أتاتورك ألهم الديكتاتوريات العربية و«أم بي سي» محطة الأسرة وتلفزيون «العربي» يرسل تحياته من لندن

بدأت قناة «أم بي سي» الأولى أمس عرض مسلسل عن حياة الزعيم التركي الراحل مصطفى أتاتورك يعتمد على مذكرات أحد الذين رافقوه في مسيرة حياته منذ طفولته وحتى وفاته.
يحكي صالح بوزوك، مرافق أتاتورك حكاية طفولة الزعيم التاريخي، بدءاً من بلدة سالونيك، التي ولد فيها.
ويقدم المسلسل شخصية الطفل، كما لو كان قائداً حربياً مشغولا منذ نعومة أظفاره بالإنتصار في الحروب، وتستمر الدراما على هذا المنوال مع تقدّم الشاب للمدرسة الحربية وصولاً الى مشاركته في إحدى المعارك الكبرى، التي شكلت تركيا الحديثة، وهي معركة «غاليبولي»، التي إنتصر فيها الأتراك على قوات تحالف دوليّ، وخسر يومها البريطانيون – الذين كان وزير دفاعهم ونستون تشرشل – أكثر من ثلاثين ألف جندي، بحيث حسمت تلك المعركة مصير تركيا الموحدة، وبدأت بصناعة أسطورة أتاتورك الشهيرة.
إضافة الى موضوعه، وحبكته الغريبة، التي تقدمها رسالة طويلة يكتبها مرافق أتاتورك شارحا لإبنه سبب إقدامه على الإنتحار بعد موت أتاتورك، يتميز المسلسل بكافة ميّزات الدراما التركية، من حيث اللقطات الجميلة، التي يديرها الخبير الألماني بيتر ستوغر، والحوارات الممتعة، كما يتميز بالألحان الشرقية، وببعض الفانتازيا الغرائبية، وكذلك بالحبكات السردية المصغرة التي تتعرّض لحكايات الغرام التي تدور حول أتاتورك.
على المشاهدين أن لا يركّزوا كثيراً على المصداقية التاريخية للمسلسل، لكن من الضروري أن يكون مناسبة لاسترجاع أثر هذه الشخصية التاريخية – ليس لدورها الحاسم في تأسيس تركيا الحديثة، والتي نال مصطفى كمال بسببها لقبه الشهير «أتاتورك» أبو الاتراك – ولكن أيضاً لدورها الحاسم في العدد الهائل من الإنقلابات العربية، التي بدأت بإنقلاب بكر صدقي العراقي، وصولاً الى إنقلابات جنرالات سوريا ومصر والجزائر وليبيا، والتي يقطف العرب الآن ثمارها الدامية في كل مكان.
يكشف المسلسل التركي لمشاهديه العرب جرأة وشجاعة وبطولة أتاتورك، ولكن جانباً كبيراً من شخصيته قد لا يمكن إظهارها، فهذا الديكتاتور العسكري كان على درجة من الثقافة والدهاء والأفق الواسع والنفوذ الكبير، وهي العناصر التي سمحت له بتغييرات سياسية كبرى، مثل إلغاء الخلافة الإسلامية، واستعمال الأبجدية اللاتينية بدل العربية، ووضع تركيا على مدرج الدول المتطورة، لكنّ مساره القسري هذا ترك انفصاما كبيرا في الشخصية التركيّة ما تزال تعاني منه حتى يومنا هذا.

وفي الليلة الظلماء تفتقد «أم بي سي»

إستبقت قنوات «أم بي سي» الدولة في السعودية في قطع بث برامجها وبث آيات قرآنية ما فاجأ مشاهديها وجزم برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الدار الآخرة، رغم عدم صدور أي بيان في المملكة، بل بالعكس خرج من يكذب النبأ ذاك المساء.
إمبراطورية قنوات «أم بي سي» المتنوعة جدا صارت في لحظة واحدة تبث اللقطات نفسها، وكأن رئيس تحريرها واحد، ومخرجها واحد، وغرفة عملياتها كذلك.
لكن ما لفت أنظار المشاهدين لتلك القنوات مدى بؤس التلفزيونات العربية والقنوات الأخرى في غياب برامجها، فشكل غيابها فراغا فنيا ودراميا متنوعا، خاصة لمتابعي برنامج «آراب غوت تالنت» وأفلام نهاية الأسبوع والمسابقات ومسلسلات الدراما العربية. وروائع أفلام «أم بي سي 2» الهوليوودية.
والمحطة – دون أن تقصد – عززت مكانتها لدى متابعيها، لأنهم اكتشفوا مدى الفراغ الذي تملأه في حياة المشاهدين العرب كمحطة منوعات لم تصل أي فضائية عربية مشابهة الى مستواها، خاصة أنها تجعل من الدراما العربية من مختلف الاقطار مادتها، بل ذهبت لتستأنس بمسلسلات تركية وكورية وصينية وإيرانية وهندية وغيرها.
وعلى الرغم من تشظي المحطات الفنية والمنوعة العربية، إلا أنها عجزت جميعا أن تأخذ مكان المحطة القديمة المتجذرة في أولويات المشاهد العربي.

حصان «التلفزيون العربي» الجديد

مع إنطلاق بث «التلفزيون العربي» من لندن ترنو عيون المشاهدين الى هذا الصرح الجديد بالكثير من الدهشة والتأمل والترقب.
الدهشة من جمال وروعة الصورة التي تطبع شاشته والتقنية الساحرة التي يعتمدها، خاصة البث عالي الجودة، الذي تفتقده كل المحطات العربية تقريبا، وشارات البرامج والفواصل التقنية المدهشة التفاصيل.
التأمل في ما يمكن أن يضيفه هذا الوليد الجديد الى سماء ملبدة بالمحطات العربية التي تغلب عليها صفة «المنغولية» لتشابها حد التطابق.
الترقب لما يمكن أن تسفر عنه، خاصة أنها تبث من الغرب، عكس المحطات العربية كلها، إضافة الى كونها محطة متنوعة، وليست إخبارية فقط، بل هي أقرب للجمع بين حرفية «الجزيرة» إخباريا وتنوع «أم بي سي» فنيا ودراميا.
البداية، لا شك، مبهرة، والزخم كبير، والآمال عريضة على ما ستقدمه وتتميز به، فهل ستكون على قدر المأمول منها؟

وداعا ديمس روسوس

غريب هي فتنة التلفزيون ومدى تأثيرها علينا، أول مرة سمعت فيها هذا الصوت الغجري الجامح بشكله الضخم وعباءته الفضفاضة وذقنه الكث، كنت طفلا أشاهد برنامج «نجوم وأضواء»على التلفزيون السوري، الذي كانت تقدمه المذيعة منى الكردي، ويعرض روائع الأغاني الأجنبية، فعلقت صورة الرجل تماما، كما صوته، في مخيلتي، وظلت أغنيته التي شدني لحنها ولم أفهمها حينها هي «فار أوي»، رافقتني حتى التقيته شخصيا في قاعة «البرت هول» الملكية في لندن، حيث نضمت له زميلتنا ندى منزلجي حفلا غنائيا، فالتقيناه قبله على العشاء وأثناء الحفل، حيث شاركنا الدبكة، بعد أن أشعل المسرح تفاعلا، وكان ودودا جدا، وتبادل معنا بعض الكلمات بالعربية، وتحدث عن أيامه في مصر مستخدما كلمة «نوستالجيا» لوصف تعلقه بمدينة الاسكندرية مسقط رأسه.
ديمس روسوس صوت سيبقى محفورا في الذاكرة والذائقة الفنية في تاريخ الموسيقى في الشرق والغرب.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

أنور القاسم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    سؤال ضروري وهو :
    من هو ممول تلفزيون العرب
    فعند معرفة الممول يعرف اتجاه القناة

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول حسام الحلاق الدانمارك:

    قد تكون انت شخصيا افتقدت قنوات ال mbcولكن بالنسبه لي احسست بفرحه كبيره انها اوقفت برامجها فقد ارتحنا من برامجها السخيفه

إشترك في قائمتنا البريدية