ملايين الدولارات جمعتها شبكات مرتبطة بالنظام السوري لقاء تقديم «معلومات مضللة» لعائلات معتقلين

وائل عصام
حجم الخط
2

أنطاكيا – «القدس العربي»: بهدف حماية عائلات المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون النظام السوري من الابتزاز وعمليات النصب المالي، أطلقت «رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا» دليل حماية يستعرض أبرز الطرق والوسائل التي تمارسها شبكات مكونة من رجال الأمن وبعض المحاميين والوسطاء، مقابل تقديم معلومات (كاذبة ومضللة غالباً) عن المعتقلين والمختفين قسراً.
ويقدم الدليل، العديد من النصائح والأفكار التي من شأنها أن تساعد العائلات والعاملين على قضية الاعتقال والاختفاء القسري في كشف عمليات الاحتيال والتزوير والانتباه لها. وحول الدليل، يوضح المؤسس المشارك لـ»رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا» دياب سرية في تصريحه لـ«القدس العربي» أن الدليل يهدف إلى توعية أهالي المعتقلين، وتجنيهم عمليات النصب المالي من قبل شبكات السماسرة.
وأضاف أن الدليل يشرح أبرز الطرق التي تستخدمها شبكات السماسرة، مستدركاً: «من الصعوبة حصر وتوثيق كل طرق النصب والاحتيال التي تمارسها تلك الشبكات». وحسب سرية فإن عمليات الابتزاز ازدادت بشكل كبير مؤخراً، مرجعاً ذلك إلى ازدياد الحاجة المادية في أوساط أجهزة النظام الأمنية والعسكرية.
وقال: «في المقابل تزداد حاجة الأهالي بتقادم الزمن إلى معرفة مصير أفرادها المعتقلين، وخصوصاً أن النظام السوري يمتنع عن إعطاء أي تفصيلات بخصوص مصير المعتقلين في سجونه».
وروى سرية، وهو أحد الناجين من «سجن صيدنايا» العسكري سيئ الصيت، حادثة جديدة جرت قبل أيام، مختصرها تلقي عائلة من مدينة طيبة الإمام في ريف حماة اتصالاً من شبكة سماسرة، حيث تزعم الشبكة أن ابن العائلة لا زال على قيد الحياة، رغم أن الابن استشهد في أحد المعارك مع النظام.
وتابع أنه بسبب تقدم قوات النظام لم يتم سحب جثمان الابن بعد استشهاده، ورغم أن وفاته مثبتة بمقطع مصور، إلا أن شبكة السماسرة زعمت أنه لا زال على قيد الحياة، وأن «الجيش السوري» قام بإسعافه، وهو الآن في سجن «صيدنايا».
وحسب مؤسس الرابطة، فإن الاتصال أدخل العائلة في حالة من الحيرة، رغم تيقنهم وإدراكهم بوفاة ابنهم، وعلق بقوله: «ما يهم السماسرة المال فقط، دون النظر إلى عذابات الأهالي». وعن أعداد المختفين قسراً والمعتقلين لدى النظام السوري، يشير سرية إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة، لافتاً إلى أن «الأمم المتحدة» تقدر أعدادهم بنحو ربع مليون معتـقل.
وتقدر «الرابطة» حصيلة الأموال التي جمعتها الشبكات المرتبطة بالنظام، بما لا يقل عن 900 مليون دولار من العام 2011 وحتى نهاية العام 2020، وذلك استناداً إلى توثيق الرابطة، لكن يبدو هذا الرقم مبالغاً فيه حسب مراقبين آخرين، يقدرون حجم المبالغ بعشرات الملايين من الدولارات وليس مئات. وحول هذا الرقم، يقول سرية، على سبيل المثال كان اللواء محمد كنجو حسن، الذي يشغل حالياً منصب مدير «القضاء العسكري» لدى النظام، يتقاضى مبلغاً تعادل قيمته 30 ألف دولار أمـريكي، لقاء السـماح للأهـالي بزيارة المعـتقل.
وبالعودة إلى الدليل الجديد، فإنه يتطرق إلى أكثر الطرق الشائعة في عمليات الاحتيال والابتزاز المالي، وبعض النصائح لتجنبها والانتباه لها، وكذلك يقدم نصائح وتمارين تساعد العائلات على ضبط أعصابها، والتحكم بحالتها النفسية، والتفكير بتعقل أثناء تعرضهم لعملية احتيال.
و»رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا» هي ائتلاف للناجين من سجن صيدنايا والضحايا وعائلاتهم، وتسعى لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة للمعتقلين بسبب رأيهم السياسي أو نشاطهم. وتعمل على كشف مصير المفقودين والمختفين قسرياً في سوريا بشكل عام وفي سجن صيدنايا.
يذكر أن سجن صيدنايا المعروف بـ»المسلخ البشري» يعد من أسوأ السجون التابعة للنظام السوري، حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب والحرمان والازدحام من الشدة، مما دفع الأمم المتحدة إلى وصفه بـ»مكان الإبادة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لكل قاضٍ بسوريا سعر !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول S.S.Abdullah:

    لا يمكن الوصول إلى طرق الإصلاح بدون تشخيص صحيح، فهل الدولة في خدمة الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية، أم الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية في خدمة الدولة؟!

    وهو أحلى ما في عنوان (ملايين الدولارات جمعتها شبكات مرتبطة بالنظام السوري لقاء تقديم «معلومات مضللة» لعائلات معتقلين) لأن هو وضّح ما وصل إليه مستوى الظلم والفساد القانوني، على أرض الواقع،
    المأساة الحقيقية لمعنى الهدر الإقتصادي، في دولنا، والذي يعمل على زيادة تكاليف الإنتاج في دولنا،

    عندما تعلم أن ما تصرفه الهند، رغم كل الفقر الذي تعاني منه، أنها تصرف في العام 7 مليارات دولار على الانتخابات، كل عام،

    ومع ذلك ما زال ليس هناك طرق وسكك حديدية، تصل ما بين ولاية وأخرى، لنقل إنتاج أي ولاية إلى ولاية أخرى، منذ خروج بريطانيا وحتى الآن في كل دول شبه القارة الهندية، وليس فقط أفغانستان؟!

    فكيف سيكون هناك إقتصاد ناجح، يمكن منافسة الإقتصاد في (الصين)، أو يمكن منافسة مبادرة (طرق الحرير) بلا غش أو فساد أو ظلم تحت عنوان الشفاعة أو المحسوبية أو الواسطة لفلان وبالتأكيد سيكون على حساب علان، في مجال الأتمتة، مثلاً؟!

إشترك في قائمتنا البريدية