قال عضو هيئة الرئاسة في «المجلس الوطني الكـردي» في سوريا، فيصل يوسف إن الجانب الأمريكي لم يبلغ المجلس رسمياً بتغيير براونشتاين. وكان براونشتاين، قد أمضى قرابة عام في هذا المنصب بعد تعيينه خلفاً لوليم روباك، واقترن اسمه بالحوار الكردي – الكردي المتعثر، حيث أجرى لقاءات عديدة مع حزب «الاتحاد الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردي» بهدف استكمال جولات ذلك الحوار.
وكشف يوسف لـ«القدس العربي» عن تلقي «المجلس الوطني الكردي» تأكيدات من الخارجية الأمريكيةـ باستمرار الوجود السياسي والدبلوماسي في شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية جددت دعمها للحوار الكردي ـ الكردي السوري. وقال يوسف إن الإدارة الأمريكية تنظر للحوار الكردي ـ الكردي، كمدخل للحوار مع باقي مكونات المنطقة، والتشارك في «الإدارة الذاتية».
ومن الواضح لمراقبين، أن تغيير براونشتاين – في حال صحت الأنباء ـ يأتي في إطار محاولة الولايات المتحدة تفعيل الحوار الكردي ـ الكردي، بعد عدم تحقيق تقدم واضح منذ انطلاقه في نيسان/أبريل 2020.
وبرعاية أمريكية، عقدت عشرات الاجتماعات بين الأطراف الكردية في قاعدة عسكرية أمريكية مشتركة مع «قسد» في ريف الحسكة، مع وجود وإشراف دائم من ممثلي الخارجية الأمريكية في مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية». ويدعو «المجلس الوطني الكردي» إلى شراكة حقيقية مع «الاتحاد الديمقراطي» ويطالب بعودة قوات «البيشمركة» وإلغاء التجنيد الإجباري، وفك الارتباط بين «الاتحاد الديمقراطي» وحزب «العمال الكردستاني» وتعديل العقد الاجتماعي الذي يعد دستور «الإدارة الذاتية» إلى جانب قضايا مرتبطة بالتعليم والمعتقلين والمخطوفين.
وبعد جولتين من المفاوضات توصلت أطراف الحوار إلى اتفاق بشأن «الوثيقة السياسية» وإنشاء «مرجعية سياسية» تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة، لكن منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020، تعثر الحوار رغم الضغط الأمريكي على طرفي المفاوضات. وتخطط الولايات المتحدة إلى البناء على نتائج الحوار الكردي ـ الكردي، لإطلاق حوار كردي ـ عربي في مناطق سيطرة «قسد» وذلك بهدف تثبيت الاستقرار في المنطقة، ومشاركة «العشائر العربية» في إدارة المنطقة، لكن وحسب مصادر «القدس العربي» فإن «قسد» غير مستعدة لتقديم أي تنازل بخصوص الحوار الكردي ـ الكردي، وخصوصاً أنها تتهم المجلس الوطني الكردي بالتحالف مع المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف، المدعومة من أنقرة. ويبدو ان الاهتمام الكردي متجه الان للمفاوضات مع دمشق.