لبنان.. قاسم يشنّ هجوماً على القوات اللبنانية ويتهمها بالسعي للاقتتال الداخلي

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: منذ وقوع أحداث الطيونة عين الرمانة، لا يتوقف التراشق بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية على خلفية الاتهامات المتبادلة بافتعال هذه الأحداث ووقوع الضحايا. وفي جديد هذا التراشق هجوم شنّه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على القوات التي اتهمها بارتكاب المجازر وبمحاولة جرّ حزب الله وحركة أمل إلى الاقتتال الداخلي.

وقال “إن حزب الله وحركة أمل تجاوزوا خطراً ‏كبيراً كان يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة جداً في لبنان من خلال مجزرة القوات اللبنانية في ‏الطيونة، لأن المطلوب هو جرّ الحزب والحركة إلى اقتتال داخلي، وهذا الاقتتال الداخلي ‏يعطي القوات اللبنانية صلاحية حماية المجتمع المسيحي والجمع حوله، تمهيداً لانتخابات نيابية ‏يحصدون فيها الأصوات الكثيرة، لكن الحمد لله بالصبر فوَتنا عليهم فرصة استغلال هذه ‏المجزرة.”.

ورأى قاسم أن”هناك من يناقش: هل هذا المقدار من المجزرة أدَى إلى تصاعد مكانة القوات اللبنانية؟ ‏لا، لا تؤدي إلى تصاعد مكانتهم، القوات اللبنانية لم يزدد عند المسيحيين مكانة، لأن ‏تاريخهم أسود بعد مجازر كثيرة، منذ سنوات يحاولون تلميع صورتهم في المجتمع اللبناني ولكن ‏هذه المجزرة كشفتهم وفضحت كل هذا التاريخ الأسود الذي قاموا به في لبنان، اليوم كل ‏اللبنانيين يعرفون تماماً بأن من يكون مع القوات اللبنانية ومن يتحالف معهم مع من ‏يتحالف؟ يتحالف مع من ارتكب المجازر ويريد أن يصل إلى الحكم بقتل الناس والفتن ‏الداخلية والطائفية، وعلى الناس أن تختار. فالصورة أصبحت واضحة، فتتقدم القوات اللبنانية ‏بصورة حمل وديع، لا، الآن هي تتقدم بصورتها، ومن يريد من الناس أن يأخذ هذه الصورة فلتأخذها، وطبعاً نحن مع كثيرين لا نريد هذه الصورة”.‏

وأكد “خوض الانتخابات بتحالفات واضحة مع حلفائه”، وقال:”كما ينتظرون نتائج الانتخابات. نحن أيضاً ننتظرها كمحطة شعبية ضرورية لقلب الصفحة في لبنان”، معتبراً “أن القوات اللبنانية هي مركز الاهتمام الأمريكي – السعودي لمواجهة “حزب الله” وحلفائه”.‏

واعتبر”أن ‏السعودية قررت الانتقال من الانكفاء إلى التدخل ضغطاً ودعماً”، مضيفاً “خلال الفترة ‏السابقة أدارت السعودية ظهرها، واعتبرت أن سعد الحريري ومن تدعمهم لا يقومون بما تريد ‏فقررت وقف الدعم، تشكلت حكومة الميقاتي حديثاً والسعودية كانت خارجة عنها، ‏ووجدت بأن نتائج الانتخابات يمكن أن تكون غير الذي يتوقعونه، فقررت السعودية أن تبدأ ‏هجومها على حزب الله بحجة تصريح الوزير قرداحي وبعدها أوضحت بأن هذا الهجوم على ‏حزب الله، وأخرجت كل المختبئين والساكتين، فظهر السفير الخوجا والعسيري وكل الصحف والإعلام، وتبيّن أن هناك منهجية جديدة لها علاقة بمتابعة السعودية للبنان وهي التدخل في ‏الانتخابات النيابية مباشرة من خلال دعم القوات اللبنانية وحشد كل الدعم لهم كرأس حربة في المشروع الذي يتقاطع مع المشروع الأمريكي لتأمين الأغلبية للطرف الآخر”.‏

وقد ردّت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية على الشيخ قاسم ببيان جاء فيه:” أدلى الشيخ نعيم قاسم بتصريح كرّر فيه أطروحات “حزب الله” بما يتعلق بحوادث عين الرمانة -الطيونة المشؤومة، والمؤسف أنه كرّر فيه أنّ “القوات اللبنانية” ارتكبت مجزرة في هذه الحوادث، وذلك بخلاف ما أظهرته التحقيقات الرسمية كلها والتي جرت في القضاء العسكري تحديداً حتى الآن. يهمّ “القوات اللبنانية” في هذه المناسبة أن توضح أنها وعلى رغم من كل محاولاتها تبريد الأجواء في الداخل اللبناني، إذ لم يعد ينقص المواطن اللبناني توتراً يضاف إلى مجموعة مآس، يستمر قياديو “حزب الله” بتزوير الوقائع وتشويه الحقائق، من مثل تصوير حادثة عين الرمانة -الطيونة وكأنها من فعل “القوات اللبنانية” في الوقت الذي تثبت فيه الأفلام والوقائع والوثائق الموجودة كلها إضافة إلى التحقيقات الرسمية التي جرت حتى الساعة، زيف هذا الادعاء. فضلاً عن أن آخر من يحق له التكلم عن الإجرام هم المسؤولون في “حزب الله”، والشواهد على ذلك تبدأ من محاولة عرقلة التحقيق في جريمة المرفأ التي ذهب ضحيتها أكثر من مئتي مواطن لبناني وغير لبناني، وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وأضراراً مادية لا تعد ولا تحصى، وليس انتهاء باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، وما بينهما 7 أيار وحوادث عين الرمانة الأخيرة”. وختم البيان “إن الحكمة تقتضي منا جميعاً الابتعاد عن كل ما من شأنه زيادة التوتر في البلد، وليس الإمعان في زيادة التوتر كما فعل اليوم الشيخ نعيم قاسم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية