القاهرة ـ «القدس العربي»: هي حرب إذن تستهدف الوزير الذي ظل يحسده كثير من أقرانه لكونه حصد المزيد من الإعجاب والثناء في مناسبات عديدة، خاصة عندما لفت أنظار العالم بموكب نقل المومياوات الملكية، لكنه وجد نفسه أخيرا وهو في قمة نشوته من فرط شعوره بالنجاح، في مواجهة سؤال يلاحقه من قبل كتاب أهم ما يميزهم أنهم من المنتمين للسلطة، غير أنهم قرروا أخيرا أن يجدفوا خلف التيار ولو بحذر شديد.. كان السؤال الذي انفجر في وجه الحكومة ووزير السياحة والآثار: بعد كل ما أنفق من أموال طائلة على فعاليات ومؤتمرات متتالية، لماذا ما زالت فنادق مصر في شمال البلاد وجنوبها، بل مدنها السياحية والأثرية خاوية الوفاض؟ لماذا لم يحضر السياح بعد كل حفلات الدعاية الأسطورية، والخبراء والمختصون الذين تمت دعوتهم من كل حدب وصوب على نفقة الشعب الذي يواجه ظروفا شديدة القسوة باعتراف اصحاب الضمائر الحية داخل دوائر السلطة.
في صحف أمس الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول وجد الوزير خالد عناني نفسه أمام سؤال يستهدف مستقبله السياسي، إذ اتهمه كتاب بأنه لم ينجح في المهام الملقاة على عاتقه، وأن أهم ما يشغله الشهرة التي بات يرفل فيها ليل نهار، بينما صناعة السياحة تعاني وأهلها الموات..
ومن أخبار العاصمة السياسية: استقبل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في مطار القاهرة الدولي، نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية؛ الذي يقوم بزيارة إلى القاهرة تستغرق يوما واحدا، لبحث مجالات التعاون الثنائي، وأهم الموضوعات الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك. ومن أخبار القصر الرئاسي: أعرب الرئيس السيسي، عن تشرفه بالعمل المشترك والتعاون المثمر طوال سبع سنوات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ووصف الرئيس المستشارة ميركل، بالشخصية العظيمة ذات النمط القيادي الفريد الذي يجمع بين الحكمة والقوة، التي أنجزت طوال مسيرتها السياسية الكثير تجاه وطنها والعالم.. ومن أبرز جرائم الباحثين ومن أخبار المؤسسات العلاجية: حذرت هيئة الدواء المصرية من استخدام ما يسمى شعبيا «حقنة البرد»، أو ما يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج نزلات البرد، التي تكون خليطا من: المضاد الحيوي، والكورتيزون، ومسكن الألم. وأكدت الهيئة أنه لا يوجد علاج محدد لنزلات البرد، وإنما يتم استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف بعض الأعراض، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص. ومن أخبار الفنانين: قررت ياسمين عبد العزيز أن تصفح عن الطبيب الذي تسبب في المعاناة التي تعرضت لها طيلة المرحلة الماضية قائلة: «أنا أخدتها من ناحية ثانية، ربنا سترها معايا، وليه بعد ما كنت بموت، ربنا عمل دا لسبب، وقررت إني مش هقاضي الدكتور».
وزير الأفراح
من معارك أمس هجوم عنيف ضد وزير السياحة والآثار شنه صالح الصالحي في “الأخبار”: الإشادة التي نالها الوزير الهمام خالد العناني لا تعني أن نختصر دور وزارة السياحة والآثار في الحفلات فقط، وننسى المهام الأخرى التي يجب أن تكون على رأس الأولويات. الوزير تناسى دوره الحقيقي في حل المشاكل التي يعاني منها قطاع السياحة.. ونسي أن لدينا ثلث آثار العالم وحضارة عريقة نباهي بها الأمم.. فلم نشاهد أو نقرأ أي جديد أو تغير ملموس أو حتى غير ملموس، أو خطة مكتوبة على ورق للنهوض بهذا القطاع المهم الذي كان يساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي وبالعملة الصعبة.. فما زالت شواطئنا مهجورة.. وما زالت شمسنا مجرد كلمة في أغنية.. وما زالت آثارنا تعاني من الوحدة. لم نقرأ خبرا عن حملة عالمية للترويج للسياحة الشاطئية أو الثقافية أو الصحية أو غيرها.. حتى أنه لم يستغل النجاح الذي حققه حفل افتتاح طريق الكباش للترويج للسياحة، ولم نقرأ خبرا عن أنه بادر بعقد اجتماعات ومباحثات مع نظرائه في الدول الخارجية، لبحث مسألة استقدام السياح، خاصة بعد نجاح مصر في التغلب على فيروس كورونا، وتوفير الأمصال واللقاحات للجميع، خاصة العاملين في قطاع السياحة.. باختصار لم نشاهد أي تغيير في المشهد السياحي أو الأثري. كنت أعتقد أن نشاهد هجوما سياحيا كاسحا عقب افتتاح طريق الكباش ونقرأ عن طوابير السياح الذين ينتظرون الفرصة للقدوم إلى مصر والتعرف على آثارها، ولكن الوزير لم يعد مهتما بكل هذا، لأن ذلك لا يأتي بثماره بالنسبة له شخصيا.. فهو مشغول فقط بما يحقق لذاته الشهرة والرواج، وكأنه نجم سينمائي. الوزير أصابه الغرور والعنجهية التي تصيب الضعفاء بعد الشهرة، فقرر أن يكون هناك احتفال سنوي في طريق الكباش فهو من حقق له الرواج. طالب الكاتب أن يراجع الوزير نفسه وأن يعترف بفشله في حل مشاكل قطاع السياحة.. فالمسألة ليست منظرة وبهرجة إنما هي بلد يحتاج أن نعمل من أجله، وأن ننحي المصلحة الشخصية جانبا، ونعلي من المصلحة العامة، خاصة من هم في مناصب المسؤولية.
الرئيس يحترمه
ما زال خصوم نجم ليفربول يتعرضون للهجوم.. أحمد عبد التواب أنجز المهمة في “الأهرام”: تحار في فهم منطق ودوافع وأهداف من يهاجمون محمد صلاح، رغم أنه يتفق معهم في رفض شرب الخمر، إلا أنهم لم يتقبلوا منه أن يقول أن سببه أنه لا يرغب في تجربتها، لأن ردّه لا يلتزم حرفيا مع النص الذي وضعوه في الكتالوج الذي اخترعوه، ولا يقبلون فيه أي اجتهاد حتى مع الالتزام بالمضمون. أضِف سببا أساسيا يزيد الحيرة، لأن هؤلاء لا يعتدّون بأن للبلاد دستورا مُلزِما للجميع، بل إنهم يعلنون أنهم لا يلتزمون به، خاصة في النص الذي يُقرّ بأن حرية الاعتقاد مطلقة (المادة 64)، أي أن من حق أي مواطن، وفقا للدستور وفي حمايته، أن يعتنق أي عقيدة، قد تبيح له شرب الخمر، وأن يرفض علانية هذا الكتالوج، وأن ينتقده بكل السبل التي يجيزها القانون، وليس من حقهم أن يطالبوا بمعاقبته إلا عندما يخرج عن حدود النقد المباح، وهو ما يبت فيه القضاء. والملاحَظ أيضا، في موقفهم ضد صلاح، هو غِلظتهم غير المبررة، وغير المقبولة، إلى حد لم تستسغه قطاعات عريضة من الجماهير، خاصة هؤلاء الذين يُقدِّرون دوره في رفع راية الإسلام في الغرب، فبفضل النموذج الإيجابي الذي يقدمه، أكدت بعض الدراسات في الغرب انخفاض نسبة الجرائم ضد المسلمين والتطاول على الإسلام، كما توجهت أعداد من أبناء الغرب إلى دراسة الإسلام، كما كان له أثر عظيم على أطفالهم، الذين صاروا يقلدونه في السجود بعد كل هدف إلخ. أما تفاصيل كل هذا فهي معروضة على الإنترنت لمن يطلب معرفة المزيد عن الآثار الاجتماعية والثقافية لصلاح في الغرب. ثم قارِن كل هذا بالنفور في المجتمعات الغربية بسبب ما تُحدِثه لديهم أفكار وطريقة مهاجمي صلاح. وفي سياق آخر الأحد الماضي، وفي ردّ كافٍ للتعبير عن الموقف الرسمي، قال الرئيس السيسي إن صلاح بطل، وإنه يقف دائما مع مصر. كما كان لدار الإفتاء تدخل مُقَدَّر في ردِّها على اللغو الدائر، بتأكيدها أن عدم التفكير في إتيان الأشياء المحرمة عبادة في ذاته.
شيطنة فخرنا
استفز الجدل الدائر حول المقابلة التي أجراها النجم الكروي محمد صلاح مع عمرو أديب في ما يتعلق بحياته الخاصة، وما أثير حول رده على شرب الخمر، جيهان فوزي، التي قالت في “الوطن” بأننا أصبحنا أسرى لأحكام السوشيال ميديا التي تخضع للأهواء والمعتقدات والأفكار المرسلة، فلم يستحق رد مو صلاح على السؤال كل هذا الجدل، والدخول في سريرته لمعرفة المقصد من كلامه، إذا كان يتزلف للغرب؟ أم أنه رد بدبلوماسية لا تغضب الآخرين، ليس من حق أحد التفتيش في النوايا، فالمطلع الوحيد عليها هو رب الكون، وليس من حق أحد محاسبة اللاعب على أنه لم يكن حاسما في رده على سؤال يقيني بالنسبة لنا، فهو يعلم تماما حرمة شرب الخمور، وليس معنى كراهيته لها أنه يرفضها لهذا السبب فقط، وأنه ينافق المجتمع الغربي، الذي يعيش فيه حتى لا ينقلب عليه، دبلوماسية الرد لا تعني أنك تتحايل على الفروض الصريحة التي أمرَنا بها الله، لكن هناك ما يسمى بفن «الحديث الراقي»، لتوصيل ما تريد التصريح به بشكل غير مباشر، ويعتبر فن الحديث الراقي من أهم الفنون، ويتم تدريسه في أكبر معاهد الإتيكيت في العالم، فأسلوب الحديث وطريقة الرّد تعكس بدرجة كبيرة الخلفية الثقافية للشخص، كما أنّها من أهم الوسائل التي يتم على أساسها تقييم الشخص، سواء في مقابلات الوظائف أو غيرها من الأمور. لذلك يجب على الجميع معرفة قواعد «الحديث الراقي» لما له من دور فعّال في توطيد العلاقات بين الناس، سواء في الحياة العادية، أو الحياة المهنية. ليس في هذا الموقف وحسب، وإنما في حياتنا اليومية، فكم من المواقف التي نتعرض لها، تستوجب اتخاذ موقف حاسم، وفيها تقطع الرقاب (كما يقال) لو نفذت بحذافيرها، من منطلق ألا نكون منافقين، أو متلاعبين، ولكن يمكن أن نصل إلى الهدف نفسه، دون تجريح أحد، أو التصادم معه، ونخرج من الموقف بأقل الخسائر الممكنة، وهو ما يسمى «الذكاء الاجتماعي»، وهذا لا يعيب صلاح في شيء، ولا يوسمه بالنفاق كما وصفه البعض، أو يجعله يتملص من دينه، لأن مصلحته مع ثقافة تبيح المحظورات لدينا.
حتى يفشل
تركنا الأصل في الموضوع، وبدأنا كما أشارت جيهان فوزي في الهجوم على الرجل وكأنه ارتكب معصية لا تغتفر، واتهمناه بالنفاق والتملق للمجتمع الذي ينتفع منه! وأغمضنا أعيننا عن أفعال وسلوك وأخلاق «مو صلاح» التي تتحدث عنه دون تحليل أو تفتيش في نواياه. لا يختلف اثنان على أن شرب الخمر حرام في ديننا الإسلامي، فهل كنا نحتاج إلى تأكيد من محمد صلاح لهذا الحكم الشرعي الصريح، الذي يعرفه صلاح جيدا، وليس غائبا عنه؟ التناقض والازدواجية لا يعيشها النجم صلاح، بل يعيشها المجتمع الذي يفعل الشيء ونقيضه، ويدعي التدين والدفاع عن دينه بكل ما أوتي من قوة، حالة الاستعراض والتشفي التي خرج بها البعض ضد حديث صلاح إنما تكشف التناقض الذي يعيش فيه المجتمع، وأبسطها ظاهرة التحرش المستعرة، وزنا المحارم، وإسقاط حق الأنثى في الميراث، كما قرره الشرع، أليست هذه من المحرمات شرعا؟ ومن الفواحش والمعاصي التي ترتكب في حق المجتمع، حتى القوانين الرادعة لم تقض على تلك الظواهر التي باتت تهدد سلامة المجتمع وأمانه. فهناك الكثير من الأمور التي تستحق النقد، والمنافية للأخلاق والذوق العام تكرم ويحتفى بها. في حين تتم محاربة التجارب الناجحة المشهود لها بالإبداع والموهبة، وللأسف نحاول تدميرها، وكما قال العالم الراحل أحمد زويل: «الغرب ليسوا عباقرة، ونحن لسنا أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل».
منتخب واعد
حالة من الفرح بأداء المنتخب القومي لكرة القدم الذي أشاد به حتى غير المهتمين بالرياضة ومنهم حمدي رزق في “المصري اليوم”: أعرف أن الوقت مبكر، والطريق طويل، والعثرات محتملة، ولكن عرض منتخب مصر أمام الجزائر يشي بما هو مقبل، منتخب كبير يقدم كرة مصرية بمواصفة عالمية. من موقع المتفرج لا المحلل ولا حتى رضا عبدالعال، لفتني كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب الوطني، بصماته على تشكيلة المنتخب واضحة، عين خبيرة، يمتلك جرأة وشجاعة في الاختيارات، لا يرى الألوان المهيمنة على الأجواء، ينقب عن المواهب ويجليها.. لو مدير فني مصري لما لعب نصف الفريق الحالي في المنتخب، ولم نشاهد النجوم الشباب، حسين فيصل، ومهند لاشين، وعمر كمال، وأحمد ياسين، وأحمد رفعت في التشكيلة الأساسية، من كان يصدق أن الشقي مصطفى فتحي سيحجز مكانا في المنتخب، ويبدع هكذا؟ جميعا آخرهم رديف المنتخب، كمالة عدد للتقسيمة باعتبار الأماكن الأساسية محجوزة مسبقا للمعلمين. كيروش أجلس العتاولة المهيمنين على الخط ليفهموا أن لباس المنتخب يلزمه إخلاص وحماس ولعب كرة حديثة، بلا لف ودوران، جرأة تصل حد المغامرة، يقينا محسوبة بالورقة والقلم، بتحليل الأداء مش بالأسماء. كيروش عيناه لا تعرف الأحمر والأبيض، يبحث عن المواهب، ويدفع بها ويعطيها من الثقة الكثير، ويوظفها جيدا، ولا يُنصت إلى التوصيات الملونة، التي كلفتنا الكثير من حظوظ المنتخب الوطني في كثير من المحافل الدولية. شجاعة كيروش تتجلى في عدم الرهبة من المنتخبات التي لطالما خشيناها وارتعدت فرائصنا من مواجهتها، وتخبطت ركبنا في بعض، وصلينا صلاة الخوف في المدرجات، وكان الدعاء ذائعا قبل كل مواجهة دولية «يا رب استر»، والخروج بأقل قدر من الخسارة أعز أمانينا. كيروش بشبابه لم يخشَ منتخب الجزائر الرهيب بنجومه وخبراته وعنفه المشروع وغير المشروع، هزمهم ليس باللعب النظيف، وحسب كما يسخرون، بل بلغة الكرة، ركب الماتش وكان ندا صعبا ومنافسا قويا لبطل افريقيا.
«خد بالك»
عرف صبري غنيم كما أطلعنا في “المصري اليوم” أن المشكلة الطبية التي أفسدت عليه حياته زمنا سببها بسيط : تنميل اليدين والقدمين يؤدي إلى ضمور في العضلات بسبب ضعف تغذية العصب، وقد يؤدي التنميل إلى فقد الإحساس.. مهم جدا عمل رسم للعضلات والأعصاب لتشخيص الحالات التي تتأثر بالتنميل، وقد يكون السبب هو وجود عدة شبكات كثيرة من الأعصاب تبدأ بالرقبة وآلام فقرات الظهر، ثم تنقسم إلى ضفائر عصبية تصل إلى القدم وكف اليدين، وهنا يأتي دور رسم الأعصاب والعضلات في التحديد والتشخيص الدقيق للمصاب، سواء في القدم أو اليد، ودور رسم الأعصاب هو الكشف عن أسباب التنميل، سواء كان في أصابع اليد أو العصب الأوسط، وقد تكون المرأة أكثر عرضة لاختناق العصب الأوسط لو كانت مريضة بالسكر أو مصابة بالغدة، فيحدث التنميل في أعصاب اليد، خاصة عند الاستيقاظ من النوم، ومن أسباب التنميل التي يكشف عنها رسم الأعصاب مرض الغدة أو مرض السكر، لذلك أصبح رسم الأعصاب مهما جدا، ويأتي في المرتبة الأولى والرئيسية في تشخيص المرض ومكانه وتحديد العصب المصاب ومدى إصابته. وفي حوار مع الدكتورة هبة رأفت أستاذة الفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي، استشارية رسم العضلات والأعصاب في طب القاهرة، قالت: إذا كان الاختناق في العصب الأوسط شديدا فهو يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإنقاذ اليد وتسليك العصب من ضمور العضلات، وعدم القدرة على استخدام العصب والكف بسبب عدم تغذية العصب بشكل سليم، ويكشف رسم الأعصاب عن اختناقات أخرى في اليد نفسها أو أماكن أخرى في الجسم مثل اختناق العصب الزندي عند الكوع، وبالنسبة للرجال قد يحدث الاختناق عند أعصاب الركبة أو القدم. في كثير من الأحيان يكون التشخيص محيرا يتوه فيه الأطباء.
جدير بالقراءة
قد يحتاج المريض والكلام للخبيرة الطبية التي نصحت صبري غنيم لفحص كامل لليد أو الرجل لاحتمال وجود اختناق في الأعصاب الرئيسية بين الفقرات والغضاريف، قد تسبب آلاما لا يحتملها البشر، وهذه الآلام تحدث في الأطراف الخارجية، بداية من الرجل حتى الظهر، وقد تمتد إلى آلام في الفخذ، وفي بعض الأحيان عند استمرارية آلام الغضروف بين الفقرات التي يحددها رسم الأعصاب والعضلات، ولذلك تنصح أستاذة الفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي بضرورة عمل رسم الأعصاب والعضلات لأنه أساسي في تشخيص حالة المريض، وأسباب التنميل ومكانه بالتحديد، وبالتالي رسم الأعصاب طريقة مهمة لعلاج وتفادي العواقب الشديدة والمزمنة. يقول الكاتب أنا عن نفسي تعرضت لعدة آلام مبرحة في عضلات الأطراف، ومن خلال رسم الأعصاب نجحت أستاذة الفسيولوجيا في تحديد موقع الآلام واكتشفت أن هناك مجموعة من شبكات كثيرة من الأعصاب كانت بدايتها آلام الرقبة والظهر، وعلى هذا الأساس حددت درجة الإصابة، وكشفت من خلال رسم الأعصاب بساطة المشكلة، وأحمد الله أن رسم الأعصاب لم يلزمني بإجراء عملية جراحية، واكتشفت أن الكثيرين في مثل حالتي، إذ أن مصدر التنميل ومدى درجة الإصابة به تحدث في أصابع اليد عند الاستيقاظ من النوم، وكان الدكتور إيهاب شاكر، أستاذ المخ والأعصاب، هو الذي أوصاني بالاتجاه إلى الدكتورة هبة رأفت، وخبرتها الفسيولوجية والإكلينيكية للجهاز العصبي، هي الوحيدة التي تستطيع أن تكتشف أسباب التنميل عند الاستيقاظ من النوم، وعليه حدد مصادر العلاج الإكلينيكي للجهاز العصبي، حيث نصحني باستخدام بعض الدهانات بدءا بشبكة الأعصاب، التي تبدأ بغضاريف الظهر، ولهذا أنصح كل من يشعر بتنميل الكفين أو الأطراف بألا يستخدم أي أدوية دون استشارة الطبيب المختص، فقد يؤدي العلاج الخطأ إلى مضاعفة التنميل، فيتجه الطبيب المعالج في هذه الحالة إلى إجراء عملية جراحية في الأعصاب، وهذا غير مطلوب لأن مخاطر الخطأ في عمليات الأعصاب تؤدى إلى الشلل، لكن رسم الأعصاب الصحيح هو الذي يضمن العلاج الصحيح.
شاءت الأقدار
يرى عبد الله السناوي في “الشروق” أن أسئلة التطبيع تطرح نفسها بإلحاح ظاهر على الحوادث السياسية في العالم العربي، كأنها من أعمال الطبيعة الجامحة، كالعواصف والزلازل والبراكين، لا سبيل إلى تدارك ضغوطها ولا مفر من التسليم بنتائجها دون قيد أو شرط. الأسئلة الخطأ تفضي بالضرورة إلى الإجابات الخطأ، كانت مصر أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام (1979)، غير أن تجربتها على مدى أكثر من أربعة عقود ناقضت رهانات «السلام الدافئ» بقوة الرفض الشعبي، التي تصدرها مثقفون ونقابيون وسياسيون من جميع الاتجاهات الوطنية. من أبرز الأسماء التي تصدرت المشهد الاحتجاجي التاريخي، البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الوطنية المصرية كان زعيما سياسيا محنكا بالمعنى الاصطلاحي رغم منصبه الديني الرفيع. صعد إلى كراسي البابوية بعد سبعة أشهر من رحيل جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر/أيلول 1970، وتولي أنور السادات مقاليد السلطة. شاءت الأقدار ـ أقدار البابا وأقدار مصر ـ أن تتغير الرئاسة في البلد والكنيسة في توقيت متزامن. جاء شنودة إلى رئاسة الكنيسة في سن الثمانية والأربعين بأفكار جديدة ورؤى ترغب في تجديد الكنيسة المصرية وتحديثها، ثم دعت صراعات السياسة وانقلاباتها إلى استبدال علاقة الانسجام بين رئاسة الدولة ورئاسة الكنيسة في عصر عبدالناصر والبابا كيرلس السادس، إلى صدام بين الرئاستين أواخر عهد السادات وصلت تداعياته إلى وضع البابا تحت الإقامة الجبرية في دير وادي النطرون، أثناء اعتقالات سبتمبر/أيلول 1981، التي استبقت بشهر واحد حادث المنصة الدموي. عندما ذهب السادات عام 1977 إلى القدس مانع شنودة في الذهاب معه، ثم حسم أمره سريعا في رفض اتفاقيتي «كامب ديفيد» (1978)، وما يترتب عليها.
وجهان لهدف
كانت حسابات البابا ـ السياسية قبل الدينية ـ كما أوضح عبد الله السناوي، مجاراة رئاسة الدولة في سياساتها المستجدة، قد يدفع قطاعات واسعة من الرأي العام العربي، في مصر بالخصوص، إلى التشكيك في الانتماء العربي لأقباط مصر «لسنا خونة الأمة العربية» على ما دأب أن يقول بحسم. عندما كان عليه أن يختار بين رئاسة الدولة والرأي العام فيها، اختار بلا تردد أن يصطدم مع السادات، مدركا أنه إذا ما جاراه في التطبيع فسوف تلحق بالأقباط أضرار أفدح لا يمكن تداركها وشروخ لا يمكن ترميمها في النسيج الوطني. رفع رأسه معتزا بدوره وهو يقول: «أنا آخر البوابات العظام الذين قالوا للمحتل لا». هكذا وصف الصورة التي أراد أن يدخل بها التاريخ. في التفاتة رجل لديه حس استثنائي بالتاريخ، أغلق ذات حوار بيننا جهاز التسجيل. تذكر الكاتب حينما سأله البابا شنودة: «هل تعتقد أن كل الدول العربية والإسلامية سوف تعترف بإسرائيل؟». أجابه السناوي على الفور: «لا». قال: «إذن لن أذهب إلى القدس أبدا». كانت تلك درجة أكثر تشددا في رفض التطبيع مع إسرائيل، أو زيارتها، أو السماح للأقباط بالحج إليها. فى البداية قال: «لن أزور القدس إلا مع شيخ الأزهر». ثم فكر في احتمال أن يزور شيخ الأزهر المدينة المقدسة، وأن يكون الرأي العام العربي غاضبا ومعترضا. رأى أن الأوفق ألا يزورها حتى لو ذهب إليها شيخ الأزهر. تصادم ذلك الموقف المتشدد مع مصالح بعض العائلات القبطية، التي لها صلات بالولايات المتحدة ومصالح محققة في الغرب، متصورة بالوهم أن حماية الأقباط في علاقات دافئة مع إسرائيل. «الحج لكنيسة القيامة الآن خيانة للمسيح». البابا شنودة أدار معركته بثقة في قوة مركزه وضرب بقبضة البابوية من أسماهم «المتأمركين الأقباط».
احذروهم أو احظروهم
“الصداقة العشوائية”، كما وصفها محمود عبد الراضي في “اليوم السابع” هي التي يرسلها لك البعض وتبادر بقبولها على الفيسبوك، قد تكون أحد أدوات “النصب” عليك، لتكتشف بعد فترة زمنية قصيرة تعرضك للنصب وتندب حظك. الأمر يبدأ بتلقيك “طلب صداقة” من “سيدة غريبة” تضع صورة جميلة، أو “شاب أنيق” باسم وهمي، وبعدها تبدأ محادثات بينكما، تنتهي بالنصب عليك والاستيلاء على أموالك، دون أن تدري. والمتابع لصفحات الحوادث المتخصصة مؤخرا يلاحظ عددا من جرائم النصب والاحتيال تقع بهذا الأسلوب، حيث يطوع الخارجون عن القانون التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم، وينجحون في النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم. صور النصب هنا متعددة ومتنوعة “كوكتيل شر”، فيمكنه النصب عليك من خلال عرض بيع أشياء عليك، مثل السلع أو يتطور الأمر لعرض تجارات غير مشروعة مثل “المخدرات” و”الآثار”، وربما تجد شخصا يقدم نفسه على أنه معالج روحاني لديه القدرة على جلب الرزق وفك المربوط وزواج العانس، وعلاج المريض ويحصل على أموالك بحيل ماكرة. الأمر يزداد خطورة، إذا كان القائم على هذه الحسابات عصابات منظمة، توهمك بأنها تملك أموالا ضخمة وتريد استثمارها في مصر، وأنها ستحقق لك الرخاء ومكاسب مالية خيالية، فكل ما عليك إرسال مصاريف إدارية لهم، وسرعان ما تجد نفسك وقعت فريسة للنصابين والمحتالين. قبولك “الصداقة العشوائية” يعني دخولك في دائرة الجرائم والنصب والاحتيال، حيث يستغل الخارجون عن القانون الفضاء الإلكتروني الواسع لممارسة جرائمهم، وربما يكونون خارج البلاد، ويجلسون في فنادق وينسجون خيوطهم حولك دون دراية، مستغلين عدم المعرفة الكافية للبعض بأمور السوشيال ميديا، فاحذروهم.
أزمة ستبقى
أزمة كثير من الطلاب وأولياء الأمور عبرت عنها بدقة داليا عاصم في “البوابة”: هل ستظل معضلة التعليم أبدية في مصر؟ سؤال يلح علينا كأولياء أمور نعاني حاليا مما يسمى تطوير مناهج المرحلة الابتدائية، وحيث أن ابنتي في الصف الرابع الابتدائي، قلت لن أحكم على التجربة قبل دراسة مناهج “الترم الأول” من العام، أولا: المناهج أطول من مدة الفصل الدراسي الأول، وتحتاج جهدا كبيرا من المعلمين لتوصيل المعلومات للطلاب، إذ أن بعض المصطلحات والمعلومات تحتاج جهدا لتوضيحها لطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 11 عاما! ثم وجدنا اختبارا مجمعا لشهور أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، مع ضغط إنهاء المناهج قبل نصف العام، وإذا بنا نجد توترا يلف الطلاب والمعلمين معا، ناقشناه في اجتماع أولياء الأمور، الميزة الإيجابية ربما التي حصدناها هي تعاطف المعلمين وحرصهم بكل ما استطاعوا على نفسية الطلاب والطالبات الذين يعانون ضغطا نفسيا رهيبا، لا أعلم من المستفيد منه. ثانيا: تبددت فرحتنا بمادة المهارات المهنية التي ظننت أنها قد تعيد أمجاد التعليم في زمن مضى، حيث كانت المدارس تعلم الطلاب أساسيات الزراعة والصناعة والنجارة، وكانت المدارس أيا كان مستواها والطبقة التي تختص بتعليمها، تعلم الطلاب البستنة وصناعة الأثاث وإصلاحه، وكانت هناك معامل علوم تضاهي كليات العلوم في أرقى جامعات العالم.. كما كنت أتمنى أن يتم تدريس مادة “نظم المعلومات” بشكل عملي أن يتعرف الطلاب على خصائص أجهزة الحسابات الآلية ونعدهم ونؤهلهم لدراسة البرمجيات في ما بعد.. لكن وجدت أن المنهج مصمم للحفظ وتفريغ المعلومات في الامتحان! عبرت الكاتبة عن أملها أن ترى حرصا من الوزير شوقي على تعليم هذه المواد الضرورية للغاية واحتساب الدرجات على صناعة منتجات أو زراعة نباتات، أن يتضمن منهج العلوم تجارب معملية تعلمهم أهمية العلم في الحياة وتفتح أفاقهم.
بهذه السرعة
تمارا الرفاعي في “الشروق” تتساءل، “كيف مرت الأيام؟ أين ذهب الوقت؟ هل ستكون السنة المقبلة أقل قسوة؟ أكثر حنية؟” في نهاية كل عام أستمتع بالتقاط تعليقات من حولي حول أيام كانت أجمل ومراحل كانت أكثر تفاؤلا وأصدقاء رحلوا كانوا أكثر صدقا ووفاء. أحب كثيرا صور الزمن الجميل وأحاديث من عاصر ذلك الزمن، أو عاش مع من عاصروه فصار يمتلك القصة وكأنه كان جزءا منها. أحب الصور القديمة وأستمتع بتفاصيل عن القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد والحياة السياسية فيها جميعا ونظافة شوارعها ورقى مجتمعاتها وثقافة ناسها، على حد قول من عاش الأزمان الجميلة. أعرف أن بعض الزمن الجميل كان جميلا فعلا، خصوصا ذلك الذي أظهرته الأفلام. أعرف أيضا أن بعضه مما لم يظهر على الشاشات لم يكن بهذا الرقي ولا بتلك الرومانسية. لكن في آخر كل سنة، أسمح لنفسي أن أشتاق لفترات لم أعشها، إنما ورثت قصصها حتى شكلت لي ذاكرة بصرية دون أن أكون قد وجدت فيها قط. في آخر السنة أقرأ الكثير عما كان، بعضه مكتوب بحب والبعض الآخر برثاء: رثاء أوقات لن تتكرر، طبعا فلا تكرار في الزمن، لماذا إذا يدخل الشجن إلى القلوب كالفيضان في آخر السنة؟ ربما لأن انتهاء عام من العمر يأتي كالصفعة، وكأنني أنتظر من الزمن أن يبطئ حين يصلني فلا أستعجل في الحياة كما رأيت غيري يجري فيها. قد يعطينا القدر أحيانا إشارة باهتة فلا نلتفت إليها. يعود القدر ويرمينا بتحذير أوضح لا نعره اهتماما أيضا. في المرة التالية يرسل القدر صفعة تنهال على الوجه فتفقدنا التوازن. نتحسس الخد الذي تلقى الضربة ونتساءل عما استدعى كل هذا العنف.
بدون جراح
رفع فاروق جويدة الحرج عن كثير من الأزواج في “الأهرام”: إذا كان الانفصال هو الحل الوحيد وإذا استحالت الحياة فلتكن النهاية هي الأفضل، أتحدث عن النهايات الدامية للحياة الزوجية.. لقد أصبحت قصص الطلاق أخبارا يومية على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات ولا يخلو الأمر من الإساءة والتجريح وتبادل الاتهامات.. وهذه المواقف الغريبة لم تكن أبدا من تقاليد الزواج والطلاق.. عندما كانت النهايات تتم دون جراح، وكان الأزواج وهم يودعون بعضهم يتركون ذكريات طيبة.. وكان كل طرف حريصا على ألا يترك للآخر جراحا.. وكان كل طرف حريصا على أن يترك للآخر صورة جميلة من أجل الأبناء.. الشيء الغريب أن كل هذه الأشياء انتهت وتحول الزواج إلى مذابح يتقاتل فيها الأزواج أو عمليات تجريح تتجاوز كل الحدود.. الجانب الأخلاقي تراجع في حياة الناس وأصبحت القسوة أسلوب حياة حتى وصل الأمر إلى جرائم القتل والتعذيب.. الزواج مودة ورحمة، وحين يتحول إلى تعذيب وإهانة فإنه يفسد كل شيء في الحياة.. من حق الزوجين أن ينفصلا ويودع كل منهما الآخر بكل النبل والترفع، وأن تبقى بينهما بعض الذكريات الطيبة.. أما هذه النهايات الدامية فهي تتعارض مع الدين والأخلاق والأعراف.. الشيء الغريب أن تجد أزواجا يبالغون في مشاعر الحب أمام الناس، ثم تراهم بعد ذلك يتنافسون في مسلسلات الردح والإهانة.. وتتساءل: هل هم الأشخاص أنفسهم؟ وتتعجب من أحوال الدنيا والبشر. إذا كان ولا بد من الوداع فليكن كل طرف رحيما بالآخر ولا ينسى ما كان من أيام وذكريات جميلة.. إنني أعلم أن حالات الطلاق زادت بصورة مخيفة، وأعلم أن ظروف الحياة تغيرت وأصبحت أكثر قسوة، وأن أعصاب الناس لم تعد كما كانت.. ولكن يبقى أن الإنسان هو الإنسان بكل ما فيه من مظاهر الرحمة والمودة، ويجب أن يبقى دائما كما كان.. إذا كان الانفصال قدرا مكتوبا فليكن في النهاية بغير جراح.. قد يختار كل طرف عشا آخر ورفقة حياة أخرى، ولكن ينبغي ألا يترك خلفه ضحية تلعن اليوم الذي أحبت فيه أو تزوجت.. الرحمة تجعل الحياة أكثر إنسانية وأمنا فلنكن رحماء بأنفسنا والآخرين.