لبنان.. ميقاتي يدوّر الزوايا بين عون وبري: الدعوة إلى جلسة مجلس وزراء تؤجج الخلاف ولكن لا للتعطيل

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: في ظل السجال الناشىء على خط بعبدا عين التينة حول المسؤول عن التعطيل ومنع الإصلاح وعدم تطبيق القوانين والتدخل في القضاء، أعاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيد سعيه “لمعالجة ثغرة عدم انعقاد مجلس الوزراء بهدوء وروية لجمع الشمل الحكومي من جديد بعيداً عن الخطوات المجتزأة”، وفي ظل تشديد رئيس الجمهورية ميشال عون على ضرورة الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء ولو تمت مقاطعتها، حاول ميقاتي تدوير الزوايا بين مطلب عون ورفض الثنائي الشيعي، فاعتبر” أن الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، في الظروف الحالية المتشنجة، ومن دون تأمين الحد الأدنى من التفاهم ستكون كمن يؤجج الخلاف، ما يؤدي إلى تفاقم الأمور وتصبح أكثر تعقيداً”، لكنه شدّد على “أن الوقت لم يعد مناسباً للتعطيل أو المكابرة أو فرض الشروط والشروط المضادة فيما مستويات الانهيار تتطلب تضافر كل الجهود للمعالجة”. ولفت إلى “أن المطلوب من الجميع التخلي عن اعتبار الحكومة متراساً للكباش السياسي الذي لا طائل منه”، مضيفاً “أمامنا الكثير من العمل المطلوب، وبشكل أساسي لاستكمال إنجاز خطوات الإنقاذ المطلوبة، بقرارات يتخذها مجلس الوزراء مجتمعاً، إضافة إلى قرارات إدارية ملحة لتسيير عجلة الإدارة، ولو بالحد الأدنى الممكن، ومساعدة الموظفين على مواجهة الضغوط المعيشية والاجتماعية التي ترهقهم”.
وفي ردّ ضمني على اتهامه من قبل إحدى الصحف الموالية لحزب الله بأنه “يسَعوِد” لبنان بعد قبوله ترحيل معارضين بحرينيين، قال ميقاتي إن ” لبنان المتمسك بحرية التعبير والقول، لن يكون منبراً ومعبراً للإساءة إلى أي دولة عربية أو التدخل في شؤونها. أما المزايدات في هذا الإطار فلا يمكنها أن تحجب الحقيقة وهي أن العمق العربي للبنان يشكل بالدرجة الأولى المتنفس الحقيقي والمدخل للخروج من الأزمات التي يمر بها”.
وكان التراشق بين عون وبري انتقل إلى نواب كتلتهما، ففي إطلالة إعلامية لعضو “تكتل لبنان القوي” جورج عطالله اعتبر “أن المشكلة تُحل إذا تمّ إبطال توكيل نبيه بري بالتكلّم عن الثنائي الشيعي، وهذا ليس تحليلاً وأنا أعلم الحرج الذي يعيشه حزب الله من الكلام الذي يصدر عن بري”. وقد ردّ عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب علي بزي على عطالله بقوله “أيها اللبنانيون اعذروا جورج ومعه رفاقه في التكتل، هي مفاعيل جهنم العهد التي أوصلت اللبنانيين إلى ما وصلوا إليه، ويقيننا أن لظى جهنمهم طالت جورج عطاالله وأوقعته بالهذيان ومن دون حرج نصّب نفسه واعظاً…يعزل من يشاء ويثبت بالملك من يشاء وينزع التوكيل عن من يشاء..سبحان الله الباقي وحده بعد فناء كل شيء والقادر على فعل أي شيء!”، وأضاف “مهلاً زميل جورج وكالة الرئيس نبيه بري من اللبنانيين وليست من عهدك ولا من تيارك. اعقل وتوكل”. وختم “في عمله الملحمي الشهير، تخيّل الشاعر الإيطالي دانتي رحلته إلى جهنم…بفضلكم، لم يتخيّل اللبنانيون، لقد وصلوا”.
وكان النائب علي خريس غرّد بدوره قائلاً “الحقيقة تحرّر صاحبها… أما الكذب فإنه يجعله أسير الوهم… وهكذا هم العونيون…كلما أردنا أن نحرّرهم بقول الحقيقة جنّ جنونهم….وكل ما جنّ العوني..افرحلوا.”…
بالموازاة، استمر الكباش حول التحقيق العدلي والقضاء، وتقدّم نجل النائب غازي زعيتر وكيله المحامي محمد زعيتر أمام رئيس الغرفة الأولى في محكمة التمييز القاضي ناجي عيد باسم زعيتر والنائب علي حسن خليل بطلب إعادة النظر بدعوى الرد التي تقدما بها سابقاً بحق القاضي طارق البيطار كون عيد بات المرجع المختص بطلبات الرد.
ودخل رئيس حزب التوحيد وئام وهاب على الخط منتقداً البيطار حيث قال “لا يمكن لقاضي “مع احترامي لطولو وعرضو عامل حالو قائد ثورة” أن يعتدي على صلاحيات مجلس النواب”. ورأى أنه “يوجد اعتداء على صلاحيات رئيس مجلس النواب والطائفة الشيعية وهذه اللعبة يمكن أن تنقلب على كل الطوائف”. وتابع “رئيس الجمهورية يعتبر التحقيق في قضية المرفأ ملفاً قضائياً بحتاً، ويقول إنه لا يريد التدخل بالقضاء، لكن لا يمكنني أن أنده لقاض معيّن لتوقيف رياض سلامة وأرفض التدخل في قضية يتضح التدخل السياسي فيها”.
في المقابل، وفي خطوة قد تثير حفيظة حزب الله بعد سلسلة إخلاءات السبيل، صدّقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي صقر صقر على قرار إخلاء سبيل الموقوفَين على خلفية حوادث الطيونة جواد عبد الاحد ورودريغ توما، الذي كان صدر عن القاضي فادي صوان قبل تبلغه طلب الرد من محامي الادعاء بدعوى تعاطفه مع الجهة المدّعى عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية