تصعيد بين الخطوط الجوية القطرية و”إيرباص” مع إلغاء طلبية كبيرة

حجم الخط
0

باريس: في قرار غير مسبوق في صناعات الطيران، ألغت مجموعة إيرباص الأوروبية طلبية للخطوط الجوية القطرية تشمل خمسين طائرة من نوع “إيه 321 نيو”، في تصعيد بين المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية وأحد أكبر عملائها الذي ينتقدها لعيوب في طائرات “إيه 350”.

يندرج هذا القرار في إطار الخلاف بين المجموعة المصنّعة للطائرات وشركة الطيران التي أوقفت بعض طائراتها من طراز “إيه 350” بسبب تدهور الأسطح الخارجية لهياكل هذه الطائرات وبدأت إجراءات قانونية ضد إيرباص أمام القضاء البريطاني.

وجاء رد المجموعة الأوروبية قوياً. إذ أكد متحدث باسم إيرباص معلومات نشرتها وكالة بلومبرغ للأنباء المالية، قائلا: “نؤكد فسخنا لعقد يشمل خمسين طائرة ايه321 مع الخطوط الجوية القطرية، بموجب حقنا”.

بشكل عام، يتم إلغاء الطلبيات عادة من قبل الشركات العميلة عندما لا يكون لديها الوسائل لتمويل الشراء أو لم تعد بها حاجة إلى الطائرة.

وحسب سعر العرض الذي نشرته إيرباص آخر مرة في 2018 ولم يتم تطبيقه بسبب حسومات، كانت قيمة هذه الطلبية تبلغ أكثر من ستة مليارات دولار.

ويعود هذا الخلاف بين المجموعة المصنعة للطائرات وشركة الطيران إلى الصيف الماضي. ففي بداية آب/ أغسطس، أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها تلقت أمرا من الجهة المنظمة في بلدها بمنع تحليق 13 من طائراتها من طراز إيرباص “إيه 350” بسبب التدهور السريع لأسطح جسم الطائرة.

حاليا تم تجميد 21 من هذه الطائرات المخصصة للرحلات الطويلة حسب شركة الطيران التي يضم أسطولها 53 طائرة من طراز “إيه 350”. وكان يفترض أن تتسلم 23 طائرة أخرى لكنها رفضت تسلم مزيد منها منذ الصيف الماضي.

أما إيرباص التي تعترف بتدهور الطلاء الذي يمكن أن يعرض للخطر شبكة معدنية متكاملة تهدف إلى حماية الطائرة من الصواعق، فتؤكد أن ذلك ليس له عواقب على السلامة أثناء الطيران.

وأكدت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران أن هذه العيوب لا تنطوي على أي مخاطر ملاحية.

تخلف عن تنفيذ العقد

رُصد هذا العيب في بعض طائرات تشغلها شركات أخرى، لكن الخطوط الجوية القطرية هي الوحيدة التي تمنعها من الطيران ما يؤدي إلى خسارة كبيرة في أرباح الشركة المتخصصة بالرحلات الطويلة.

ورأت المجموعة الأوروبية المصنعة للطائرات في ذلك “تهديدا للبروتوكولات الدولية لسلامة” الطيران، وقالت إنها مستعدة في كانون الأول/ ديسمبر للجوء إلى تحكيم مستقل.

وأكدت إيرباص التي تعتزم “الدفاع عن موقفها وسمعتها” أن الأمر يتعلق بـ”حل الخلاف الذي لم يتمكن الطرفان من تسويته خلال المناقشات المباشرة والمفتوحة”، كما ورد في بيان اتسم بلهجة حادة غير معهودة، ويستهدف واحدا من أهم زبائن المجموعة، وثاني أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط بعد طيران الإمارات.

فضلت الخطوط الجوية القطرية عرض القضية على القضاء البريطاني.

وخلال جلسة الخميس أمام محكمة العدل العليا في لندن قدم كل طرف حججه.

وطالبت الخطوط الجوية القطرية بتعويض قدره 618 مليون دولار وغرامة قدرها أربعن ملايين عن كل يوم إضافي لشل طائراتها “إيه 350″، كما قال مصدر مطلع.

من جانبها، استندت إيرباص إلى شرط يتعلق بالتقصير في تنفيذ العقد بشأن رفض استلام طائرات “إيه 350” الإضافية لتبرير إلغاء طلبية “إيه 321 نيو”.

وتعد هذه الطائرة ذات الممر الواحد والتي لا معادل لها في السعة ومسافة الرحلة لدى المنافسة الأمريكية “بوينغ” في قلب استراتيجية إيرباص ونجاحها التجاري، إذ مثلت “إيه  321 نيو” وحدها في 2021 ثلاثة أرباع الطلبيات المقدمة إلى المجموعة الأوروبية.

ومع طلبات شملت نحو 3400 طائرة من طراز “إيه 321″، لدى “إيرباص” سنوات عدة من الإنتاج.

ومن المقرر عقد جلسة استماع جديدة في الأسبوع الذي يبدأ في 26 نيسان/ أبريل.

(أ ف ب)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية