الثورات قد تنتكس لكنها لا تموت… وشهيد البحث العلمي معاشه 900 جنيه… والنيابة العامة تنتصر لروح بسنت خالد

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أيام من حلول الذكرى الخامسة، دبت الفتنة مجددا بين شركاء ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، إذ ذهب كل فريق لاتهام أشقاء الميدان بالمسؤولية عن ضياع الحلم الكبير، الذي سكن وجدان الملايين قبل مولد الثورة. وتكررت الاتهامات القديمة للثورة، ومن شارك فيها. وشهدت صحف الخميس 20 يناير/كانون الثاني العديد من المعارك التي طالت كثيرا من الرموز.
ومن أخبار القصر الرئاسي: استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس كوريا الجنوبية مون جيه، في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة. وكان الضيف الكوري الجنوبي قد وصل مطار القاهرة الدولي، في زيارة هي الأولى إلى مصر لرئيس سول الجنوبية منذ نحو 16 عاما. ومن أبرز المواجهات عودة الهجوم على فخر العرب، حيث وجه الإعلامي أحمد شوبير رسالة نارية إلى محمد صلاح نجم للمنتخب الوطني، بسبب عدم إجرائه أي لقاءات تلفزيونية مع الإعلام المصري. وقال أحمد شوبير: «أتمنى أن يجري محمد صلاح، لقاءات مع الإعلام المصري، عقب كل مباراة للمنتخب في بطولة كأس الأمم الافريقية، مثلما يفعل السنغالي ساديو ماني ورياض محرز نجم منتخب الجزائر، وبعض نجوم افريقيا الكبار». ووجه شوبير كلامه لمحمد صلاح، قائلا: «الإعلام المصري له حق عليك»، موضحا: «أنا بطالب محمد صلاح بعمل لقاءات مع الإعلام المصري منذ 2019». أما محمد أنور عضو مجلس إدارة نادي الزمالك فعلق قائلا: «محمد صلاح بيخاف على رجله مع منتخب مصر، وهذا طبيعي، لأنه لو تعرض لإصابة ستؤثر في مشواره مع ليفربول، خاصة أن المنافسين يلعبون بخشونة زائدة، وهذا ما شاهدناه من منتخب السودان». ومن أخبار الحكومة: أكد مجلس الوزراء، أنه لا صحة لإلغاء التعامل مع المشغولات الذهبية، التي تم دمغها بالدمغة التقليدية، وعدم الاعتراف بها تزامنا مع اعتماد المنظومة الجديدة للدمغ بالليزر، مُشددا على أن كل المشغولات الذهبية المدموغة بالدمغات التقليدية المتعارف عليها التي بحوزة التجار والمستهلكين سارية كما هي ومعتمدة. ومن الحوادث التي حظيت بمتابعة مكثفة: كشفت الأجهزة الأمنية تفاصيل جديدة في واقعة مقتل روان الحسيني بطلة العالم في كرة السرعة، التي عثر على جثتها أعلى سطح عمارة في شارع الجيش في دسوق في محافظة كفر الشيخ، عقب ضبط المتهم عن طريق 4 كاميرات مراقبة رصدته، وأنه حاول سرقة الضحية بالإكراه وعندما قاومته نزع عنها «غطاء الرأس» وخنقها وقام برطم رأسها في الحائط أكثر من مرة، وفي اليوم التالي أخبر والدتها هاتفيا بمكان الجثة أعلى السطوح. ومن معارك الفنانين: قال الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، إنه لا جديد بشأن قرار النقابة بشأن حسن شاكوش وحمو بيكا، مؤديي المهرجانات، وتابع «أنا معنديش شعبة مهرجانات في النقابة، وبالنسبة للاثنين دول موقفهم واضح، حمو بيكا يقدر كمان سنة يدخل امتحانات تاني، بس شاكوش اتلغى التصريح بتاعه، عشان عمل فعل فاضح على الرأي العام، وده غلط لا يغتفر، مش رأيي أنا، ده رأي الجمعية العمومية كلها، ليس القرار خاصا بهاني شاكر، الجمعية العمومية رفضت ما حدث، فلا تراجع ولا استسلام».
بيزنس مسيلمة

البداية مع المعركة المشتعلة ضد مدعي النبوة والذي اهتم بحاله محمود الحضري في “البوابة”، لا تخرج قضية مدعي النبوة نشأت مجد النور والعرافة أو المتنبئة الفلكية، كارمن شماس، عن عملية “بزنس” متفق عليها بين الاثنين، لكسب “الترند” على صفحات التواصل الاجتماعي، لتحقيق أرقام من المترددين على بوستات هذا “المجنون” وتلك الجاهلة، في عصر التكنولوجيا. وأي كلام آخر عن حكاية “النبوة” التي يدعيها نشأت مجرد كلام فارغ، وعنوان عريض لافت لاستقطاب قراء ورواد على صفحته، وصفحة شريكته في عملية نصب إلكتروني، واستغلال رفض الناس وحماسهم ضد من يدعي “النبوة”، بعد آخر الأنبياء الرسول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم. ويظهر البزنس في وضوح على لسان الفلكية اللبنانية كارمن شماس عندما تلعب بمشاعر الناس، وتقول “هنيئا للبنان بوجود الحكيم على أرضه، أجل هنيئا لنا نحن بوجود مرسل من السماء لمساعدة البشر والأرض، انطلاقا من أرض لبنان الحبيب”، وسبق أن قالت إنها تابعته على مدى أشهر، وزعمت، أنها اكتشفت أن طاقته الروحية تصل إلى درجة المعجزات. وتثير كلاما مثيرا لمزيد من السخرية قائلة “لو كنتم ترون لرأيتم وهج النور فوق لبنان منذ أسبوعين، ولشعرتم بقوة النور الإلهي، لو تأملتم قليلا لعرفتم الآن أنكم أكثر أمانا تحت جناح النور الساطع، هنيئا لنا ولجميع العرب والعالم أجمع برسول مرسل بعد 1500 عام”. كل التفاصيل لهذا المدعي، مثيرة للسخرية، فرغم أنه يدعي أنه يأتي بدين جديد، فإنه يستخدم اقتباسات من القرآن والأحاديث الشريفة، ويؤكد استعداده للاستشهاد لنقل أفكاره التي نزلت إليه بوحي من السماء، ويقول: “أكل الحيوانات سبب غضب السماء، فأصابت البشر بفيروس كورونا وأمراض الضغط والسكري والسرطان والقلب”، ويدعو للرفق بالحيوان وعدم أكله، ويقول “تعلم الكارما سيرتفع بالبشر ووعيهم إلى مستويات مختلفة، مضيفا أن الكارما والنباتية هما العمودان الأكثر أهمية في الإيمان”. ولاحظ استخدامه لفظ الكارما، رغم أنها مفهوم في المعتقدات الهندوسية، والبوذية، واليتانية والسيخية والطاوية، وهو تناقض بين ما هو معتقد ديني سماوي، ومعتقد ثقافي. وتزداد السخرية منه حينما يزعم أنه قادر على الكلام مع الحيوانات والنباتات، مدعيا أن كل الكائنات اعترفت بمعجزته، حتى الحجر والحيوان، ومن سخرية القدر أنه عربي، ويقول “العرب لن يؤمنوا بي”، ويزعم أن أمرا بتدمير الأرض كان قد صدر بالفعل في عام 2000، لكن من أين؟ لا يجيب.

قميص الابراشي

اهتم عبدالمحسن سلامة في “الأهرام”، بالدفاع عن الأطباء في مواجهة الهجمة التي يتعرض لها فريق منهم مؤكدا، أن هناك فرقا ضخما بين محاسبة طبيب مخطئ في مقر نقابة الأطباء، ووزارة الصحة، وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحافة والإعلام، لـ«ترويع» الأطباء، و«تخويفهم». الدكتور وليد عبدالغفار، طبيب مصري مقيم في كندا، أرسل لي رسالة، محذرا فيها من حملة ممنهجة لتدمير القطاع الطبي في مصر، مشيرا إلى أن المنظومة الطبية نجحت – رغم ظروفها التي لا تقارن بظروف الدول الأوروبية والأمريكية – في مواجهة أخطر أزمة طبية عرفتها البشرية حديثا، بسبب وباء كورونا، مشيرا إلى ثبات المنظومة الطبية المصرية، وعدم انهيارها، كما حدث في دول أخرى أكثر تقدما من مصر. الدكتور وليد أشار إلى أن المضاعفات الطبية كانت، وستظل، جزءا من الممارسة الطبية في العالم كله، وليس معنى ذلك السماح بالأخطاء، ولكن، في المقابل، يجب عدم «التهويل»، وأن تكون المحاسبة على الأخطاء داخل الجهات الطبية المختصة، وتوقيع العقوبة المناسبة بشكل متدرج يصل إلى إلغاء ترخيص مزاولة المهنة، موضحا أنه لم يسمع، في مسيرته الطبية في كندا، عن طبيب يتم عرضه على النيابة، إلا في حالات محددة، أبرزها مزاولة المهنة دون ترخيص، أو في حوادث اغتصاب المريضات. كلام الطبيب المصري المقيم في كندا مهم، فهو مرتبط بمصر، ويتابع أخبارها، ودائم التردد عليها، ولا بد من الإنصات إلى صوت العقل في القضايا المهنية، بعيدا عن الانفعال، و«التشنجات»، والبحث عن «الترند» في السوشيال ميديا، أو «الفتوى» بغير علم في الصحافة، ووسائل الإعلام. وزارة الصحة، ونقابة الأطباء هما الجهتان المعنيتان بالتحقيق في قضية الزميل الراحل وائل الإبراشي، وعليهما وحدهما تقع مسؤولية تحديد وقوع خطأ من عدمه، أما محاولة ارتداء قميص وائل الإبراشي، وجعل الخطأ الطبي قضية «رأي عام»، فهو معالجة خاطئة لقضية لا تحتمل إلا رأي العلم، والعلماء، والجهات المتخصصة.

فهم مختلف

أعلنت جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة أن جراحين أمريكيين نجحوا في زراعة قلب خنزير معدل وراثيا في إنسان مريض، في أول عملية من نوعها وبدوره قال العالم الأزهري الدكتور مصطفى راشد في “المصري اليوم”: يستمر فضل حيوان الخنزير على الإنسان، بعد أن تم استخلاص أيضا مادة «الأنسولين» لمرضى داء السكري من بنكرياس الخنازير. أيضا سبق أن قام باحثون أمريكيون بعملية زرع لجلد الخنزير على الجسد البشرى منذ عامين، ثم يأتي بعد ذلك من يحرم الحيوان لتفسيره الخاطئ لثلاث آيات وردت في القرآن الكريم الأولى قوله تعالى في سورة البقرة آية 173 (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ أن اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وأيضا الآية 115 سورة النحل (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، وأيضا الآية 3 سورة المائدة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ)، فهذه الآيات الثلاث في القرآن الكريم، على سبيل الحصر، التي بسبب فهم بعض رجال الدين الخاطئ لها حرموا الخنزير، في حين أن الآيات لم تحرم الخنزير، بل حرمت لحم الخنزير، لأن المفهوم العربي لمنطقة الخليج وقت نزول الآيات كان يطلق على اللحم الفاسد لحم الخنزير أي المخنزر الخانز. ولذلك يطلق أهل الخليج حتى يومنا هذا على اللحم الفاسد لفظ اللحم الخانز أو المخنزر، فالآيات الثلاث تتكلم عن لحم الخنزير أي اللحم الفاسد وإلا كانت الآيات حرمت الخنزير كحيوان، لكنها قالت لحم الخنزير تحديدا، أيضا وجود الآية 5 من سورة المائدة التي أحلت طعام أهل الكتاب الذي يحتوي على الخنزير، والذي أوردناه في بحث مسجل لنا منذ 18 عاما، وهو قوله تعالى (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ)، وهو ما يعنى أن تحريم لحم الخنزير في الآيات الثلاث يسيء لفهم القرآن الكريم، وكأن هناك تعارضا بين الآيات، لكن التعارض في الحقيقة في تفسير وفهم البعض، حاشا لله. اللهم بلغت اللهم فاشهد.

ستشكو لربها

ماذا ستحكى المسكينة «شروق» لرب المساكين تعالى في سمائه؟ أجاب الدكتور محمود خليل في “الوطن”: شروق هي الطفلة التي خرجت من دارها في إحدى قرى المنوفية ذات صباح في صقيع أيام يناير/كانون الثاني، بحثا عن 50 جنيها تحصل عليها من العمل في إحدى مزارع الدواجن.. وشاء الله أن تركب السيارة التي سقطت من فوق معدية المناشي وابتلعت مياه النيل من فيها، ومن بينهم شروق، ظل جثمان الطفلة المسكينة مختفيا لمدة أسبوع، وسط دعاء أسرتها وأهالي قريتها لرب المساكين أن يحن عليهم بالعثور عليه، ليواروه التراب إلى جوار عظام آبائها وأجدادها.. كانت نار الحزن تتأجّج في صدر أمها والجثمان الضعيف الذي استسلم للماء منذ اللحظة الأولى يتهادى مترا بعد متر، حتى قطع مسافة تزيد على 10 كيلومترات، بعيدا عن موقع سقوط السيارة، حيث طفا على صفحة الماء، طالبا الستر. إنه الستر.. نعم.. ذلك ما ستحكيه شروق لربها.. فالستر هو مفتاح السنوات المعدودات التي عاشتها شروق فوق ظهر الحياة. تفتّحت طفولتها على دعوات أمها بالستر، سمعت دعوات الآباء لبناتهن بالستر الجميل، وأن يرزقهن الحنّان المنّان بأولاد حلال يراعون الله تعالى فيهن.. خرجت من بيتها ورفاقها بحثا عن 50 جنيها.. وبعد يوم عمل شاق (في عز الصقعة) تيسر لهم الحصول على ما يقيم صلبهم أو يبذلونه بنفس راضية لأسرهم، كي تستعين به على مواجهة أعباء الحياة..

حدث ما حدث

واصل الدكتور محمود خليل سرد مأساة الصبية: استيقظت شروق من نومها وهي ترتجف، فنحن نحيا أيام «طوبة».. وصقيع طوبة لا يرحم.. أحست المسكينة بالبرد ينخر جسدها النحيل، لكن متطلبات الحياة لا ترحم، نزلت إلى «الطل» وشرعت تعمل بحثا عن الخمسين جنيها.. مرّ النهار وغابت الشمس، وأذن اليوم بالانتهاء، انطلقت مع الصغار الذين يعملون في المزرعة وركبت «النصف نقل» للعودة إلى قريتهم، وصعدت السيارة على ظهر المعدية، وحدث ما حدث، وغرقت المسكينة في النيل. كانت تبحث عن الستر في الحياة.. وعندما حلّت ساعتها وغادرت إلى ربها مكث جثمانها أسبوعا كاملا يبحث عن «الستر» حتى عثر عليها أحد الصيادين. ستحكي شروق قصتها لربها – وهو بها عليم – وتقص حدوتة الانكشاف، التي يعيشها الباحثون عن الستر، في مدرسة تمنح خدمة تعليمية حقيقية تغني عن البحث عن مال من أجل تمويل الخصوصية، وعن مستشفى يمنح رعاية حقيقية للأجساد المنهكة التي يثقلها ثمن الدواء.. وعن عمل يمنح الدخل الذي يحقّق الحد الأدنى من الستر.. وعن يد تمتد لمن قضى الخالق عليه الموت لتنتشل الأجساد وتسترها في باطن الأرض. لكل أجل كتاب.. ومؤكد أن شروق ورفاقها ممن قضوا في مأساة المعدية صعدوا في اللحظة التي حل فيها أجلهم.. لكنها ورفاقها عاشوا وماتوا معبّرين عن حالة وجع من الواجب أن تسترعي نظر الجميع، حتى لا يخوض غيرهم مأساتهم. شروق ورفاقها رحلوا إلى ربهم.. وهو أحن عليهم من آبائهم وأمهاتهم.. وما عند الله خير وأبقى.. وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.. لكنّ أيادي أخرى كثيرة باتت مطالبة بأن تمتد إلى ملح الأرض من أشباههم حتى لا تتعدد شكاواهم المزلزلة إلى رب العباد.. وفي ذلك خطر لو تعلمون عظيم.

فلنستعد للمؤلم

سعى عماد الدين حسين للإجابة على السؤال الذي يشغل الكثيرين: كيف سنتأثر بارتفاع الأسعار العالمية؟ مجيبا في “الشروق”: نعم.. سنتأثر، بل بدأنا نتأثر بالفعل. مصر جزء من العالم، ولأنها تستورد العديد من السلع الأساسية، فالمؤكد أن درجة تأثرها ستكون كبيرة. ونظرة سريعة على موقف السلع الأساسية في مصر، ستقدم لنا إجابة عن السؤال. نحن، الدولة الأكثر استيرادا للقمح عالميا واستوردنا طبقا لإحصاءات 2021 حوالي 5.5 مليون طن، مقابل 3.5 مليون طن، تم توريدها محليا من الفلاحين. الخبر المؤسف أن سعر طن القمح سجل ارتفاعات متوالية خلال عام 2021 وسعره الآن عالميا يزيد بنسبة 42% مقارنة بسعره قبل عام، وإن كانت هناك توقعات أن يبدأ مرحلة الاستقرار وربما التراجع في مارس/آذار المقبل. وارتفعت أسعار الدقيق بنسبة 7% للطن بسبب ارتفاع أسعار القمح، ما أدى آليا إلى ارتفاع سعر المكرونة بنسبة 5%. أما عن الزيت، فقد اضطرت وزارة التموين لزيادة سعر زجاجة الزيت المدعم من 21 جنيها إلى 25 جنيها، اعتبارا من أول نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وهي الزيادة الثانية، حيث سبق ورفعت الحكومة سعر العبوة للتر من 17 جنيها إلى 21 جنيها في يونيو/حزيران الماضي، والسبب هو ارتفاع عالمي حيث قفز سعر طن الزيت الخام من 21 ألفا إلى 25 ألف جنيه، علما أن مصر تستورد أكثر من 87% من استهلاكها. ومن القمح والدقيق والمكرونة والزيت إلى السكر، حيث أعلن الدكتور علي المصيلحي وزير التموين رفع سعر كيلو السكر في المجمعات الاستهلاكية بمقدار جنيهين من 8.5% جنيه إلى 10.5%جنيه، بداية من شهر يناير/كانون الثاني الجاري. علما أن سعره الحر يتراوح بين 11 و13 جنيها، حسب الوزير الذي قال إنه من الظلم أن يتحمل المصنِّعون خسائر، لأن سعر شراء القصب من المواطنين ارتفع، وقفز سعر طن السكر الأبيض إلى 8200 جنيه في بداية سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن كان سعره 11 ألفا فقط. ويبلغ حجم استهلاك مصر من السكر 3.2 مليون طن، منها 2.4 مليون طن وأسعار الفول المستورد ارتفعت بنسبة تتراوح بين 15 و20%، والأخطر أن مصر تستورد 82% من احتياجاتها من الخارج. اللحوم الحمراء ارتفعت أيضا بحوالى عشرة جنيهات للكيلوغرام الواحد.

أبطالها ضحاياها

ما أشبه الحدثين الكبيرين اللذين شهدتهما البلاد وذكرنا بهما عبد الله السناوي في “الشروق”: كانت «انتفاضة الخبز»، التي انفجرت في أرجاء مصر على غير موعد وتوقع يومي 18 و19 يناير/كانون الثاني (1977)، حدثا مزلزلا بوقائعه وتداعياته في التاريخ الحديث، بأحجام من شاركوا في تلك الانتفاضة الشعبية فإنها تكاد تضاهي ثورة 25 يناير (2011)، غير أن مطالبها تحددت في إلغاء قرارات رفع أسعار السلع الرئيسية. عندما ألغيت القرارات توقف الحدث كله، لكن آثاره تحكمت في ما بعده. هزت عاصفة الغضب أركان نظام أنور السادات، لكنها لم تسقطه.. فيما نجحت عاصفة أخرى في يناير آخر بعد (34) سنة من إسقاط خلفه حسني مبارك، دون أن تتمكن من بناء نظام جديد ينتمي لما تدعو إليه. بأي تعريف كلاسيكي للثورة من حيث هي تغيير جذري في بنية العلاقات الاجتماعية، فإن انتفاضة الخبز يصعب وصفها بالثورة، لكنه يمكن النظر إليها كـ«ثورة ناقصة»، لا استكملت رؤيتها السياسية ولا فرضت ضرورات التغيير الاجتماعي. القياس نفسه يصح على يناير/كانون الثاني (2011)، فقد اختطفت الثورة مبكرا من جماعة «الإخوان المسلمين» وأجهض فعلها بتداعيات الحوادث والأخطاء المتراكمة وجرى التنكيل بشرعيتها. بترجمة سياسية فإنها «ثورة مختطفة» لا حكمت وفق مبادئها وأهدافها، ولا غيرت البنية الاجتماعية، ولا التحقت بعصرها في طلب الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، غير أن قوتها الكامنة ما زالت حاضرة في صدور وضمائر الأجيال الشابة، بما يلهم المبادئ نفسها. إنكار ما هو كامن بالإلهام استخفاف بحقائق التاريخ. هذا هو المعنى الوحيد الذي يجعل من وصف (25) يناير بالثورة عملا مستحقا. في «انتفاضة الخبز» بدت المفارقة حادة بين شرعية طلب الحق في الخبز والحياة والعبارات التي استخدمها أنور السادات في إدانة احتجاجاتها. لم تتوافر المفارقة بالطريقة نفسها في ثورة يناير، فقد وصفت بأنبل الأوصاف في البداية قبل أن تنقلب الآية إلى عكسها تماما، فهي مؤامرة كادت أن تضيع البلد.

لصوص حاقدون

حرص عبد الله السناوي على أن يلفت انتباهنا إلى سيئات الرئيس “المؤمن”: “كان السادات الرئيس الأوحد في العالم الذي وصف شعبه بالحرامية.. ومعارضيه بالحقد”، بتعبير المفكر الاقتصادي الراحل الدكتور جلال أمين. وكان هو الرئيس الذي قال: «من لم يغتنِ في عهدي لن يغتني أبدا»، كأنه يؤسس للنهب العام كما توصل عدد كبير من المفكرين والشخصيات العامة في ذلك الوقت. كان عصر اللصوص قد بدأ فعلا، في حسابات المصالح والبيزنس، لا في الشوارع التي ضجرت من غلاء الأسعار. لم تكن انتفاضة الخبز، «الثورة الناقصة»، محض ردة فعل على قرارات اقتصادية استهترت على نحو فادح بمعاناة المصريين بأثر التضحيات التي بذلوها في سنوات الحرب، بقدر ما كانت احتجاجا على مجمل الأجواء والسياسات العامة، التي يتحمل مسؤوليتها السادات نفسه. القوة الشابة الضاربة التي اقتحمت مسارح الغضب في ثورة يناير، «الثورة المختطفة»، يعود أغلبها بالتكوين الأساسي إلى المظاهرات التي عمت المدارس العامة في مصر مطلع القرن الجديد غضبا على اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بطريقة بشعة وهو يرتعد خوفا في حضن والده. بملاحظة ثاقبة من الأديبة الراحلة الدكتورة رضوى عاشور، فإننا إذا أضفنا عشر سنوات على ذلك الجيل من طلاب المدارس فإنهم هم أنفسهم من تصدروا مشاهد يناير/كانون الثاني (2011). انتهى الكاتب لحقيقة يهرب منها الحكام في الغالب: الثورات قد تنتكس لكنها لا تموت. هذه حقيقة يصعب إنكارها.

شكرا يا ريس

من المتفائلين أمس عبد القادر شهيب في “فيتو”: استقبل قرار الرئيس السيسي برفع الحد الأدنى للأجور بترحيب كبير وإشادة ضخمة من قبل الإعلام والصحافة والبرلمان، وهو يستحق بالفعل ذلك لأنه سوف يحقق مع العلاوات الدورية زيادة في الدخول الحقيقية لكل العاملين في الحكومة، وقطاع الأعمال العام، هم في أشد الحاجة لها في ظل اتجاه معدل التضخم للارتفاع وارتفاع العديد من أسعار السلع الأساسية، وفي مقدمتها السلع الغذائية.. وقد أفاض من رحبوا بهذا القرار المهم في سرد وشرح ضرورة زيادة الحد الأدنى للأجور، الذي سوف يعدل أجور كل العاملين في مختلف الدرجات الوظيفية، وإن هذا القرار جاء في وقته وجاء استجابة لما يتطلع له العاملون في الحكومة وقطاع الأعمال العام وأيضا في القطاع الخاص. وهنا ثمة سؤال وهو لماذا سكت كل هؤلاء المرحبين بقرار رفع الحد الأدنى للأجور عن المطالبة بذلك، ولم يتحدثوا إلا بعد أن أصدر الرئيس السيسي قراره، رغم أن من مهامهم أن ينقلوا ما يتطلع إليه الناس إلى إدارة الدولة مثلما يقومون بشرح قراراتها للناس.. وأهم ما يهتم به الناس هو أن تتم مساعدتهم على تحمل موجة التضخم الجديدة الواردة لنا من الخارج، بعد أن أصابت الإقتصاد العالمي. الرئيس السيسي لا يكف عن القول دوما منذ أن تولى مسؤولية إدارة شؤون البلاد، إننا نحن المصريين كلنا شركاء معا في بلدنا، وكل ما تحقق هو نتاج جهد كل المصريين الذين لم يشاركوا فقط في العمل وإنما شاركوا أيضا في تحمل الأعباء الضخمة للبناء والإصلاح الافتصادي.. والشركاء يجب أن يلتزموا الصدق مع بعضهم بعضا، والصدق يلزمنا دوما ألا نكتم الشهادة، أو نلتزم الصمت أو نتحدث عادة متأخرين. وأكثر شيء تحتاجه القيادة منا هو الصدق، خاصة الصدق في نقل ما يهم الناس، حتى تكون هذاه الاهتمامات دوما تحت النظر والدراسة لتلبيتها، ولنتذكر أن ذلك أحد مظاهر حيوية المجتمعات وأيضا أحد أسباب الاستقرار المجتمعي.

حتى نلتقي

نتحول إلى “الأخبار” حيث اهتم الدكتور محمد حسن البنا بإلقاء نظرة وداع أخيرة على عالم رحل مبكرا: في هدوء تام رحل الشاب (39 سنة) شهيد البحث العلمي، لم يكن مشهورا، لكنه كان يجاهد في دراساته وأبحاثه العلمية كي يحقق لنا الغذاء الآمن من البكتيريا والآفات التي تصيب التربة الزراعية، الشهيد بإذن الله الدكتور أحمد إبراهيم السيد في معهد الأراضي والمياه والبيئة. الغريب أن أحدا لم يشعر به من المسؤولين في مركز البحوث الزراعية ولا المركز القومي للبحث العلمي، ولا المسؤولين في وزارتي البحث العلمي والزراعة. لم أتشرف بمعرفة الدكتور الشهيد أحمد، لكن الصديق الدكتور أيمن علي عمر أستاذ إدارة الأعمال حكى قصته، ونعاه بحزن شديد، قال: كان باحثا في مركز البحوث الزراعية، توفي شهيدا للواجب البحثي في معهد الأراضي والمياه والبيئة، حيث أصيب بعدوى بكتيرية نتيجة عمله في بحث خاص، بعزل سلالة من أنواع البكتيريا الموجودة في التربة، التي يمكن استخدامها كأحد أنواع المكافحة الحيوية لأعداء النباتات من الأمراض والآفات، والتي لم يسجل من قبل ضررها على الإنسان، أثرت العدوى في جهازه المناعي، وتدهورت حالته وأصبح لا يستجيب لأي نوع من أنواع العلاج، ليتمكن منه المرض. استمر شهيد البحث العلمي الزراعي يعاني أشد المعاناة الجسمانية والمالية، التي استمرت لأكثر من عام حتى وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض الذي نهش بنيانه الجسدي، وحوله إلى هيكل عظمي، دفع الدكتور أحمد حياته ثمنا لأن يتمتع ملايين المصريين بغذاء صحي آمن ونظيف خالٍ من متبقيات المبيدات، التي دمرت جميع عناصر البيئة والإنسان، شهيد البحث العلمي الزراعي هو رب لأسرة مكونة من زوجة وطفلين مازن وياسين وهما في المرحلة الابتدائية، ومعاشه لأسرته لا يتعدى الـ900 جنيه ما أكثر النماذج والحالات المماثلة لمأساة الفقيد وأسرته، وما أكثر المطالبات والشكاوى بتحسين وضع الباحثين وتحسين معاشاتهم لأسرهم من بعدهم. آن للمسؤولين النظر في تحسين المستوى المعيشي للباحثين العلميين، وأن تهتم الدولة بالبحث العلمي والعملية التعليمية برمتها، ورفع بدل العدوى لهم لأنه للأسف صفر، لعل قضية الدكتور أحمد تدق ناقوس الإحساس بالمسؤولية لدى المسؤولين في الحكومة بتقدير ما يقوم به الباحثون للبشرية جمعاء.

فليرحمها الله

انتصرت النيابة العامة، كما أشار محمود عبد الراضي في “اليوم السابع”، لروح بسنت خالد طالبة الغربية، بإحالة المتهمين في القضية للجنايات، وذلك بعدما تسببوا في وفاتها، عقب ابتزازها بصورها. وأكد الكاتب أن هذا التحرك السريع والجهود الرائعة من النيابة العامة، بمثابة رسالة ردع، لكل من تسول له نفسه العبث بقيم المجتمع وثوابته، وتحافظ على حرمات الحياة الخاصة، وتحمي منازلنا الآمنة، وتؤكد هيبة القانون وسريانه. النيابة العامة، وهي تقدم جهودا رائعة في الحفاظ على نسيج المجتمع، لم تنس تقديم نصائحها لأولياء الأمور بالرفق بأبنائهم، والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم، وما يُخطئون في اقترافه بمغفرةٍ واحتواءٍ، دون أن يتركوهم نهبا لعُزلةٍ ووَحدةٍ تُفضيان بهم إلى عواقب وخيمة، ومناشدة الشباب تحمل مسؤولية الحفاظ على أرواحهم التي هي أمانة لديهم يوفون حقوقها أمام بارئها، وتنبههم إلى أن التخلص منها عن إدراكٍ وإرادةٍ سليمة إن لم يكن جريمة جنائية، أو فعلا مُخرِجا من الملة الدينية، لهو كبيرةٌ من عظائم الذنوب؛ لإزهاقِ رُوحٍ لا يملكُ حقَّ قبضِها إلا بارئُها، وأن هذا السبيل الموهوم للتخلص من الضغوط والهموم هو مكيدة من الشيطان، قد يلقى مرتكبها ربه آثما، ويترك أهله في لوعات فراقه، فتجنبوه، واعلموا أن لكل ضائقة مخرجا، ولكل كربٍ فرجا، وأن بعد العسر يسرا. العظيم في الأمر، كما يقول الكاتب تلك اللفتة الطيبة من النيابة العامة بمناشدة المشرِّع المصريِّ إلى إعادة النظر في تغليظ عقوبات جرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد، إذا ما أفضى بالمجني عليه إلى التخلص من حياته، كمثل حالة المجني عليها في الواقعة، وكذا النظر في تجريم بيع وتداول حبوب حفظ الغلال لغير المختصين باستخدامها، وتشديد العقاب على بيعها للأطفال، بعدما لاحظت في تحقيقات تلك الواقعة وغيرها سهولة بيعها وتداولها بين الكافَّة دون قيود.

إجازة لعقلك

وجهة نظر مختلفة لقضية شغلت الكثيرين واهتم بها فاروق جويدة في “الأهرام”: عندي مشكلة قديمة أنني لا أستطيع وقف عقلي عن التفكير، حتى إنني أتصور أنني أفكر وأنا نائم.. وما بين النوم والعقل الذي لا يتوقف أصحو من النوم وأكمل يومي وكأنني لم أنم. كثيرا ما قرأت عن العلاقة بين المخ والتفكير، والإحساس، الأطباء اختلفوا أين يوجد مركز التفكير، أفي القلب، أم في المخ؟ هناك من قال إن القلب مجرد عضلة تضخ الدماء في أنحاء الجسد، وهناك من قال إن في المخ مركز القيادة.. وكثيرا ما تحاورت مع صديقي الغائب الحاضر أحمد زويل عن مصدر الإبداع في المخ، وكان يقول إن العلم لم يصل حتى الآن إلى كل الحقائق في عمل المخ، فما زال غامضا، وكان يقول لو رجع بي العمر لتخصصت في البحث في هذا العالم الغامض الذي يسمى المخ.. وقد حاول الدكتور مصطفى سويف أن يتتبع مصادر الإبداع عند نخبة من المبدعين الكبار، ولم يحسم الكثير من جوانب القضية وسار على دربه الدكتور مصري حنورة.. وعلى الرغم من كل الدراسات التي حاولت أن تبحث مصادر الإبداع، وهل هي في القلب أم المخ، ويبدو أنها حتى الآن لم تصل إلى نتيجة، ورغم أهمية المخ في تكوين الإنسان، فإنني أعتقد أن مشكلتي الحقيقية أنني أفكر بقلبي وأن عقلي الذي لا ينام ويظل في حالة فكر دائم يختلف كثيرا عن قلبي، الذي أفكر وأحب وأحزن وأفرح به.. إنه مصدر السعادة والشقاء وقبل هذا هو الذي يفكر ويبدع.. في الأسبوع الماضي تم زرع قلب خنزير في جسم إنسان في أمريكا، وثار جدل كبير حول قلب الخنزير من الناحية الدينية، ونسي الجميع سؤالا مهما كيف يحب الإنسان بقلب خنزير، وهل يشتاق ويتألم ومن أين يأتى بذكريات العمر وتجارب الزمن، وإذا التقى يوما بقلب أحبه هل يشعر بالحنين وهو يحمل قلب خنزير.. سوف يبقى الخلاف كبيرا بين العلماء، هل نحن نحب بعقولنا أم بقلوبنا، وأين مركز الإحساس الحقيقي في القلب أم في المخ؟ لقد وصل الطب إلى نتائج متقدمة في اكتشاف القلب دورا وإحساسا، أما المخ فما زال سرا غامضا لم يكتشفه العلماء بعد وإن بقيت مشكلتي أن عقلي يفكر طول الوقت، رغم أنني أكتب وأبدع وأحب بقلبي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Edward Jenner II:

    هناك قرار ماسوني صهيوني أميركي اوروبي اسرائيلي ،بتخريب جميع الدول التي ثارت والتي كانت تعارضهم مثل سوريا وليبيا واليمن ،ومساعدة انظمة الدول التي ثارت والتي كانت تساندهم او تقف موقف الحياد او لا تشكل خطرا علبهم

إشترك في قائمتنا البريدية