الإمارات تطلق منصة أخبار رقمية من أمريكا بعشرات ملايين الدولارات 

سليمان حاج إبراهيم
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”: أطلقت الإمارات منصة إخبارية من الولايات المتحدة تحت مظلة “أبوظبي للاستثمار” مع ضخ عشرات ملايين الدولارات على الموقع الذي رأى النور في العاصمة واشنطن.

“Grid” هو أحدث موقع إخباري تم إطلاقه بهدف أن يصبح منصة لتقديم العروض التفصيلية لأكبر القصص الخبرية في اليوم والغوص في سياقاتها.

وعلمت “القدس العربي” أن نارت بوران الرئيس التنفيذي لـ”الشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية” التابعة لأبوظبي، قام خلال السنتين الماضيتين بجولات في مدن أمريكا للإشراف على إطلاق المشروع.

وسبق أن شغل الإعلامي الأردني بوران مناصب في كل من “الحرة” في الولايات المتحدة الأمريكية، وسكاي نيوز عربية في أبوظبي.

ويكشف مارك بومان، الرئيس والمدير التنفيذي للمشروع الجديد، علناً أن التمويل إماراتي.

يكشف مارك بومان، الرئيس والمدير التنفيذي للمشروع الجديد، علناً أن التمويل إماراتي، وجمع حوالي 10 ملايين دولار في الجولة الأولى من التمويل من شركة إماراتية مقرها أبوظبي

وأخبر نيويورك تايمز الأمريكية أنه “جمع حوالي 10 ملايين دولار في الجولة الأولى من التمويل من شركة إماراتية مقرها أبوظبي”. ووظف لورا ماكغان، مديرة التحرير سابقا في Vox، لبناء غرفة الأخبار وتأسيس الهوية التحريرية لـGrid.

وقالت ماكغان في مقابلة: “مهمتنا ليست تغطية الأخبار بشكل متزايد، نعتقد أن الكثير من الأماكن تفعل ذلك بشكل جيد، نحن نشاهد الأخبار ونفكر، وننسق القصة”.

ويتخذ الموقع الإخباري الجديد الذي تموله الإمارات، من واشنطن مقراً له، وهو يضم فريق عمل يتألف من أكثر من 20 صحافياً، ولا يزال يوظف المزيد.

 

مشاريع إعلامية

“القدس العربي” علمت من مصادر عدة، أن إمارة أبوظبي رصدت ميزانية لإطلاق قناة إخبارية، تستقطب العاملين في المحطات السعودية الموجودة حالياً في دبي، وتحفزهم على البقاء في الإمارات وعدم الانتقال إلى الرياض.

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تهدف أيضاً إلى تثبيت مكانة دبي، بعد الهزة العنيفة التي تلقتها منذ أعلنت السعودية نقل القنوات المملوكة لها إلى عاصمتها الرياض.

وكانت الخطوة الإماراتية تسير وفق سيناريو يهدف إلى بعث قناة إخبارية شاملة على غرار “الحدث” التابعة للعربية، و“المباشر” للجزيرة، قبل أن تسارع الخطى مع إعلان الرياض سحب مشاريعها الإعلامية من دبي، وشغل هذا الفضاء.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن “الشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية” تخطط لتوسيع انتشارها، وشرعت في بعض الاتصالات مع موظفين من تلك القنوات.

وحتى الآن، استقر رأي حكام الإمارات أن تكون القناة الوليدة باسم “سكاي مباشر”، وهي محطة إخبارية على مدار الساعة، وتكثف من تغطياتها وفق أجندة الإمارات الخارجية، وبما يخدم مصالحها.

كما يدرس القائمون على المشروع إمكانية إطلاقه من دبي، ومنحه هامشاً أوسع، علاوة على استقطاب الكفاءات الشاردة من المؤسسات الإعلامية السعودية الراحلة قريباً إلى الرياض، وكذا الحفاظ على مكانة دبي. واهتزت سمعة الإمارة مؤخراً على ضوء توالي أنباء عن هجرة وشيكة لمعظم المؤسسات الإعلامية السعودية، على غرار مجموعة “إم بي سي” و”العربية” و”العربية الحدث”، إضافة إلى المواقع والمنصات الرقمية التابعة لها.

اهتزت سمعة دبي مؤخراً على ضوء توالي أنباء عن هجرة وشيكة لمعظم المؤسسات الإعلامية السعودية، على غرار مجموعة “إم بي سي” و”العربية” و”العربية الحدث”

الترويج للخطاب الإماراتي

وتتحرك الإمارات عبر ذراع أبوظبي، “الشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية”، لإطلاق عدد من المشاريع الإعلامية، وتمويل منصات رقمية، للتسويق لأجنداتها وسياساتها في المنطقة.

وسبق أن حمّل رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، وسائل إعلام إماراتية المسؤولية عن التطورات التي تشهدها تونس.

وقال الغنوشي: “واضح أن وسائل إعلام إماراتية تقف وراء الدفع نحو الانقلاب واستهداف مقار حركة النهضة”.

واستطرد بالقول: “تم استغلال المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لتحريض الشباب على الحكومة، ما مهّد لهذه القرارات الانقلابية، ونحمل (الرئيس) قيس سعيد كل ما ينجم عن قراراته التي لم نُستشر فيها”.

كما انتقد الكاتب البريطاني، أندرياس كريغ، تدخل الإمارات في نشر الروايات المعادية للإسلام في الأوساط البريطانية من خلال نفوذها هناك، منتقدا الصمت الرسمي إزاء ذلك.

جاء ذلك في معرض تعليق الكاتب البريطاني على مشاركة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد مقالاً من مجلة “سبيكتاتور” البريطانية، أفاد بأن “التطرف الإسلامي لا يزال التهديد الإرهابي الأول في المملكة المتحدة”.

وتطرق مقال “سبيكتاتور” إلى حادثة مقتل النائب البريطاني ديفيد إيميس على يد الصومالي علي حربي، منتقدا التقصير الرسمي في متابعة “المتطرفين” في البلاد، وعدم فعل ما يكفي لمنع “التطرف الإسلامي المحتمل”.

بالنسبة لأبوظبي، فإن إضفاء “الشيطنة” على الإسلام يرتكز على خوف عميق الجذور داخل مركز القوى في دائرة نفوذ حكام الإمارات

وكان كريغ قد انتقد في وقت سابق استخدام المسؤولين في الإمارات روايتهم حول “مناهضة الإسلام” و”مكافحة الإرهاب” كوسيلة لقمع المجتمع المدني داخل البلاد، وفي جميع أنحاء المنطقة، مشيراً إلى أنهم أقاموا شراكة مع حلفاء يثيرون الريبة في الغرب، بما في ذلك الجماعات اليمينية المتطرفة التي تحصل على دخلها من زراعة الخوف من الإسلام.

وكشف كريغ أن ”المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا وهولندا” لديه روابط مريبة مع مركز أبحاث آخر يديره ضابط مخابرات إماراتي سابق، وقال إنه بالنسبة لأبوظبي، فإن إضفاء “الشيطنة” على الإسلام يرتكز على خوف عميق الجذور داخل مركز القوى في دائرة نفوذ حكام الإمارات.

وأكد الكاتب في مقال نشره في المنصة الإعلامية” لوب لوغ” أن هناك تداخلات غريبة بين الرسائل الرسمية لحكومة الإمارات، التي تقترب من محاولة غير مرئية لصياغة سياسة الأمن الداخل للدول الأوروبية والمجموعات المناهضة للإسلام، وهي جماعات متطرفة تروج لنظريات المؤامرات الخطيرة، مثل أسطورة “يوربيا” والتحالف الأحمر والأخضر، لتوحي بأن المسلمين يسيطرون على الولايات المتحدة وأوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية