غزة- “القدس العربي”: أجرت المقاومة في قطاع غزة، تجربة على إطلاق صواريخ جديدة باتجاه بحر غزة، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، أن بلاده تعمل حاليا لإيجاد حل لهذه الصواريخ، لكنه قال إن القدرة على ذلك تحتاج وقتا.
وتمت عملية إطلاق أربعة صواريخ صباح الخميس، من قواعدها باتجاه البحر، في إطار معركة التجهيز والإعداد.
وخلال الأسابيع الماضية، قامت المقاومة بتنفيذ العديد من التجارب الصاروخية، والتي قام الاحتلال برصدها أيضا، وفي أحد المرات استهدفت منظومة “القبة الحديدية”، طائرة مسيرة أطلقتها المقاومة الفلسطينية، ووقتها قالت إسرائيل إن تلك الطائرة كانت تقترب من الحدود.
وتأتي هذه التجارب والتدريبات، رغم حالة الهدوء القائمة، بفعل تدخل الوسطاء.
لكن المقاومة تجريها في إطار الاستعدادات لأي طارئ، خاصة وأن إسرائيل كررت مؤخرا تنفيذ مناورات عسكرية في مناطق غلاف غزة.
وفي السياق، كشف قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال إليغازر توليدانو، النقاب عن عدم استطاعة جيشه خنق قطاع غزة في ظل التعداد السكاني الهائل.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية عن إليعازر قوله: “لا يمكن خنق قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة”، معبرا عن تأييده تحسين الوضع المدني للسكان هناك باعتبار ذلك “مصلحة إسرائيلية”.
وقال: “أنا من الداعمين لتحسين الواقع الاقتصادي هناك، وعندما أنظر إلى العقد القادم وأسأل نفسي ما هي النتيجة التي سنجنيها حال استمر الحصار فلن يخدمنا”.
وأضاف الجنرال الإسرائيلي: “لا يمكن خنق غزة، وسنوات حصارها انعكست سلباً على الأمن الإسرائيلي”.
وبيّن إليعازر في مقابلة مع الصحيفة العبرية، أن هناك ركيزتين أساسيتين للاستراتيجية التي يتم اتباعها حاليا تجاه غزة، تقوم على ضمان الأمن لأكبر وقت ممكن، وتحسين الحياة المدنية للسكان، مع ضمان حرمان حماس من قدراتها العسكرية دون إضعاف المكونات المدنية.
أوضح أن الهدف الأساسي لقوات جيشه هو سلب حماس قدراتها العسكرية “مع الأخذ في الاعتبار الواقع المدني”.
وأشار إلى أن حماس نجحت فقط في إطلاق مئات الصواريخ يوميا، مشيرا إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تعمل حاليا لإيجاد حل لهذه الصواريخ، وأضاف: “لكن الأمر سيستغرق وقتا لإيقافها، كما جرى مع الأنفاق”.
وزعم أن فعالية صواريخ المقاومة “محدودة”، مضيفا: “لكنها تبقى الأداة الوحيدة المتبقية لحماس”، وزعم أن جيشه يبحث عن الوسائل اللازمة للتخفيف من خطورة هذا التهديد خلال السنوات القادمة.
وقال أيضا إن نهاية الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد غزة في مايو الماضي، “شكلت بداية سباق التطور بيننا وبينهم”، وتابع: “أنا أسير بكل قوة وأنظر إليهم طيلة الوقت لأعلم أين وصلوا”.
وطالب في ذات الوقت الجمهور الإسرائيلي إلى تقليل حالة الذعر من حماس، وقال وهو يتحدث عن “الدعاية الإعلامية والحرب النفسية” التي تمارسها حماس تجاه الإسرائيليين: “يتوجب على الجمهور الإسرائيلي عدم إظهار الخوف من حماس؛ لأن ذلك يدفعها للمزيد من الحرب النفسية”.
وحين تطرق إلى ملف تبادل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، قال توليدانو: “نحن معنيون بحل قضية الأسرى والمفقودين، لكن على حماس أن تفهم أن إسرائيل غيرت نهجها”.
وكان بذلك يشير إلى رفض جيش الاحتلال إطلاق سراح الأسرى القدامى المحكومين بأحكام عالية جدا، الذين تطالب بهم حماس، مقابل إطلاقها سراح الأسرى الإسرائيليين لديها.
وفي سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنًا من قطاع غزة، خلال مروره من خلال معبر بيت حانون “إيرز” شمال القطاع.
وحسب مصادر محلية، فإن الاعتقال طال المواطن حسن أبو مصطفى من سكان مدينة خانيونس؛ أثناء مغادرته الحاجز برفقة زوجته المريضة، التي كانت في طريقها للعلاج في أحد المشافي بمدينة القدس.
وبذلك يرتفع عدد المواطنين الذين تم اعتقالهم أثناء مرورهم عبر ذلك المعبر منذ مطلع العام الجاري إلى خمسة مواطنين.
وكثيرا ما انتقدت مؤسسات حقوقية قيام سلطات الاحتلال بتحويل ذلك المعبر إلى “مصيدة” لاعتقال المواطنين، وبينهم نساء، خلال مرورهم بعد حصولهم على التصاريح اللازمة للعلاج خارج القطاع، لخطورة وضعهم الصحي، أو اعتقال مرافقيهم.
فعلا فخنق غزة العزة لن يدوم طويلا فلكل بداية نهاية وهاقد اقتربت نهاية الاحتلال بالاضمحلال