ما أسفرت عنه مباريات دور المجموعات لمنطقة أوروبا في تصفيات كأس العالم يثير تساؤلات وعلامات استفهام في الأوساط الفنية والجماهيرية في قطر وإيطاليا والبرتغال بعد المفاجأة التي أحدثها منتخب سويسرا بتأهله المباشر عن مجموعة ايطاليا، وتلك التي صنعها منتخب صربيا في مجموعة البرتغال، وتأجيل الحسم في مشاركة رونالدو وبطل أوروبا في المونديال المقبل الذي قد يفقد جزءا من بريقه ومتعته في غياب منتخبين من بين أفضل منتخبات العالم حاليا وأكثرهم شعبية ومتعة جماهيرية، إذا لم يتمكنا من ضمان التأهل في مباريات الملحق المقررة في مارس/آذار من السنة المقبلة حيث سيتنافس 12 منتخبا من أجل 3 بطاقات، توزع على ثلاث مجموعات من أربع منتخبات تلعب بنظام نصف نهائي ونهائي، يتأهل على أثرها منتخب واحد من كل مجموعة إلى النهائيات، ما يعني أن التنافس سيكون كبيراً بين إيطاليا والسويد والبرتغال وبولندا وروسيا والنمسا والتشيك وتركيا.
تأجيل الحسم بالنسبة للمنتخب البرتغالي الى غاية مارس المقبل شكل صدمة كبيرة لعشاق الكرة، خاصة وأنه لعب المباراة الأخيرة على ميدانه أمام منتخب صربي لم يسرق فوزه في اللحظات الأخيرة وكان تأهله مستحقا بعد مشوار تصفيات بلا هزيمة، حقق فيه ستة انتصارات وتعادلين ليتأهل للمرة الثانية على التوالي الى النهائيات، وكان أفضل بكثير من المنتخب البرتغالي الذي يبدو أنه بحاجة الى مدرب آخر غير فيرناندو سانتوس الذي يشرف عليه منذ سبع سنوات ويلقى انتقادات لاذعة لأنه لم يستثمر في جيل ذهبي، كان بإمكانه، بحسب المتابعين، الفوز بكأس العالم وليس فقط ببطولة أمم أوروبا في 2016 والنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية سنة 2019، لكن خياراته في كثير من المناسبات كانت مثيرة للتساؤلات، وأدت برونالدو إلى التعبير عن غضبه من مدربه عندما جاء يصافحه في نهاية المباراة أمام صربيا.
غياب رونالدو عن المونديال سيكون صدمة كبيرة لعشاق وجماهير البرتغال التي تأمل في التتويج باللقب العالمي لأول مرة في زمن يعج فيه الفريق بنجوم كبار قد لا يتكررون في القريب العاجل، خاصة وأنها الفرصة الأخيرة، لأنه يصعب تصور استمرار رونالدو الى سن الأربعين والمشاركة في المونديال التالي للمونديال القطري. في حين يعتقد البعض الآخر أن المونديال هو الذي يفتقد رونالدو بكل ما يحمله حضوره من دعاية واشهار، وكل ما يرافقه من اثارة في مواجهة ميسي ونيمار ومبابي وغيرهم من نجوم العالم الذين لا يمكن تصور مونديال من دونهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق برونالدو الذي سيحمل هم قيادة منتخب بلاده في مباريات الملحق، وهو قادر على ذلك كما كان يفعل دائما مع أنديته ومنتخب بلاده.
بطل أوروبا المنتخب الايطالي أخفق بدوره في ضمان التأهل في تصفيات المجموعة الثالثة بعد تعادله مع ايرلندا الشمالية واكتساح المنتخب السويسري للمنتخب البلغاري بالأربعة، وتعادله في الجولة السابقة أمام ايطاليا، ليضطر الأزوري للانتظار إلى غاية شهر مارس بعد مباريات الملحق الأوروبي المعقدة، وربما سيغيب عن النهائيات للمرة الثانية على التوالي في مفاجئة مدوية، يصعب تصور تكرارها، ويصعب تقبلها من عشاق الكرة الايطالية والعالمية، خاصة وأنه سيجد في طريقه مجددا منتخب السويد الذي حرمه من التأهل الى مونديال روسيا قبل أربع سنوات، ويريد تكرارها هذه المرة بقيادة العائد زلاتان إبراهيموفيتش الذي يسعى بدوره إلى إنهاء مشواره بمشاركة في نهائيات كأس العالم.
غياب برتغال رونالدو وإيطاليا بطلة أوروبا عن مونديال قطر سيكون خسارة كبيرة للمنتخبين وللمونديال والكرة العالمية، لكننا لسنا هنا بعد، ولا يمكن لأي منتخب أن يتأهل بتاريخه ولا بأسماء نجومه لكن بدرجة استحقاقه، حتى ولو كان حضور كبار اللاعبين والمنتخبات ضرورياً لضمان المتعة والفرجة والاثارة.
إعلامي جزائري