القنيطرة… مرارة الصيد الثمين… والعبور إلى الجليل!

«كنا ننتظر بفارغ الصبر منذ بداية الثورة بدء عملياتنا الحربية ضد اسرائيل مباشرة والانخراط عمليا في تحرير فلسطين، وهاهو عدوان القنيطرة وشهادة الله دادي يأتي ليطلق شرارة بدء الانخراط الفعلي لايران في المواجهة المفتوحة لتحقيق تلك الرغبة و الارادة».
هذا الكلام قاله احد ابرز المؤسسين للحرس الثوري الايراني واول مسؤول قيادي تقلد منصب وزير الحرس الثوري – قبل ان يتم دمج الوزارتين فيما بعد في اطار وزارة الدفاع وقوات حرس الثورة – الحاج محسن رفيق دوست، وذلك على هامش مشاركته في تشييع الشهيد الله دادي. وزير الدفاع الايراني من جهته وهو يذكر بقرار تسليح الضفة الغربية الماضي على قدم وساق، منذ امر اليوم الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة الامام السيد علي خامنئي بعد وقف اطلاق النار في غزة، علق بدوره ايضا بان تحرير القدس قد اقترب..
من جهة اخرى فان قائد حرس الثورة الجنرال جعفري، وهو ينوه بتشكل جبهة مقاومة اقليمية ميدانية مشتركة ضد اسرائيل من خلال ما سماه تركيبة الشهداء السبعة فانه لم يتردد في توجيه تهديد مباشر لقادة الكيان الصهيوني الغاصب بالقول: انتظروا الصواعق المدمرة …
مجمل هذا الكلام يشي بامر واحد لا غير : لقد بدأ العد العكسي لتحرير اصبع الجليل، واقتربت ساعات المنازلة الكبرى.
لا احد يعرف متى وكيف واين، ستبدأ شرارة الرد الصاعق ؟
لكن مقربين من مطبخ صناعة القرار الايراني يؤكدون بان سيناريو تحرير الجليل الموضوع على طاولة غرفة عمليات المشهد الدمشقي الشهير الممتد من طهران مرورا بدمشق وصولا الى الضاحية الابية منذ مدة، ولم يكن ينتظر الا خطأ استراتيجيا من هذا النوع يرتكبه نتنياهو، حتى يصبح قرار القيادة العليا المشتركة نافذ المفعول، وهاهو اصبح نافذ المفعول حقا، وعليه فان عام 2015 سيكون عام تحرير الجليل بدون تردد..
من جهة اخرى فان مصادر ايرانية متابعة لما جرى في مثلث شبعا- الجولان -القنيطرة، والذي ادى الى هذه الحماقة الاسرائيلية والارتباك الاسرائيلي الذي واكب العملية وما بعدها سواء في الفرح ابتداء، و من ثم في محاولة التملص من مسؤوليتهم في الاعتداء المباشر على طهران من خلال اغتيال عميد في الجيش الايراني هو الشهيد الله دادي، قالوا انهم لم يكونوا يعرفون عن وجوده في الموكب قد يكون سببه التالي:
تقول القراءة الاولية بان قيادة العدو كانت تبحث عمليا عن «السيدابوعلي» الطباطبائي القائد الممتاز والرفيع المستوى جدا في حزب الله والمسؤول عن وحدة العبور الى الجليل متواكبا مع وحدة صاروخية كبيرة يشرف عليها …
ولما كان الله دادي القيادي الايراني في الحرس الثوري الذي جاء الى سورية حديثا في مهمة استشارية لمساعدة اخوته في حزب الله والشعب السوري ، يحمل الاسم الحركي « ابوعلي رضا» فقد نقل لهم عملاؤهم بان الصيد الثمين والذي كانوا يسمونه بـ «اسد الجليل» صار بين يديكم … !
وهكذا اطلقوا العنان لمروحياتهم بقصف القافلة التي كانت على مقربة نحو ستة كيلومترات من الحدود مع فلسطين ..واعتقاد القيادة العليا في تل ابيب انها انجزت مهمة اقتناص اسد الجليل وانها حصلت على صيدها الثمين، وذلك في اطار عملية ظنتها وقائية ردعية ستربك الخصم وقد تؤخر عملية العبور الى الجليل المتوقعة من جانب حزب الله.
هللت القناة العاشرة الاسرائيلية للخبر واعتبرت ما حصل انجازا كبيرا للاستخبارات ووحدة المعلومات الاسرائيلية الخاصة بالساحة السورية .. لكن القيادة الاسرائيلية سرعان ما اكتشفت ليس فقط مرارة الفشل في النيل من اسد الجليل باكتشافها ان «ابو علي» الذي استهدف هو ليس اسد الجليل بل وانها ارتكبت اضافة الى ذلك حماقة التورط في الخوض في دماء ايرانية تراق لاول مرة باسلحة اسرائيلية مباشرة على مقربة من حدود فلسطين.
وقد يكون هذا هو ما يفسر سبب تداركهم في تصريحات لاحقة بانهم لم يكونوا ينوون مهاجمة قائد ايراني في عملية القنيطرة….
وهكذا يبقى كابوس العبور الى فلسطين يلاحقهم وكذلك خيبة ان يظل اسد الجليل لهم بالمرصاد . أليس هو من يقول عنه القادة الامنيون الاسرائيليون اكثر من يسلب النوم من عيوننا منذ ان اعلن نصر الله عن سيناريو الدخول الى فلسطين، انه الشبح الذي سيظل يلاحقهم ويميتهم في اليوم اكثر من مرة، اسد يحمل كل مواصفات ثلاثية المشهد الدمشقي : ايران ولبنان وسوريا…
فهو مولود شريف وكريم لأب ايراني وأم لبنانية ويقاتلهم من سوريا ويحرك بانامله الصواريخ المرتقبة ان تنهال عليه من مثلث شبعا ـ جبل الشيخ ـ الجولان صانعا جغرافيا المقاومة الموعودة وخريطة مشرق ما بعد اسرائيل…..
ايا يكن الامر، يبقى الحديث الاهم من الان فصاعدا هو ما ينتظر الاسرائيليين بعد ان كسرت القيادة الحمقاء في تل ابيب توازنات الحرب المفتوحة وقواعد الاشتباك، واطلقت يد الايراني عمليا في فعل ما يراه مناسبا على كل الساحات التي يوجد فيها عدوان اسرائيلي بشكل مباشر او غير مباشر، وفي كل الساحات التي توجد فيها مقاومة لاسرائيل وسيدتها وراعيتها الاساسية الولايات المتحدة الامريكية، من سواحل البحر المتوسط الى سواحل البحر الاحمر، ومن مضيق هرمز الى باب المندب.
بعد القنيطرة ليس كما قبل القنيطرة بالتأكيد، بعد القنيطرة ايران باتت على حدود فلسطين المحتلة ولها الحق الدولي المشروع في الرد على قادة تل ابيب في اي بقعة من فلسطين وبالطريقة التي تراها مناسبة .
بعد القنيطرة ايران بات من حقها ان تلاحق القادة الاسرائيليين وجنرالاتهم في كل العالم وان تقتل منهم ما شاءت ومن شاءت حيث تثقفهم، وبحق دولي مشروع .

٭ كاتب ايراني

محمد صادق الحسيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فؤاد مهاني (المغرب):

    في الحرب الإيرانية العراقية كانت إيران تردد دائما الأسطوانة المشروخة أنها تريد إسقاط نظام صدام لتعبيد الطريق لتحرير القدس.أصبحت الآن العراق دولة فاشلة ولقمة سائغة في فم إيران منذ سنين عديدة فهل ظلت إيران الطريق نحو القدس أم أنها أجلت ذلك بعد تحرير سوريا من “التكفيريين”.

  2. يقول عبد القادر:

    ايران ستحرر الجليل نعم انظروا الى ايران في العراق و في سوريا و في لبنان وفي اليمن دول مستقرة ومزدهرة !!!

  3. يقول رضا:

    لتجدنّ أشد الناس عداوة للذین آمنوا الیهود والذین أشرکوا

  4. يقول كنعان:

    نشكرك على هذه البشارات . وللتاريخ نتذكر عندما بشرنا الخميني بان تحرير القدس سيكون بعد تحرير العراق وعندما سقط العراق عام 2003 ترك العراق عملياً في عهدة ايران التي كان همها اثارة الفتن الطائفية والاقتتال الطائفي. والبشارة الثانية عندما انتفص الشعب السوري ضد نظام الاسد بشرتنا ايران باصطفافها الى جانب الاسد ونجحت في تحريك حلفائها في العراق ولبنان للقتال على الارض السورية لمنع سقوط لأسد . والبشارة الجديدة هي تفجير الوضع الداخلى في اليمن من خلال الحوثيين. . أن الميليشيات الطائفية امثال المليشيا العراقية ومليشيا حزب الله والحوثيين جميعا تتحرك بروح صانع القرار الإيراني التي وضعت حدودها الجديدة على خريطة المنطقة بديلا للحدود السياسية المعترف بها دوليا. والبشارة الجديده للكاتب هي الانخراط في تحرير القدس.. والقول هنا شر البلية ما يضحك.

  5. يقول صلاح:

    ممانعة هههههههه هل هناك عاقل يصدق ايران او حزب الله او النظام الفاشي في دمشق بعد كل هذا الاجرام بالدم السوري٠
    كفانا كلام فارغ من ناس قد عمتهم الطائفية٠
    قال مقاومة قال٠

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية