لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده كل من ستيف هندريكس وميريام بيرغر قالا فيه إن الإنجيليين المتحمسين بشدة لإسرائيل غضبوا من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الناقدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.
وقالا إن واحدا من داعمي ترامب شجب في يوم الإثنين هجماته ضد نتنياهو وحذره من أنه يخاطر بتنفير القاعدة المسيحية له بالهجمات على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق.
ونشر مراسل موقع “أكسيوس” باراك رافيد مقابلة مع ترامب وهاجم فيها حليفه لأنه هنأ الرئيس جوي بايدن بالفوز مع وضوح النتيجة أن المرشح الديمقراطي قد فاز بانتخابات 2020. ووصف ترامب المكالمة بأنها خيانة للعلاقات وللمواقف المثيرة للجدل التي اتخذها ترامب في السياسة الخارجية دعما لحليفه نتنياهو، بما فيها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. واستخدم ترامب كلمة نابية لوصف صديقه السابق “أول رجل هنأه (بايدن) هو بيبي، الرجل الذي قدمت له أكثر من أي شخص تعاملت معه”.
وفي المقابلة قال ترامب إن نتنياهو لم يبد جدية واهتماما بتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وبالمقابل أشاد برئيس السلطة الوطنية، محمود عباس “اعتقدت أنه كان راغبا بعقد صفقة أكثر من نتنياهو”.
والتزم قادة الإنجيليين في الولايات المتحدة الذين يدعمون وبحماس كلا من ترامب وإسرائيل بالصمت، ولم يعلقوا على كلام الرئيس السابق، إلا أن مايك إيفانز، أحد الإنجيليين الذين دعموا ترامب مبكرا قال إنه شعر “بالرعب” من الكلام وإن تصريحاته ستهين أعدادا من الناخبين الإنجيليين. ويقيم إيفانز في تكساس وعمل مستشارا للرئيس السابق حيث أرسل إليه رسالة والتي اطلعت عليها “واشنطن بوست” وحثه فيها “على فهم أن بنيامين نتنياهو يحظى بدعم واسع بين الإنجيليين في أمريكا أكثر منك”. وقال فيها “أرجوك لا تضعنا في موقع نختار فيه بينك وأرض الإنجيل” و”لا توجد إمكانية لفوزك مرة أخرى لو نظر إليك الإنجيليون المؤمنون بالإنجيل على أنك من قلت “كلمة نابية عن نتنياهو” ويلوم دولة إسرائيل وليس الفلسطينيين على عدم صنع السلام”.
وليس كل المسيحيين الإنجيليين يتفقون مع إيفانز على أن تصريحات الرئيس الغاضبة ستكلفه خسارة دعمهم. وقال المسؤول السابق في جامعة “ليبرتي” جوني مور “العلاقة بين الإنجيليين الأمريكيين وبيبي سابقة على العلاقة مع الرئيس ترامب وبسنوات طويلة”، وأضاف مور الذي نظم مجلسا إنجيليا استشاريا لترامب في 2016 “لكن بيبي كان رئيس وزراء إسرائيل وترامب كان رئيسا لأمريكا وهناك فرق بينهما بالنسبة للأمريكيين”.
وقال جاك غراهام من كنيسة بريستونوود المعمدانية وهي كبرى الكنائس في شمال أمريكا والعضو السابق في مجلس الإيمان الذي أنشأه ترامب إن على الزعيمين التصالح والتوافق وعلى ترامب “التصالح مع بنيامين نتنياهو وتوضيح تعليقاته”. وقال روبرت جيفريز القس الأبرز في الكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس “حتى لو كانت التعليقات المزعومة صحيحة، فلن تلغي على الأقل أن سياسات الرئيس ترامب كانت الأكثر دعما لإسرائيل في التاريخ”، وهو نفس القس الذي قاد الصلاة في افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وقام إيفانز الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بـ “المقزز والرجل الصغير المليء بالمرارة” بخطوات للتصالح مع الحكومة الجديدة ودعي للتحدث في مناسبة إعلامية نظمها المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء. وقالت ساندرا باركر، مسؤولة التمويل لجماعة الضغط الأمريكية “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل”: “دعم الإنجيليين لإسرائيل متجذر في التقاليد التوراتية التي تتجاوز السياسة والشخصيات”. وعادة ما يصوت الإنجيليون البروتستانت للجهموريين ودعموا ترامب في انتخابات عام 2020، حسب مركز “بيو” في واشنطن.
ومع أن الناخبين الإنجيليين والجماعات المناصرة تعتبر حجر الأساس للمعسكر الداعم لإسرائيل في أمريكا إلا أن الدراسات تظهر ارتباطا قليلا للشباب الإنجيليين بإسرائيل. وبالمقابل، يصوت اليهود الأمريكيون للديمقراطيين، وصوتت غالبيتهم لصالح بايدن في انتخابات 2020، ويحمل معظم اليهود الأمريكيين مواقف سلبية من سياسات ترامب، وذلك حسب استطلاع عام 2020 لمركز “بيو”، مقارنة مع اليهود الأرثوذكس الأمريكيين، وهم الأكثر التزاما بالشعائر الدينية.
وجاء هجوم ترامب على نتنياهو مفاجئا للإسرائيليين، ذلك أن رئيس الوزراء السابق استخدم علاقته مع الرئيس السابق كأهم رصيد سياسي لديه. ونسب نتنياهو لنفسه قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان والخروج من الاتفاقية النووية مع إيران. واعترف ترامب أن هذه الخطوات كانت من أجل دعم نتنياهو الذي خاض حملات من أجل الحفاظ على منصبه. فإعلان الجولان جاء قبل انتخابات نيسان/إبريل 2019 وفي وقت كانت شعبية نتنياهو تتراجع في الاستطلاعات. وأخبر ترامب رافيد “لولاي كان سيخسر الانتخابات”، وكما ورد في كتابه بالعبرية “سلام ترامب: اتفاقيات إبراهيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط”.
ووصف ترامب أن العلاقات مع نتنياهو بدأت بالتراجع بسبب تردد رئيس الوزراء السابق بالدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين. وتوسع الخلاف بسبب قرار نتنياهو ضم مستوطنات الضفة الغربية. لكنه احتفظ بغضبه على نتنياهو عندما انضم هذا إلى قادة الدول الأخرى وهنأ بايدن بالفوز. ولم يكن نتنياهو أول من هنأ الرئيس الجديد، بل ووجهت له انتقادات لأنه انتظر نصف يوم قبل تقديم تهانيه. وبحسب كتاب رافيد “لم أتحدث إليه منذ ذلك الوقت”. وعندما طلب من نتنياهو التعليق أحال مكتبه إلى البيان الذي يقول إن العلاقات الطويلة بين البلدين تقضي بتهنئة الرئيس الجديد. وبدون الإشارة لهجمات ترامب شكره نتنياهو على الخدمات العظيمة التي قدمها لإسرائيل وأمنها.
هههههههه الانجيليون الامريكيون سيكنون خراب أمريكا القادم