الناصرة- “القدس العربي”: تجددت المواجهات، مساء الخميس، بين أهالي النقب وقوات الأمن الإسرائيلية على خلفية الإقدام على تجريف أراضيهم ومزروعاتهم وتحريشها من قبل ما يعرف بـ”الصندوق القومي الإسرائيلي”.
وأصيب جراء المواجهات أربعة متظاهرين، جراح أحدهم متوسطة، بينما بلغ عدد المعتقلين 70 معتقلا.
وشن مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية هجمات على المتظاهرين بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، والتي طالت بيوت القرى البدوية في المنطقة.
وكانت المواجهات قد اندلعت في مطلع الأسبوع الجاري عقب قيام السلطات الإسرائيلية بتجريف أراضي قبيلة الأطرش في منطقة النقع وتحريشها ضمن عمليات الاستيلاء على الأرض وتهويدها. وشارك في الاحتجاجات، اليوم الخميس، آلاف من آهالي النقب وبقية أراضي الـ 48 وقادة العمل السياسي فيها.
وأكد الناشط الأهلي عطية الأعسم لـ”القدس العربي” أن “أهالي النقب باتوا ظهورهم للحائط وقرروا خوض المواجهة مع السلطات الإسرائيلية برجالهم ونسائهم وأطفالهم وبدعم من شعبهم في أراضي 48 دفاعا عن بقية أراضيهم وعن ديارهم وكرامتهم ومستقبل أهاليهم”. وحمل الأعسم على السلطات الإسرائيلية، التي تتصرف بوحشية “من أجل استكمال السيطرة على الأرض وتضييق الخناق على أهاليها وأصحابها الأصليين في نطاق تطهير عرقي بدأ عام 1948 حين هجرت نحو 90 ألفا من سكان النقب وبقي منهم 12 ألفا فقط باتوا اليوم نحو 300 ألف سيتضاعف عددهم بعد 20 سنة وهذا ما يقض مضاجعهم”.
وأدان الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الهجوم البوليسي العسكري على مظاهرة الجماهير العربية في النقب، بعد ظهر الخميس، وحمّلا “حكومة بينيت- منصور عباس” المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الدموي، كونه تنفيذا لأوامر مباشرة صادرة من سدة الحكم الإسرائيلي، في محاولة بائسة لإسكات الهبّة الشعبية الدائرة في النقب، تصديا لمخططات الاقتلاع ومصادرة الأراضي، وتحريشها بهدف طرد أهلها منها.
وقال الحزب والجبهة، في بيان مشترك، إن ما يشهده النقب في الأشهر الأخيرة، وخاصة في الأسابيع القليلة الأخيرة، من هبّة شعبية يؤكد الرفض الجماهيري الواسع لمخططات تصفية أراضي النقب العربية، التي باتت الآن تحظى بدعم مباشر من كتلة الحركة الإسلامية الجنوبية، أو ما تسمى بالقائمة “الموحدة”، تحت غطاء اعتراف مزعوم يسلب الغالبية الساحقة من الأراضي العربية.
وقالا إن العدوان على المظاهرة التي دعت لها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، لن يكون بمقدوره لجم هذه الهبّة الشعبية، كما لم تسكتها الاعتداءات العسكرية الدموية الدائرة في الأيام الأخيرة، وحملات الاعتقالات الجارية، وزج العشرات بالسجون، ونسبة كبيرة منهم من الفتيان وحتى الأطفال.
ووجه الحزب الشيوعي والجبهة التحية الكفاحية للجماهير المنتفضة في النقب، في منطقة الأطرش خاصة والنقب عامة، وأكدا أن هذه ليست معركة النقب وحده، بل هي معركة الجماهير العربية كلها، ومعها القوى التقدمية اليهودية. وعبر الحزب والجبهة عن التضامن الكامل مع المعتقلين والمصابين في عدوان اليوم.
من جهتها، قالت “الموحدة” إنها تجري مداولات هادئة مع الحكومة الإسرائيلية لـ”إحراز تسوية تحمي أراضي أهالي النقب”. وقالت إن ذلك سيتحقق خلال أيام قليلة. واتهمت “الموحدة” القائمة المشتركة بمحاولة استغلال محنة النقب من أجل القدح بـ”الموحدة وتسجيل نقاط على حساب الأهالي”.
وكانت الموحدة قد قالت، في وقت سابق، إنها عملت على وقف عمليات التجريف والتحريش. فيما قال عدد من الوزراء الإسرائيليين إن التحريش قد توقف مساء الأربعاء كما كان مخططا مسبقا، وإن هناك نية للاستمرار به، غير أن وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لابيد قد قال، صباح الخميس، لـ”إذاعة جيش الاحتلال” إن التحريش مستمر لكن الحكومة تبحث عن طريقة لتسوية الخلافات مع السكان المحليين.
وجاءت المظاهرة الشعبية استجابة لدعوة لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، التي قررت تصعيد النضال بسلسلة من الخطوات الاحتجاجية الميدانية، وتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات الدورية على مدار الأسابيع المقبلة، ضمن سياق برنامج تجسدي لتحفيز وتجنيد الجماهير للتصدي لمخطط التجريف والتحريش الذي يهدف لتشريد وتهجير سكان القرى مسلوبة الاعتراف.
كذلك، قررت لجنة التوجيه رفع سقف مطالبها بحيث تجاوزت وقف التحريش إلى الاعتراف الفوري بقرى منطقة النقع مسلوبة الاعتراف، وهي: خربة الوطن، الرويس، بير الحمام، بير المشاش، والزرنوق، والتي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، وكذلك تجميد هدم البيوت العربية في النقب.
يشار إلى أن هناك حوالي 40 قرية عربية فلسطينية في النقب مسلوبة الاعتراف ومحرومة من الكهرباء والماء وبقية الخدمات الأساسية وهي تخوض نضالا ضد المخطط الإسرائيلي “التهجير والتركيز” الهادف لتجميع نحو 150 ألف نسمة من سكان القرى مسلوبة الاعتراف على أقل مساحة من الأرض، وسلبهم أراضيهم الممتدة على مساحة 700 ألف دونم في النقب، الذي سيطرت السلطات الإسرائيلية على السواد الأعظم من أراضيه التي تبلغ مساحتها نحو 15 مليون دونم.
وين العالم العربي والاسلامي وين اوروبا وامريكا وين الأمم المتحدة من كل ما يجري من تطهير عرقي على مرءا ومسمع العالم وين ضمير ألعالم الله اكبر على كل جبار ولكم يوم قريب يا ظلمة باذن الله
كم من الأرض يريد هؤلاء؟
قال أزرائيل شحاك الكاتب اليهودي:
” لقد تحول الرب عند كثير من اليهود الى سمسار عقارات” .
هل يعقل أن يستمر هؤلاء في في مصادرة اراضي الناس و الاستحواذ عليها دونما أدنى خجل او شعور بالعار .. عيب هذا قبل أن يكون جريمة!