لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها في واشنطن، أليستر داوبر، قال فيه إن صهر ومستشار الرئيس السابق دونالد ترامب، جارد كوشنر طلب من مليارديرات في دول الخليج تمويل مغامرته التجارية الأخيرة.
وكان كوشنر الذي تزوج من إيفانكا، ابنة ترامب، واحدا من أكثر المساعدين الموثوقين لدى الرئيس السابق، وأصبح على علاقة مع شيوخ الخليج وهو يعمل على مبادرة السلام لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وكان يعمل في تطوير العقارات وناشرا لصحيفة، قبل أن ينضم لإدارة ترامب. وأقام كوشنر علاقات مع زعماء المنطقة وخاصة ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، وعمل على تقارب دول عربية مع إسرائيل، حتى بعدما اعترفت إدارة ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وترك خلفه “اتفاقيات إبراهيم” التي قادت لتطبيع البحرين والإمارات والمغرب والسودان علاقاتها مع إسرائيل.
ولكن كوشنر أثار دهشة بين الدبلوماسيين بعودته إلى هؤلاء الحكام لتمويل مشروع جديد وهو “أفينتي بارتنرز” ومقرها ميامي قريبا من منتجع ترامب في مار- إي- لاغو، وعلى أمل أن يؤمن مليارات الدولارات في استثمارات حسب صحيفة “نيويورك تايمز”. ويعتقد أن قطر رفضت تمويله، وهو أمر غير مستغرب نظرا للعلاقات المتوترة مع السعودية. ورفض الصندوق السيادي الإماراتي التعاون معه أيضا، مبررا القرار بأنه يقوم على سجل كوشنر في العمليات التجارية الفاشلة.
وذكرت الصحيفة أن الصندوق السيادي السعودي الذي استحوذ في الفترة الماضية على نادي نيوكاسل يونايتد عبّر عن اهتمام بالمقترح، ولكن لا يُعرف إن تم الاتفاق على الخطة. وأخبر نيك بينمان، مؤسس ومدير “إيشو وان” وهي عن الإدارة الجيدة صحيفة “نيويورك تايمز”: “من غير المريح عندما يقوم مسؤولون سابقون في البيت الأبيض بالاستفادة من فترتهم التي عملوا فيها بالحكومة والتقرب من الملكيات، وهو ما يثير الغثيان”. وأضاف: “هل هذا قانوني؟ هل هو خوض في مستنقع أم أنه نفاق؟”.
ورفض متحدث باسم “أفينتي بارتنرز” التعليق عندما اتصلت به الصحيفة. وأعرب ترامب عن غضبه لهزيمته في الانتخابات الرئاسية العام الماضي وألمح لإمكانية ترشحه في انتخابات عام 2024.
وأبقى كوشنر وزوجته علاقتهما القوية مع الرئيس السابق، رغم أن عددا من العاملين السابقين تخلوا عنه واختلفوا معه، وانتقل الزوجان إلى فلوريدا لكي يكونا قريبين منه. وكشفت الاستطلاعات، أن شعبية ترامب زادت، في وقت انخفضت شعبية الرئيس جو بايدن. وفي استطلاع أخير دعمه ترامب، أظهر أنه يستطيع هزيمة بايدن في ولاية أريزونا ووجورجيا وميتشغان وبنسلفانيا وويسكنسن، وهي الولايات التي هزمت ترامب العام الماضي.
ولا يُعرف إن كان ترامب لا يزال لديه طموحات سياسية، ولكن مسؤولين سابقين في إدارته بحثوا عن عقود وفرص عمل مربحة. فنائب الرئيس السابق مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو سيحاولان تجريب حظهما في انتخابات الرئاسة المقبلة، ولكن البقية التفتوا للمال.
وزار ستفين منوشين، وزير الخزانة السابق والمسؤول السابق في بنك غولدمان ساكس، الشرقَ الأوسط. وتم الاحتفاء به في الإمارات التي استثمرت في شركته “ليبرتي ستراتيجيك كابيتال”، ويعتقد أن السعوديين وافقوا على الاستثمار معه.
وكوشنر هو مدير شركات تشرف على نحو 60 عمارة سكنية في نيويورك، وكانت من أكبر الشركات المالكة للعمارات السكنية في إيست كوست، وأنشأها والده تشارلز كوشنر عام 1985، ولكن تمت إدانته بعد 20 عاما بالفساد والتلاعب بالشهود.
وفي عام 2017 وبعدما أصبح كوشنر مستشارا لترامب، نشر موقع “بلومبيرغ” أن الشركات التي يملكها كوشنر مدينة بملايين الدولارات عن بناية في “فيفث أفينيو” بنويورك. بعد عام، وقّعت شركة “بروكفيلد بروبرتيز” عقد إيجار لـ99 عاما على البناية، حيث دفعت 1.3 مليار دولار مقابل احتفاظ عائلة كوشنر بالأرض.