باريس ـ «القدس العربي»: على عكس ما يحدث في فرنسا، في بلجيكا لا يعتمد نظام التعليم العالي طريقة اختيار الطلبة عبر نظام الحصص أو الانتقاء. إذ تستقطب جامعة بروكسل الحرة عددا متزايدا من الطلاب الفرنسيين المحبطين والراسبين في اختبارات الدخول إلى معاهد التعليم العالي في فرنسا.
وعليه، فإن عددا كبيرا من الشباب الفرنسي يتجه للدراسة في بروكسل، إذ قفز عددهم بأكثر من 25 في المئة خلال خمس سنوات. وليس فقط في المجال الطبي كما كان عليه الحال من قبل. فحسب الإحصائيات، فإنه داخل الصف نجد غالبية من الطلبة الفرنسيين وأقل من عشرة في المئة من الطلبة البلجيكيين.
ويوجد – بحسب الاحصائيات، نحو ستة آلاف طالب فرنسي في بروكسل، ما يمثل 15 في المئة من حجم الطلاب المسجلين. لأول مرة كان عدد الفرنسيين المسجلين في السنة الأولى صيدلة، أكبر من عدد البلجيكيين، وفقًا للأرقام التي قدمتها الجامعة.
من بين العوامل التي تشجع الطلبة الفرنسيين على الدراسة في بروكسل هو القرب الجغرافي، إذ بإمكانهم الدراسة والعمل خلال الأسبوع ثم زيارة عائلاتهم في عطلة نهاية الأسبوع. هذا الامتياز الذي ينعم به الطلبة الفرنسيون في بلجيكا، بدأ يسبب مشاكل للإدارة، كما تفسر نادين بوستيو، نائبة رئيس الجامعة للتعليم والجودة في جامعة بروكسل الحرة، حيث تعتبر هذه الأخيرة أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر أكثر، مع أنها ترفض فرض الانتقائية: «تحرص بلجيكا الناطقة بالفرنسية على سياستها الخاصة بحرية الالتحاق بالجامعة. نضع أقفالًا معينة في أوقات معينة، على سبيل المثال في برنامج الطب أو طبيب بيطري، لكن لدينا سياسة وفلسفة،لأن الوصول المجاني بالنسبة لنا يعزز الارتقاء الاجتماعي الذي يسمح به التعليم العالي. لقد كان اختيارنا وما زال قائماً حتى الآن».
الطلاب الفرنسيون الذين هم في الغالب أكبر سنًا وأكثر نضجًا وأكثر نجاحًا، مقارنة برفاقهم البلجيكيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فقط، كما تقول نادين بوستيو.
هذا الفارق أنتج اختلالا في التوازن، وتريد بلجيكا وضع حد له كما أشار إلى ذلك برونو فان بوتيلسبيرجي، عميد كلية الاقتصاد وإدارة ULB موضحا أنه حان وقت خدمة المجتمع البلجيكي مع السكان البلجيكيين الذين يدفعون ضرائبهم والتي تجعل من الممكن تمويل الجامعات. لذا يجب إرغام فرنسا على المساهمة المالية، كما أجبر مسؤولو جامعة بروكسل حكومتهم على ذلك مؤخرًا.