خبير إسرائيلي: ضوائق «نصرالله» السبع قد تقوده لحرب شاملة

حجم الخط
0

الناصرة – «القدس العربي» – من وديع عواودة»: يزعم خبير إسرائيلي بشؤون الاستخبارات والصراع أن حزب الله اللبناني يكابد أزمة خطيرة مردها سبعة أسباب، مرجحا أن يبادر الحزب او ينزلق قريبا نحو حرب جديدة. ويشير رونين بيرغمان في تقرير نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، أن الأجواء العامة في اسرائيل تتراوح في المسائل الأمنية: بين الفرح وربما الفخر بإصابة الخلية القيادية لحزب الله في الجولان، إلى القلق العميق من الحرب المحتملة، مشيرا إلى احتمال نشوب مواجهة اوسع، تشمل إيران ايضا، بعد مقتل جنرال إيراني في غارة إسرائيلية على خلية تابعة لحزب الله، في مدينة القنيطرة في مرتفعات الجولان.
في المقابل فإن الوضع ليس مشرقا بالنسبة لحزب الله، فالعملية برأيه ضبطت نصرالله في وقت غير ملائم. ويتابع «لو كان الأمر يتعلق به، لكان سيفضل عدم مواجهة مأزق الرد والانتقام من اسرائيل او الجلوس بصمت». ويرى بيرغمان ان هذه الفترة تعتبر صعبة جدا بالنسبة للأمين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله «الموهوب كالشيطان او الشيطان الموهوب، وليختر كل واحد ما يلائمه» منذ تعيينه في منصبه بعد مقتل سلفه، في عملية اغتيال اسرائيلية عام 1992.

اغتيال مغنية

ويعلل الخبير الإسرائيلي مزاعمه بالقول إن الحزب مني باغتيال عماد مغنية قائده العسكري العام في شباط/ فبراير 2008، بسلسلة من الضربات المتكررة التي نسبت جميعا لإسرائيل. ومن هذه قصف الأسلحة واغتيال حسن اللقيس، وتفجيرات خفية في مستودعات الأسلحة، بما في ذلك تلك التي اقامها إلى الجنوب من نهر الليطاني، التي اثبت تفجيرها انه يخرق قرارات الأمم المتحدة، ومن ثم تفجير قوافل الاسلحة من سوريا، والآن إصابة جهاد مغنية نجل عماد مغنية، الذي رغب نصرالله بتحويله إلى رمز كي يثبت أن اسطورة مغنية تعيش وتركل العدو الصهيوني.

الفشل بالثأر

ويسوق الكاتب سببا ثانيا بإشارته إلى أن جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلي «الموساد» افشل تقريبا عشرات العمليات التي خطط لها حزب الله ثأرا للعمليات السالفة الذكر في البند الأول. ولم ينجح حزب الله الا في عملية بورغاس وإصابة زوجة الدبلوماسي الإسرائيلي في الهند، ولكن هاتين العمليتين أصغر بعشرات المرات مما خطط له حزب الله، ولا تشكل من ناحيته شيئا يقترب من الانتقام.
وفوق هذا فإن العملية التي استهدفت السفارة الإسرائيلية في الارجنتين في عام 1992، بعد اغتيال موسوي، هدفت إلى إعادة صياغة شروط اللعب مع إسرائيل، لكن هذه واصلت طريقها ولم تتوقف.
كما يشير إلى أن حزب الله كشف مؤخرا، حسب ادعاء الناطقين بلسانه، هوية العميل الإسرائيلي في قيادة التنظيم، الذي تم بسببه إحباط العمليات الواردة في البند السابق، ومقتل مغنية الأب. وجاء اغتيال مغنية الابن ليثبت أن التنظيم لا يزال مخترقا، فحتى الان يسود الاعتقاد بأن حزب الله كان متأكدا من أن رجاله المخلصين والمؤمنين دينيا وقوميا، لن يوافقوا أبدا على العمل مع «العدو الصهيوني».

زرع عملاء

ويعتبر بيرغمان ان كشف العميل سبب إصابة قاسية لمعنويات التنظيم. هذه أسباب تتعلق بإسرائيل لكن هناك عاملا يتعلق بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو إرساله في السنوات الثلاث الأخيرة مئات وربما آلاف المحاربين لمساعدة الأسد في الحرب الأهلية. ويقول إنه عمليا، إذا كان هناك سبب واحد منع هزيمة بشار الاسد حتى الآن فهو دعم حزب الله وإيران. لكن هذا الدعم ينطوي على بطاقة ثمن ثقيلة ـ المعركة في سوريا لم تحسم بعد، بل هي أبعد من ذلك، وفي هذه الأثناء لم يثبت حزب الله أنه يمكنه حسمها رغم جهوده الكبيرة. ويشير إلى ان حزب الله مني بخسائر فادحة في سوريا، ولأنه انضم إلى جيش نظامي فقد عرّض قواته، التي تعودت على العمل السري، إلى الاختراق من قبل اجهزة الاستخبارات المعادية. ويتابع «لا يمكن الاستبعاد بأن من اغتال جهاد مغنية، استغل هذه الحقيقة».

انتقادات لبنانية

كما يشير لعامل خامس يتعلق بلبنان ويكمن بانتقادات لبنانية نتيجة انضمام حزب الله إلى الحرب في سوريا . زاعما أن السنة والدروز والمسيحيين يسألون لماذا ادعى نصرالله بأن حزبه ميليشيات هدفها محاربة إسرائيل، لكنه يساعد عمليا على ذبح المواطنين السوريين. كما قاد دعم الأسد إلى عمليات للتنظيمات السنية السورية، التي ينتمي بعضها إلى الجهاد العالمي، ضد حزب الله وممثلي إيران. ويتابع «هذا يعني أن نصرالله فتح لنفسه جبهة أخرى.

المحكمة الدولية

وهناك سبب آخر يتعلق بالمحكمة الدولية  وبرأيه فإن نصرالله يواجه مشكلة صعبة مع المحكمة الدولية. ويقول إن المحكمة الخاصة تنشغل منذ مطلع 2014 في إجراءات استثنائية، يحاكم خلالها خمسة نشطاء، أحدهم ابن عائلة مغنية، بتهمة قتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في 2005. وإذا تمت ادانتهم فإن ادعاءات نصرالله بأنه سياسي يهتم بكل اللبنانيين ستظهر على أنها اكاذيب صفيقة. وأخيرا يشير لدور الناحية المالية وإلى ان حزب الله اولا هو تنظيم اجتماعي، ديني وسياسي، بالنسبة للشيعة في لبنان ولكي يحافظ على التنظيم يحتاج إلى المال. ويقول إن حزب الله واجه في السنوات الأخيرة سلسلة من قضايا الفساد، تم كشف جزء صغير منها. وبسببها، ولأسباب اخرى، قلصت إيران من تمويلها للتنظيم الذي يعاني اليوم مشاكل مالية صعبة.  برأي بيرغمان ان هذا هو ملخص الضوائق التي تواجه نصرالله، التي تثير الشك في أنه سيسارع إلى إشعال حالة حرب شاملة مع إسرائيل، او يخاطر برد محدود يمكن ان يؤدي إلى حرب كهذه.

حشود عسكرية

مقابل بيرغمان هناك عدد كبير من المحللين في إسرائيل يستبعدون إقدام حزب الله على دهورة الاوضاع نحو حرب شاملة على غرار حرب لبنان الثانية وذلك لانشغاله في سوريا ومواجهته معارضة قوية داخل لبنان.
ويرجح هؤلاء أن يبادر حزب الله بالتعاون مع إيران لعمليات ثأرية ربما تكون موجعة لكنها لا تنطلق من لبنان. ويرجح بعض هؤلاء أن تنطلق العمليات من الجولان أو تتم ضد أهداف إسرائيلية خارج البلاد ومع ذلك تستمر حالة التوتر والحشود الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان.
حالة التأهب إلى الدرجة القصوى
وقالت مصادر في اسرائيل إن جيشها ما زال في حالة تأهب قصوى على الشريط الحدودي مع لبنان وانه أجرى بعد ظهر الجمعة، مناورة عسكرية كبيرة في الشمال. وأطلق وزير الأمن، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، تهديدات لحزب الله وإيران وسوريا، خلال زيارتهما إلى الشمال.
وعلى غرار محللين كثر انتقد يوئيل ماركوس الحكومة الإسرائيلية متسائلا من هو المسؤول عن قيامنا بتحويل الشمال إلى جبهة مصابة بالذعر؟ من يتحمل المسؤولية عن عدم استغلالنا بعد الجرف الصامد (العدوان على غزة في الصيف الماضي) لإمكانية بدء محادثات على اتفاق مع فتح؟ من المسؤول عن كوننا سنخضع للتحقيق في المحكمة الدولية؟ من قرر انه يجب اغتيال ابن مغنية، الذي بدا شابا لطيفا ومحبوبا لدى قادة إيران؟
وتبعه المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل الذي لا يستبعد نشوب حرب شاملة في الشمال على غرار توقعات بيرغمان. ويعلل هارئيل وجهة نظره بالتذكير بأنه حتى قبل الحرب في غزة تكهن غالبية رجال المخابرات الإسرائيلية بأن حماس ليست لديها مصلحة في الحرب. ووقعت عملية مشابهة جدا، مع الفارق، في الساحة السياسية،والتي تحول فيها التكتيكي إلى استراتيجي.

سجل الاغتيالات

وتحت عنوان «سجل اغتيالات» يقول المحلل العسكري في «يديعوت احرونوت»، اليكس فيشمان انه اذا كانت اسرائيل حقا متورطة في عملية الاغتيال في الجولان، فإننا نقف أمام مشكلة بدأت، في الواقع، قبل سنة. وبرأيه شخص الإيرانيون ضعفا كبيرا في قدرتهم على تفعيل حزب الله حسب احتياجاتهم، لأن كل محاولة للتحرش بإسرائيل من الحدود اللبنانية كانت ستورط المنظمة مع الحكومة اللبنانية. لهذا بحثوا برأيه عن طريقة لخلق الردع أمام اسرائيل. ويتابع «هكذا فقط شخصوا في إسرائيل آنذاك، قيام حزب الله باتخاذ قرار استراتيجي بالتعاون مع الإيرانيين، لإنشاء بنية تحتية عسكرية في شمال هضبة الجولان، في المنطقة التي لا تزال تخضع لسيطرة الأسد. وينضم فيشمان لمن يحذر في إسرائيل بأنها على موعد مع تدهور للأوضاع الأمنية في شمال البلاد.

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية