لندن – «القدس العربي» «مات الملك عاش الملك»، تدخل السعودية بوفاة الملك عبدالله (1924 -2015) مرحلة جديدة تواجه فيها تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والخارجي. وبوصول الملك سلمان للسلطة وتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد يكون الملك الجديد قد أبقى على قرار الملك الراحل من ناحية تأكيد استمرارية الخلافة وعدم حدوث فراغ في السلطة. أي تأكيد تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز (69 عاما) وليا للعهد. وأضاف الملك سلمان بعدا جديدا لانتقال السلطة في البلاد هو أنه أكد على تغيير مهم في الحياة السياسية من ناحية نقل الخلافة للجيل الجديد من أحفاد الملك عبدالعزيز بن سعود مؤسس المملكة الذي توفي عام 1953 عندما أصدر قرارا بتعيين وزير الداخلية الحالي وليا لولي العهد، وفي الوقت ذاته يعود الجناح السديري للتأثير على مفاصل الحكم في البلاد، حيث تراجع هذا الجناح بعد الأميرين سلطان ونايف حيث شغل كل منهما منصب ولي العهد. والجناح السديري أو السديريين السبعة هم أبناء حصة السديرية الذين تولوا مناصب هامة في الدفاع والأمن. وأظهرت العائلة السعودية الحاكمة براغماتية في نقل السلطة ولم تحدث التوقعات على الأقل في الوقت الحالي من حصول معركة حاسمة حول «الخلافة» في السعودية والتي كانت مدار حديث الإعلام والمحللين الغربيين، فما جرى بعد إعلان وفاة الملك عبدالله صباح يوم الجمعة 23 كانون الثاني (يناير) 2015 هو نقل سلس للسلطة ومنع لحدوث فراغ في السلطة ونقل السعودية لمرحلة جديدة يقودها جيل شاب، خاصة أن من حكم الدولة منذ منتصف القرن الماضي هم من أبناء عبدالعزيز وهم كثر يزيد عددهم على 37 أميرا، منهم من مات ومن بقي على الحياة أقعده المرض أو طول العمر.
مخاوف صحية
ورغم أن الملك الجديد سلمان المولود عام 1935 أصغر عمرا من الملك الراحل إلا أن حالته الصحية تظل محلا للتوقعات وقد لا يحكم طويلا. ومع ذلك فهو يدير دفة الحكم منذ مرض أخيه الملك عبدالله واضطلع بمهام دولية ومحلية وقاد البلاد في وقت دخلت فيه كشريكة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ، وشهدت البلاد توترا في العلاقات مع الولايات المتحدة وصعودا في تأثيرات إيران على المنطقة وفي وقت قادت فيه السعودية حملة مضادة ضد الربيع العربي ودعمت الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر. ويعرف عن سلمان الذي شغل منصب أمير الرياض لخمسة عقود بالرجل التصالحي والدبلوماسي، فهو الذي توسط بين الملك فهد والإسلاميين المعارضين لنشر القوات الأجنبية في الجزيرة العربية، كما له علاقات قوية مع الصحافيين السعوديين نظرا لامتلاكه حصة في الشركة السعودية للأبحاث والنشر. ويعود له الفضل في تحويل مدينة الرياض التي كانت بيوتها مبنية من الطين إلى مدينة حديثة ارتفع عدد سكانها من 200.000 إلى سبعة ملايين نسمة. ويتسم الملك سلمان برؤية تدعم التعاون مع الغرب. ومن هنا فلن يتغير شيء على صعيد التعاون الأمني – والتجاري مع الغرب. ويفهم من تعيينه الأمير محمد بن فهد المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب والشخصية المقبولة إقليميا وغربيا تواصلا في السياسة. ونظرا لتجربة الملك سلمان في إدارة شؤون العائلة من الأمراء والأميرات وهم كثر فقد عرف عنه برجل التصالح خاصة أنه أبعد الكثير من الخلافات العائلية عن الضوء. ويتوقع من الملك الجديد مواصلة الإصلاحات الحذرة التي بدأها سلفه الملك عبدالله في المجال الاقتصادي والاجتماعي. وفي ظل التحديات الاقتصادية وانهيار أسعار النفط قد يلجأ الملك الجديد لزيادة الانفاق من أجل إرضاء السعوديين الذين يرون فيه شخصية شعبية رغم ما تحمله هذه السياسة من مخاطر. ويعرف عن الملك سلمان ضبطه لأبنائه ويعتبر ابنه سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي يشارك في رحلة «ديسكفري» الأمريكية حيث يشغل الآن منصب وزير السياحة، فيما يتولي ابنه عبدالعزيز منصب نائب وزير النفط، وثالث وهو فيصل فيشغل منصب أمير المدينة المنورة.
عودة المطاوعة
ورغم سمعته فهو محافظ لا يرى الديمقراطية نظاما صالحا للسعودية. وكما أشارت وثيقة سربها موقع ويكيليكس تعود لعام 2007 فقد قال إنه ليس مع «فرض الديمقراطية» مشيرا إلى أن السعودية تتكون من قبائل ومناطق متعددة ولو طبقت الديمقراطية لقامت كل قبيلة ومنطقة بإنشاء حزبها السياسي الخاص بها. وهذا يشير لنزعة تقليدية وميل لإرضاء المؤسسة الدينية التي ترى كارين إليوت هاوس، الباحثة في شؤون السعودية، أنها ستحصل على مساحة ودفعة للتدين في البلاد. وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» إلى أن الشرطة الدينية (المطاوعة) كانت تتمتع بحرية واسعة للتفتيش والتجول في شوارع الرياض أكثر من أية إمارة إخرى. وعرف عن الملك سلمان دعمه للجهاد الأفغاني في الثمانينات من القرن الماضي حيث كان يرسل كل شهر 25 مليون دولار للمجاهدين، وجمع تبرعات لدعم المسلمين في البوسنة. كل هذا يؤثر على وتيرة الإصلاحات الحذرة التي بدأها الملك عبدالله. لكن مؤيدي الملك وحلفاءه يقولون إن ثقة المؤسسة الدينية به ستعطيه المساحة للتحرك وتحقيق الإصلاحات. ما يهم في كل هذا هو أن وفاة الملك عبدالله تؤشر نهاية مرحلة وبداية مرحلة وانتقال جيلي للسلطة ولكنها جاءت وسط توترات وتحديات يواجهها العالم السني الذي تقوده.
فشل القيادة السعودية
فالتحدي الإيراني بات واضحا بعد سيطرة طهران على أربع عواصم عربية – بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهذا بالتأكيد تحد للقيادة السعودية. وكما يقول ديفيد إغناطيوس المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» فقد حاولت السعودية دعم وتمويل جماعات وعمليات لمواجهة التأثير الإيراني ولكنها فشلت «وهناك الكثير في المملكة يلومون الولايات المتحدة على هذا التراجع، وكان عليهم أن ينتقدوا أنفسهم، فما جرى بالأساس كان فشلا سنيا وخاصة القيادة السعودية». ويرى الكاتب أن الملك عبدالله كان حاكما لا تحيط به الهالات والأضواء التي أحاطت بسلفه الملك فهد، ولكنه كان يتمتع باحترام عميق في المملكة «فقد كانت الكثير من النساء السعوديات ينظرن إليه مدافعا سريا عن حقوقهن في مجتمع متجمد يقمع حقوق المرأة، ونظر إليه بالرجل المتواضع التقي الذي يعيش مثله الإسلامية أحسن من أسلافه، ولم يحقق الإصلاح في السعودية ولكنه حافظ على مستوى من الاستقرار في البلاد». ويشير محلل يتابع التويتر ووسائل التواصل الاجتماعي إلى الكابوس الذي يواجه المعتدلين السعوديين وهو أن تنظيم الدولة الإسلامية يتمتع بشعبية بين الشبان السعوديين. ويعتبر السعوديون من أكثر سكان العالم استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يؤشر إلى رغبة السكان بالمشاركة السياسية والاجتماعية. وعليه فأي محاولة لقمع النشاط السياسي في مرحلة تغيير القيادة قد تكون خطيرة. صحيح أن الجيل القادم من القيادة السعودية، التي يمثلها الأمير محمد بن نايف ولي العهد، يتمتع بموهبة وذو رؤية حداثية، ولكن التناقض الظاهري الذي يواجه النخبة التي تتطلع للغرب هي أن مشروعيتها تعتمد حفنة من القيادات الدينية المحافظة. وقد تقود المخاوف من تنظيم الدولة الإسلامية القيادة السعودية لتكرار المقايضة وهي الحكم من خلال القوة القمعية للمحافظين المسلمين. وفي غياب قدرة الغرب للتأثير على الوضع في السعودية وقت التغيير فالعائلة الحاكمة كما في كل الحالات تفكر بنفسها وبقائها في السلطة مما يعني أنه «في السعودية كما في كل المناطق تظل السياسة محلية» ولأن السياسة محلية فلن يتغير الكثير في السعودية عن عهد الملك عبدالله سوى التحديات الجديدة. فالملك الجديد كما السابق سيحاول الموازنة بين الإصلاح وإرضاء المؤسسة الدينية. وفي قراءة لإرث الملك عبدالله ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الملك عبدالله الذي ظل بدويا في العمق، رفض أن ينادى بصاحب الجلالة، ولم يقبل عادة تقبيل يد الملك. وأدهش 7.000 ألف أمير وأميرة عندما قرر قطع الكثير من المميزات التي يتمتعون بها. وتميز عهد الملك عبدالله بالتوازنات للحفاظ على الاستقرار. وعندما اندلعت الثورات في العالم العربي عام 2011 حاول استيعابها بمنحة 130 مليار دولار للشعب السعودي، قبل أن يتحرك في الخارج ويدعم القوى المضادة للثورات العربية. ففي مكالمتين هاتفيتين مع الرئيس باراك أوباما رفض موقفه من التغيير الديمقراطي وشجب موقفه من مصر وعدم التدخل لإنقاذ الرئيس المصري حسني مبارك. ولم يظهر تسامحا مع المعارضة، ومع ذلك أبدى وهو الواعي بالبعد الذي يمنح العائلة شرعيتها أي المؤسسة الدينية ميلا نحو الإعتدال فقد وبخ الإئمة والقادة الدينيين في المملكة من عدم فعلهم اللازم لمواجهة القاعدة وتفسيرها الديني، وأمر بفصل المئات من الأئمة وإعادة تأهيل الآخرين. وأصدر قرارا بتعديل المناهج الدراسية الدينية. وفتح حسابا على الفيسبوك دعا فيه المواطنين لتقديم نقدهم مع أنه لا يعرف كم من الرسائل وصلت إليه. وأنشأ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا التي كلفت 12.5 مليار دولار، وفتح الباب أمام المرأة للمشاركة في الانتخابات والتصويت في الانتخابات المحلية. ولكنه لم يف بوعده الذي قطعه في أول مقابلة تلفزيونية مع باربرا ولترز مراسلة شبكة «إي بي سي» في تشرين الأول (أكتوبر) بالسماح للمرأة بقيادة السيارات.
البعثات الدراسية
وترى «نيويورك تايمز» أن أهم إرث للملك عبدالله برنامجه التعليمي والبعثات الدراسية للخارج حيث أرسل ألافا من الشبان والشابات للدراسة في الجامعات الغربية. وترى الصحيفة أن لعبة التوازن كانت المفضلة لدى عبدالله. فقد كان يرغب بالحفاظ على أسعار النفط مرتفعة ولكن ليس بشكل كبير، وفي عام 2008 جمع علماء دين من كل الأديان في مدريد لنشر التسامح. ورغم أن الأمريكيين اكتشفوا النفط في السعودية إلا أن مصلحة الأخيرة كانت محل اهتمامه وعقد صفقات مع الصين وروسيا.
إرث الفشل
ولم يخف الملك عبدالله معارضته لإيران عندما طلب من الأمريكيين «قطع رأس الأفعى» ولم تفعل واشنطن، وها هي إيران تحكم الهيمنة على أربع دول عربية. وفي نفس الوقت رفضت إسرائيل مبادرته لحل الصراع العربي – الإسرائيلي. وكما تشير الباحثة السعودية مضاوي الرشيد في قراءتها المفصلة بصحيفة «الغارديان» لحقبة الملك عبدالله ورأت فيه حاكما ورث بلدا يعاني من مشاكل الفساد، وتمزقه الأيديولوجيا والخلافات الطائفية والمشاكل الاقتصادية ولم ينجح في حل المشاكل الداخلية أو الخارجية.
انتعش في عهده الإصلاحيون وانتكسوا، رفعت آمال المرأة وتلاشت، وفي النهاية، سيتذكر الملك عبدالله بعد كل هذا بالرجل الذي نجا من ثورات العربي بقوة «الذهب الأسود».
مشاكل في اليمن
لكل هذه الأسباب يضيف موت الملك عبدالله بعدا جديدا من المجهول على الواقع العربي. واليمن هي الساحة الجنوبية للسعودية تعاني من اضطرابات، استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي ربما أعلنت قبل أو بعد وفاة الملك، واستقالة حكومة اليمن وتغول الحركة الحوثية ومخاطر العودة للتقسيم، وما يجري في اليمن مهم لاستقرار السعودية. ويقال أن اليمن لاحقت مؤسس المملكة وهو على فراش الموت حيث أوصى عبدالعزيز أبناءه الإبقاء على اليمن ضعيفا ومقسما، فهل كان تردد الملك عبدالله بالتدخل وإنقاذ هادي جزءا من تنفيذ الوصية القديمة. لكن هل ترضى السعودية بدولة يحكمها الحوثيون، سؤال مطروح أمام القيادة الجديدة. في الوضع الحالي ليس من مصلحة السعودية بقاء اليمن على حاله. وكما يقول سايمون هندرسون المحلل المعروف في معهد واشنطن لدراسات الأدنى فالتأخر السعودي للرد ربما كان مرده لمرض الملك أو بسبب تقاسم ملف اليمن بين وزارة الدفاع التي تتعامل مع القبائل على الحدود ووزارة الداخلية التي تنسق مكافحة الإرهاب.
وتوقع هندرسون «حكما قصيرا» للملك سلمان. وقال في تصريحات لصحيفة»واشنطن بوست» «رغم أن الكثير يتحدثون عن انتقال سلس للسلطة هناك الكثير من الأسباب تجعلنا نعتقد أن السعودية تتجه نحو أيام صعبة». وقال «أن يكون لديك ملك يعاني من الخرف هو آخر شيء هم بحاجة له في هذا الوقت الصعب».
وأضاف «اليمن يتداعى والدولة الإسلامية تدق على الباب..هذه أيام غير عادية وخطيرة في الشرق الأوسط من منظور سعودي». ولم يستبعد هندرسون حصول مناورات بين أفراد العائلة حول قدرة الملك سلمان على الحكم، ولكنه أضاف أن الأمر في النهاية يتعلق «بمنطقهم لا منطقنا» «فمنطقهم مختلف فهو يكرهون خروج خلافاتهم للرأي العام والفرقة، ولهذا سيحاولون تغطيتها بشكل كامل». وعلى العموم فالسعودية بحاجة لقيادة تتعامل مع الأخطار المحيطة بها خاصة في اليمن.
التحاور مع الحوثيين
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فتوسع الخلاف الطائفي في هذا البلد قد يجر السعودية إلى النزاع وكذا إيران الشيعية في معركة لا يمكن لأي طرف السيطرة على الوضع. وتقول إن محاولة الحوثيين السيطرة على بلد غالبيته من السنة فسيؤدي هذا لتقوية تنظيم القاعدة. وفي الوقت الذي عبر فيه الحوثيون عن عدائهم للولايات المتحدة فسيخسرون الكثير لو تقدمت القاعدة في اليمن وهو سيناريو كانت واشنطن تكره حصوله. وبحسب أندرو تيريل الباحث في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي «مصالحنا متداخلة مع الحوثيين»، و «نحن قلقون حول القاعدة في اليمن أكثر من المشاكل الأخرى». وتنصح الصحيفة واشنطن ببناء قنوات اتصال سرية مع الحوثيين.
وفي الوقت الذي شجبت فيه أساليب الحوثيين من حصار بيت الرئيس المستقيل إلا إنها ترى عدلا في مطالبهم ومظالمهم المتمحورة حول انتشار الفساد. ورغم عداء الجماعة لإسرائيل وأمريكا فليس لديها أي نية لضرب الغرب. وتعتقد في النهاية أن صفقة بينهم وهادي يمكن أن تخرج البلد من أزمته، وهذه تحتاج لدعم من السعودية وإيران. وفي السياق نفسه تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الوضع في اليمن مشيرة للتعاون الأمني بين هادي والولايات المتحدة الذي شمل تدريب نخبة من الجنود اليمنيين ومساعدة بمليار دولار. وسمح هادي للسي آي إيه القيام بمهام عسكرية وإرسال طائرات بدون طيار لملاحقة القاعدة.
ورغم اعتبار الرئيس الأمريكي النموذج اليمني علامة نجاح لكنه كان يعاني من مشاكل مع تقدم القاعدة وهجمات الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وترى الصحيفة أن الحركة الحوثية المدعومة من إيران تبنت أساليب حزب الله نفسها والذي سيطر من خلالها على الحكومة الضعيفة في لبنان. وتعلق الصحيفة ان إيران لم تجد حرجا من دعم الحوثيين وهي تفاوض الأمريكيين حول مشروعها النووي، فيما تقول الإدارة إنها لا تريد دعم المعارضة السورية المعتدلة وتدعو الكونغرس عدم فرض عقوبات على إيران حتى تنسحب الأخيرة من المفاوضات.
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تأمل بأن يقوم الحوثيون بهزيمة القاعدة.
ولا تعرف واشنطن أن الجماعة التي ترفع شعارا معاديا لها قد تقوم بوقف التعاون الأمني وتنهي الوجود الأمريكي في البلاد، وفي سيناريو آخر قد تقوم بإشعال حرب أهلية.
qal
إبراهيم درويش