نواكشوط – «القدس العربي»: تواجه موريتانيا انتشاراً غير مسبوق لمتحور أوميكرون، حيث تجاوزت الإصابات اليومية المسجلة حاجز الألف بعد أن كانت قبل أيام دون الثلاثين، ووصل الأمر إلى درجة تنذر بالخطر، بعد أن لوحظ أن غالبية كبيرة من الفحوص المجراة في المستشفيات، وأن معظم الاستشارات الطبية الخاصة بالزكام والحمى، تسفر عن تأكيد الإصابة بالمتحور النشط. وينتشر الفيروس على شكل نزلات برد وزكام وحمى وآلام في العظام، إلا أن غالبية الإصابات خالية من ضيق التنفس ولا تستدعي سوى علاج منزلي، وهو ما حد حتى الآن من اكتظاظ المستشفيات، ومواقع الحجز الطبي.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية في آخر حصيلة لها عن تسجيل حالتي وفاة و1149 إصابة جديدة بكورونا، و68 حالة شفاء، بعد إجراء 4411 فحصاً، كلها فحوص تشخيص.
وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المسجلة في موريتانيا خلال الأيام العشرة الأخيرة حاجز 3000 إصابة، وتصاعد منحنى الإصابات بسرعة من 51 إصابة يوم الأحد 26 ديسمبر المنصرم، إلى 1149.
وسجلت حالات الإصابات النشطة قفزة مشابهة، حيث ارتفعت من 616 يوم الأحد 26 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، إلى 3177 يوم أمس الخميس، وخلال الفترة نفسها ارتفعت الحالات الحرجة من 15 حالة إلى 21.
وأعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة انتشار “كوفيد 19، عن بقاء اجتماعاتها مفتوحة لمراقبة الوضع. واستعرضت اللجنة، حسب آخر بيان لها أمس، “المؤشرات المتوفرة عن الوضعية الوبائية في موريتانيا، حيث لاحظت بأن منحنى الإصابة بهذا الفيروس يشهد خلال هذه الأيام تصاعداً كبيراً وبوتيرة عدوى أسرع من أي وقت مضى”.
وناقشت بهذا الصدد “الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من أجل كسر هذا المنحنى وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية الوطنية”.
وأوصت اللجنة لجنة الوزارية المكلفة بمتابعة انتشار الجائحة، بين أمور أخرى “بالسهر على التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية والاحترازية في المساجد والمدارس والأسواق ووسائل النقل العمومي ومختلف الفضاءات العمومية؛ وتوفير الكمامات ووسائل التعقيم الضرورية لذلك”.
وحثت “المواطنين على الإقبال على التطعيم الذي تقرر توسيعه ليشمل الأطفال الذين تجاوزوا سن 11 سنة، علاوة على فتح المجال للجرعة الثالثة، مع مضاعفة نقاط التطعيم وضبط انتشارها بحيث تكون في أماكن قريبة ومرئية من جميع المواطنين المعنيين”. وقررت اللجنة الوزارية “تكثيف الحملات التحسيسية حول خطورة هذا الوباء، وحول ضرورة الإقبال على التطعيم لتفادي مضاعفاته الخطيرة”. وأعلن محمد بلال، رئيس الوزراء رئيس لجنة الوزارية المكلفة بمتابعة انتشار “كوفيدـ 19، “أن اجتماع اللجنة سيبقى مفتوحاً، نظراً لحساسية المرحلة الصحية الحالية وتحسباً لأي طوارئ قد تتطلب اتخاذ مزيد من التدابير الضرورية لمحاصرة هذا الوباء وكسر منحنى انتشاره”، مطالباً “الجميع بالتزام اليقظة والتقيد بكل ما تقرره السلطات المختصة من إجراءات وقائية في هذ الصدد”. وأمام هذه الوضعية، أعلنت الحكومة الموريتانية عن تعليق اجتماعاتها وتعليق جميع المهام الخارجية للوزراء والمسؤولين السامين في الدولة.
وأجلت الحكومة يوم موريتانيا الوطني في معرض أكسبو دبي 2020 حتى إشعار آخر، دون تحديد تاريخ جديد. وأعلنت وزارة الشؤون الإسلامية عن “توحيد خطبة الجمعة وتركيزها على الدعاء بنية رفع البلاء عن البلاد وبلاد المسلمين وعن البشرية جمعاء، وشفاء جميع مرضى المسلمين”. وكان المكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية قد أعلن قبل يومين، عن إصابة الرئيس محمد ولد الغزواني بالفيروس”، مؤكداً “أنه أجرى فحصاً إثر تعرضه لزكام، وجاءت نتيجته موجبة”، فيما وصف المكتب الأعراض المصاحبة لإصابة الرئيس الغزواني بـ “الخفيفة”.
كما أصيب بالفيروس عدد من أعضاء الحكومة الموريتانية، دون أن يتم الإعلان رسمياً عن الوزراء المتعرضين لهذه الإصابات. يعاد إلى الأذهان أن مجموع عدد الإصابات المؤكدة في موريتانيا منذ بداية الجائحة يبلغ 42182، من بينها 39271 حالة شفاء، و872 حالة وفاة.