مع بدايات الثمانينيات بدأت الدراسة الأدبية المغربية تعرف تحولا كبيرا، وتطورا ملحوظا، بانتقالها من تبني الدراسات الاجتماعية والأيديولوجية للأدب، والتبعية لما ينشر في المشرق العربي، إلى الانحياز إلى المنجزات البنيوية، والتعامل بشكل مباشر، مع الأدبيات الفرنسية مهد البنيوية بامتياز. ساهمت عدة عوامل في هذا الانحياز. لقد بدا للجميع أن الدراسات الأيديولوجية تفرض على النص ما يجول في ذهن دارسه. وكان التفكير في الانطلاق من النص في ذاته نقطة الانعتاق من سلطة الأيديولوجيا عن طريق العمل على التعامل مع النص تعاملا جديدا ومختلفا. وكان للتطور الذي عرفته الرواية المغربية في السبعينيات وهي تقتحم تجربة جديدة في مسيرتها عنوانها التجريب، والخروج على نمط الكتابة التقليدية.
إذا كان هذان العاملان يتصلان بما هو ذاتي في التجربة النقدية المغربية، نجد عوامل موضوعية ساهمت في ذلك التحول والتطور. فمن جهة أولى كان لفتح مساق «الرواية» سنة 1981 للحصول على شهادة استكمال الدروس، في كلية الآداب في الرباط، تحت إشراف أحمد اليبوري ومحمد برادة أثره الكبير في توجيه الدراسة الأدبية إلى الرواية وتجاوز الدراسات التقليدية حول الشعر أو تاريخ الأدب. وبما أن دراسة الرواية تستدعي وعيا مختلفا، ومرجعية تباين ما كان سائدا، كانت منجزات البنيوية منطلق تجديد الدرس الأدبي، عموما، والروائي خصوصا. ومن جهة ثانية، وفي السنة نفسها، تم إدخال مادة السيميائيات، داخل شعبة اللغة العربية وآدابها، في الرباط أيضا، وتدريسها مع محمد مفتاح، الأثر نفسه في التجديد وتطوير الدرس الأدبي عموما، والروائي بصفة خاصة.
إلى جانب هذين العاملين، نجد التطور الذي حققته اللسانيات مع اجتهادات عبد القادر الفاسي الفهري وأحمد المتوكل بصفة خاصة، قد ولدت بدورها اهتماما جديدا بأفق مختلف في الدراسة والبحث، يمهد للدراسة العلمية للغة، يختلف عما كان سائدا في دروس النحو والصرف وفقه اللغة.
لقد ارتبط النقد المغربي، في السبعينيات، أي ما قبل البنيوي، بالساحة الثقافية، حيث كانت الملاحق الثقافية، والمجلات، والندوات، فضاءه المناسب. وكانت كتابات نجيب العوفي، وإدريس الناقوري، وعبد القادر الشاوي، ومحمد برادة، وغيرهم مهيمنة. لكن التطور والتحول حصلا بالانتقال إلى الجامعة، وبالأخص داخل شعبة اللغة العربية، في الوقت الذي ظلت شعب اللغات الحية، بما فيها الفرنسية، تعتمد الدراسات التقليدية للأدب.
تبدو ملامح هذا التطور على مستوى الساحة الثقافية، قبل أن تتجسد من خلال رسائل دبلوم الدراسات العليا. فكانت الترجمات المغربية لكتابات الشكلانيين الروس ورولان بارث، وتودوروف وجيرار جنيت، وكريستيفا وغيرهم، تسيطر على الملاحق الثقافية والمجلات والجرائد الثقافية والندوات، التي عرفت ازدهارا كبيرا منذ أواسط الثمانينيات. كما كانت تظهر بين الفينة والأخرى مقالات تسير في الاتجاه نفسه، وهي تسعى إلى الاستفادة من هذا الإبدال الجديد، خاصة في تحليل بعض النصوص الروائية أو القصصية. نجد ذلك واضحا في دراسات المرحوم بشير القمري وحسن بحراوي وعبد الحميد عقار وحميد الحمداني ورشيد بنحدو وغيرهم.
مع ظهور جامعات جديدة، وتخرج فئات جديدة من الطلاب الذين نهلوا من هذا التقليد الجديد، بدأت تتنوع التجارب والاتجاهات، والاجتهادات، وهي ترمي إلى الاشتغال بالنصوص السردية القديمة والحديثة.
كانت هذه الدراسات تركز على الرواية، مستفيدة في ذلك، بالدرجة الأولى، من منجزات السرديات، ولكل طريقته في التعامل مع أدبياتها وأصولها. وبالمقابل نجد لدى فئة أخرى اهتماما مختلفا، في دراسة الرواية، ينطلق، بصورة خاصة من المنجزات السيميائية، وبعضهم تخرج من جامعات فرنسية. نذكر في هذا النطاق سعيد بنكَراد، وعبد المجيد النوسي، والطايع الحداوي، وعبد الرحيم جيران وعبد اللطيف محفوظ. وفي الكتابة بالفرنسية نجد لحسن موزوني ومصطفى الشاذلي. توزعت اهتمامات السيميائيين المغاربة بين الاتجاهين الكبيرين: الفرنسي مع غريماس، والأمريكي مع بورس.
مع ظهور جامعات جديدة، وتخرج فئات جديدة من الطلاب الذين نهلوا من هذا التقليد الجديد، بدأت تتنوع التجارب والاتجاهات، والاجتهادات، وهي ترمي إلى الاشتغال بالنصوص السردية القديمة والحديثة. وفي ظرف عقدين من الزمن ظهرت أسماء جديدة، وتنوعت الإصدارات التي بدأت تفرض نفسها عربيا، وكان للكثير منها أثره البالغ في تطوير الدراسات الأدبية العربية. هل يمكننا الحديث عن أجيال من الباحثين، أم عن استمرار الأجيال الجديدة في تطوير ما دشنه الرواد في الثمانينيات؟ لم تكن المسافة الزمنية بعيدة لنتحدث عن أجيال لكل منها ملامحها المميزة، كما يمكننا القيام بذلك، ونحن نميز بين المشتغلين بالأدب في السبعينيات والثمانينيات. إن الكثير ممن ساهموا في هذه التجربة الجديدة في الثمانينيات والتسعينيات ما زالوا يشتغلون بالسرد إلى جانب من جاء بعدهم إلى الآن.
في أواخر الثمانينيات، وأواسط التسعينيات، بدأت الدراسات البنيوية تتطور، مع ما صار معروفا في تاريخ الأفكار بما بعد البنيوية. ويمكننا الحديث مغربيا عن نزوعين كبيرين. أحدهما ظل يشتغل بالأدوات السردية، سواء كانت مرجعيتها هي السرديات أو السيميائيات، وبعضها الآخر بدأ يتبنى ما صار يعرف في الدراسة الأدبية العربية بـ»النقد الثقافي» منذ أواخر التسعينيات. وبينهما من يسعى للجمع بين ما تقدمه الدراسات السردية عموما، ويسعى إلى تطعيمها بما تقدمه له الأدبيات الثقافية.
هذه الصورة الإجمالية لواقع الدراسات السردية المغربية تفرض علينا أسئلة ظلت مغيبة. ودون طرحها يصعب توقع مستقبلها.
كاتب مغربي
أي أديب لغوي، يُنتِج منتجات لغوية:
أمّا يكون مهني محترف، أي يعتاش/رزقه، من بيع منتجات بكل اللغات الإنسانية بعد تدوينها وترجمتها، في أجواء سوق العولمة،
أو يكون موظف، في النظام البيروقراطي، والإنتاج (اللغوي) عنده، هواية،
أي ليس لها علاقة بالرزق، فالوضع هنا ليس مهنة، يمكن التجارة بها في أجواء سوق العولمة،
الدليل العملي على سبب فساد (التعليم)، من جهة، وسبب إستيراد (اليد العاملة)، من دول شبه القارة الهندية، إلى العراق بعد 2003، كما كان في دول مجلس التعاون، بعد ارتفاع أسعار النفط، بسبب مقاطعة دول الأوبك، كل من دعم الكيان الصهيوني، عام 1973،
ولكن لأن الإعلام فاسد، فيؤدي إلى نشر الفساد من الأساس، بدل الوعي في الفهم الصحيح،
بنشر من باب التهريج والمسخرة أو التسلية والضحك، كل ما يتعلّق بعلم الأبراج، لكشف العلم الباطن، من علم الكلام في (الفلسفة)، بلا حياء أو خجل، بدل إفهام الناس،
لأن (فلسفة) التشكيك والشك، أساس أي هدر إقتصادي، عند إثارة سؤال النغل، من بزره/والده، أو سؤال النهر من حفره؟! زاد الطين بلّة نشر أو تسويق سؤال البيضة أول أم الدجاجة أول، أي نشر الإلحاد بطريقة غير مباشرة، أي عدم وجود خالق،.
إلى كل شيء في هذا الكون، على أي مُنتِج لغوي، أو أي مجال إنتاجي آخر، بواسطة الإنسان والأسرة والشركة المنتجة للمنتجات الإنسانية،
بحجة مُطرِبة الحي، وليس مُغنيّة الحي، لا تُطرِب، لأن المطربة هي صاحبة المِهنَة الفَنيّة المُحترفة، بينما المغنية هي الهاوية التي تُقلّد فلان أو علان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أليس كذلك؟!??
??????
دراسة شاملة وإحاطة لواقع السرديات بالمغرب