القاهرة ـ الإسكندرية ـ الأناضول: ما بين دموع «الفراق» وزغاريد البهجة بـ«الاستشهاد»، شيع المئات أمس، بمدينة الإسكندرية، شمالي مصر، جثمان الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، التي قتلت أمس، خلال مسيرة، قرب ميدان التحرير، وسط القاهرة.
وعلى الرغم من حالة الحزن والبكاء التي خيمت على منزل الناشطة شيماء، إلا أن بعض المتواجدات أطلقن الزغاريد بمجرد الانتهاء من الصلاة عليها، بهجة بـ»استشهادها»، بحسب أحد أقاربها في الجنازة.
وخرج المئات من أسرة شيماء وأصدقائها، عقب صلاة الظهر أمس، لتشييع جثمانها، وهي مسؤولة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية، وسط هتافات «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله».
وقتلت الصباغ، خلال تفريق قوات الأمن، أمس الأول، مسيرة معارضة للسلطات في ميدان طلعت حرب، القريب من ميدان التحرير، حيث حمل المشاركون فيها أكاليل الزهور.
ونشبت مناوشات بالألفاظ بين مشيعي الجثمان، وبعض أفراد الشرطة، المتواجدين في طريق المسيرة التي تحمل نعش القتيلة، وسط هتافات «يسقط حكم العسكر»، و»الداخلية بلطجية»، و«يسقط كل من خان».
معتز الشناوي أمين الإعلام في الحزب قال، في تصريحات للصحافيين خلال تشييع الجثمان،: «هل حمل الورود فى بلادنا يحتاج إلى تصريح؟».
وطالب بمحاكمة مسؤولي وزارة الداخلية، والكشف عن قاتل شيماء الذي ظهر أثناء إطلاقه للخرطوش «طلقات حديدية صغيرة على هيئة كرات» وهو يرتدى زيا مدنيا، يقف بجوار قيادات الداخلية، ما يعني انتمائه لهم، حسب قوله.
وتزأمنا مع تشييع الجثمان، عقد الحزب مؤتمرا صحافيا في مقره الرئيسي وسط القاهرة، قال فيه مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس الحزب، إن «شيماء ومن معها، كانوا في طريقهم لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري في التحرير»، وسط القاهرة، تخليدا لذكرى شهداء ثورة يناير/كانون الثاني.
وأضاف: «المسيرة كانت سلمية، ولم يحمل المشاركون فيها إلا الورود». واتهم الزاهد الشرطة بقتل شيماء، وقال إنه أثناء توجه الأمين العام للحزب طلعت فهمي، لإبلاغ عناصر الشرطة بأن المسيرة سلمية، تم الاعتداء عليهم واستهداف شيماء، رغم أنهم كانوا يهتفون ضد الإرهاب.
وأشار إلى أن «الحديث عن مندسين وطرف ثالث، تسببوا في مقتل شيماء، هو محض كذب، للتنصل من مسؤوليتها عن جريمة القتل».
من جانبها، قالت وزارة الداخلية، في بيان لها، إنه «تم رصد ما يقرب من 50 شخص في منطقة وسط القاهرة، قاموا بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ، إلا أنهم تفرقوا فور وصول القوة الأمنية، وتم ضبط 6 منهم». وأضاف البيان: «عقب ذلك تبلغ بإصابة إحدى المواطنات ونقلها إلى المستشفى لإسعافها إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها»، مشيرا إلى أن «الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لكشف ظروف وملابسات الواقعة وضبط مرتكبيها».
وأمر النائب العام المصري هشام بركات، بتشكيل فريق عمل من النيابة العامة بتفريغ الكاميرات المتواجدة في ميدان طلعت حرب والشوارع المتفرعة منه لسرعة ضبط الجناة.