السيسي يلتقي ميقاتي ويؤكد الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: في انتظار تحسّن العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج، وفي انتظار معاودة مجلس الوزراء جلساته، ارتأى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي القيام بزيارة إلى القاهرة حيث أجرى سلسلة لقاءات أبرزها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استقبله في حضور رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل.
وخلال اللقاء الذي دام ساعة وربع الساعة، أكد السيسي الاعتزاز”بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة” بحسب ما ورد في بيان الرئاسة المصرية الذي أكد “الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”. ورأى السيسي “أن لبنان بحاجة إلى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعاني منها ولكي يعود منارة العرب”.
وأشاد ميقاتي “بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي”، مؤكداً “اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل”، ومثمناً “التجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، والتي تعد نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة”.
وشملت لقاءات ميقاتي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الذي نقل عن الرئيس المصري أنه أعطى توجيهات للحكومة بتقديم كل الدعم للشعب اللبناني الشقيق لكي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة. وشدّد على الحكومة المصرية أن تلبي كل مطالب الحكومة اللبنانية.
وكان ميقاتي عرض لعدد من الطلبات الخاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني، ووعد الجانب المصري بالاستجابة لهذه الطلبات بأسرع وقت ممكن.
وزار الرئيس ميقاتي مقر جامعة الدول العربية حيث استقبله أمينها العام أحمد أبو الغيط، في حضور الأمين العام المساعد ورئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكي. وقد شكر ميقاتي لأبو الغيط “جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان حيث كان السباق في الاتصال لكي يكون إلى جانب لبنان دائماً”. وقال “أعلم تماماً جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد”.
من جهته، شدّد أبو الغيط “على الثقة في قدرة الرئيس ميقاتي على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية”، معرباً عن “ارتياحه للتطورات الإيجابية الأخيرة التي أسهمت في حلحلة الأزمة مع المملكة العربية السعودية وبعض الدول الاخرى”، ومناشداً “الأطراف العربية كافة على وجه الخصوص الوقوف إلى جوار لبنان في هذه المرحلة الدقيقة”.
وجاءت زيارة ميقاتي إلى القاهرة على وقع استقبال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث صدر بيان قطري سعودي أكد فيه الجانبان “أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون منطلقاً لأي أعمال تزعزع أمن المنطقة واستقرارها أو ممراً لتجارة المخدرات”.
وفي وقت ذكرت LBCI أن الوزير السابق ملحم رياشي توجّه إلى الرياض موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وأن الوزير السابق وائل أبو فاعور توجّه إليها أيضاً موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فقد أبدى المطارنة الموارنة ارتياحهم إلى “بداية حلّ الأزمة مع المملكة العربية السعودية، بفضل التعاون القائم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي”، آملين “عودة العمل المؤسساتي الدستوري إلى مجلس الوزراء قريبًا”. ودعوا “المسؤولين المُخلِصين للوطن إلى فرض تماسكهم الأخلاقي والسياسي، ومتابعة السعي إلى حل الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية التي تتخبط فيها البلاد”. وأضافوا بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى أنه “هالهم بلوغ نحو 90% من اللبنانيين عتبة الفقر، وفق تقارير دوليّة مرجعيّة. وهم يترقبون مع المجتمع الدولي صحوة ضمير لدى المسؤولين تُعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيُّد خصوصًا بالإصلاحات الضرورية المطلوبة لتعافيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية