واشنطن بوست: العقوبات الأمريكية على النظام السوري تمنع من تقدم الدول العربية في تطبيع العلاقات معه

إبراهيم درويش
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته ليز سلاي وسارة دعدوش قالتا فيه إن التواصل العربي مع الأسد يزيد من آمال سوريا للعودة إلى الحظيرة العربية.

وأضافتا أن الرئيس السوري بشار الأسد، حظي في الأسابيع الماضية بدفعة مهمة، حيث عبرت دول عربية مهمة عن الرغبة بإعادة التواصل مع النظام الذي نبذ لعقد من الزمان، مما زاد من آمال دمشق بتدفق للإستثمارات والمساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية والأقتصاد المحطم.

وكانت المكالمة الهاتفية في الشهر الماضي بين الملك الأردني عبد الله الثاني والأسد أعلى مستوى من التواصل سوريا والدولة العربية الحليفة للولايات المتحدة ومنذ عدة سنين. وزادت زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد واجتماعه مع الأسد في الأسبوع الماضي من اقتراب نهاية عزلة سوريا عن جيرانها.

وتعلق الصحيفة أن هذه الزيارات تعلم استعدادا من الدول العربية التي دعمت المعارضة السورية وطردت سوريا من الجامعة العربية، للقبول بنجاة الأسد المحتومة. ونقلت الصحيفة عن المحلل الإماراتي عبد الله عبد الخالق قوله “بعد حوالي 11 عاما من المقاطعة والإنقطاع، فقد حان الوقت لطي الصفحة وبداية فصل جديد في تاريخ سوريا وجلبها إلى الحظيرة العربية”. وتعلق الصحيفة إن هناك الكثير من المعوقات لا تزال قائمة بعد عقد من الحرب التي أدت لحالة استقطاب في المنطقة ودمرت سوريا ولا تزال مستمرة حتى الآن، مع أن العمليات القتالية الكبرى قد توقفت والإستثمار في البلد لا يزال غير جذاب.

وأكدت قطر موقفها من أنها لا تفكر بالتواصل من جديد مع سوريا بدون تحقق عملية إصلاح مقنعة ومحاسبة. وقال وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الثاني “تطبيع العلاقات مع نظام الأسد هي الخطوة التي نفكر فيها أو ننظر فيها الآن”.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية رد وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إن بلاده “حاليا لا تفكر” بالتواصل الكامل مع الحكومة السورية، مع أن مسؤولي الإستخبارات السوريين والسعوديين تبادلوا الزيارات في عدة مناسبات وخلال الأشهر الماضية.

وكانت السعودية وقطر من أكبر داعمي المقاتلين المعارضين للأسد خلال الثورة. ولم تقطع مصر التي قد تلعب دورا مهما في تحقيق القبول الكامل لسوريا في العالم العربي علاقاتها مع دمشق وواصلت الإتصالات الدورية مع مسؤولي الحكومة السورية. ولكن القاهرة لم تدفع باتجاه التواصل الكامل، في وقت ضغطت فيه وبدون نتيجة باتجاه المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 7 أعوام لتحقيق عملية إصلاح سياسي.

وقال عبد الله، المحلل الإماراتي إن بعض الدول العربية تجد صعوبة للعودة والإنخراط مع نظام متهم بقتل مئات الألاف من الأشخاص في محاولته لسحق التمرد. لكن الإمارات ترى أن حتمية مواجهة التأثير الإيراني في سوريا، حيث تحتفظ بقواعد عسكرية وقوات وميليشيات موالية لها، تتفوق على مظاهر القلق الأخرى.

ويتوقع عبد الله متابعة الدول العربية الإمارات والتغلب على ترددها في التعامل من جديد مع نظام الأسد واتخاذ الخطوة الرمزية وهي إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية. ويقول “لو مضى كل شيء حسب المخطط فلن يكون هناك تأثيرا إيرانيا واسعا وبالمقابل سيكون هناك تأثير عربي أوسع في سوريا”.

وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية علنا عن عدم موافقتها على زيارة عبد الله بن زايد إلى دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس “لن نطبع علاقاتنا أو نرفع من مستوى العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد. ولا ندعم تطبيع الدول الأخرى أو رفعها لمستوى التمثيل الدبلوماسي في ضوء الجرائم التي ارتكبها هذا النظام ضد شعبه”.

ويقول عبد الله إن الولايات المتحدة وإن لم تدعم النهج الإماراتي أو حاولت معارضته إلا أنها أعطت ما يقول إنه “ضوء أصفر” للدول العربية كي تتصرف حسبما تشاء. ولاحظ مسؤول أمريكي بارز بأن الكثير من التحركات باتجاه التطبيع بما في ذلك إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وسوريا، حدثت في إدارة دونالد ترامب التي فرضت عقوبات مشددة على سوريا. وقصد من هذه العقوبات منع أي استثمارات قد تنفع الأسد أو نظامه وتظل عقبة مباشرة أمام أي نوع من الإستثمارات العربية في الإقتصاد السوري الذي يحتاجها بشكل عاجل.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إدارة جو بايدن لم تخفف من العقوبات، مع أن وتيرة تنفيذها تباطأت منذ وصوله إلى السلطة. وقال مسؤول أمريكي بارز رفض الكشف عن هويته “لسوء الحظ نشاهد هذه الموجة نحو التطبيع في المنطقة.. ولكننا بالتأكيد لم نغير موقفنا من العقوبات أو سياستنا”.

ولا تعد العقوبات المعوق الوحيد أمام المستثمرين، فهناك مناخ التجارة والوضع الضعيف للإقتصاد وإمكانية عدم الإستقرار. فانقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود وغياب النظام المصرفي الفاعل، جعل من البلد غير جاذب للمستثمرين. بل وفاقمت حملة من الحكومة السورية الضغط على رجال الأعمال والشركات بدفع أموال يفترض أنها مستحقة للضريبة والغرامات من الأزمة الإقتصادية، ذلك أنها دفعت بالكثيرين منهم لنقل مصالحهم التجارية إلى الخارج.

وقال جهاد يازجي، محرر “سيريا ريبورت” سيثبط هذا من الإستثمار في البلد، عندما يغادر المدراء التنفيذيون البلد”.

وأضاف أن “المزاج بالتأكيد متشائم ومن لا يفكرون بالمغادرة أجلوا مشاريعهم”. ويعتقد الدبلوماسي السوري السابق المقيم في واشنطن بسام بربندي إن الإتصالات الدبلوماسية  ورجال الأمن والوفود الإقتصادية ستظل مستمرة، بحيث تعطي الأسد فرصة لتقوية شرعيته بين السوريين  “وهي ترسل رسالة: لقد انتصرنا ونحن أقوياء وعدنا” و”لكنها فارغة وجوفاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مصطفى- الجزائر الحبيبة:

    هذه الاشكال تحكم بلداننا العربية اكيد ان الشعوب اقترفت خطايا كبيرة حتى تعاقب بمثل هؤلاء

  2. يقول احمد:

    مهزلة يا امة محمد تطبعون مع الصهاينة و تدمرون شعوب عربية مسلمة اية شهامة بقت لكم واي عز واي تاريخ يكتب عنكم

  3. يقول كريم إلياس/ الجمهورية الفرنسية:

    بشار المجرم ابن المجرم.. يحاول جاهداً فك القيود التي كبّلته لسنوات عديدة.. و لكن ماذا بعد خراب سوريا و تشتيت شعبها في مشارق الأرض و مغاربها.. الظاهر ان هناك طبخة تُطبخ على نار هادئة…? يُشتم منها رائحة التطبيع مع الكيان الغاصب.. مقابل رفع كل القيود عن نظام ابن المقبور الأسد… و شكرا

إشترك في قائمتنا البريدية