القاهرة -«القدس العربي»: خيمت مشاعر الصدمة والغضب على المصريين في أعقاب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مقار أمنية وعسكرية في شمال سيناء وأوقعت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من العسكريين، فيما اتسعت التساؤلات بشأن تكرار تلك الهجمات، خاصة ان الحكومة كانت أعلنت اتخاذ اجراءات واسعة لمنعها في أعقاب عملية «كرم القواديس» التي أوقعت نحو ثلاثين قتيلا في أواخر شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي. واعتبر مراقبون وخبراء عسكريون ان الهجمات المتزامنة التي ضربت مدن العريش ورفح والشيخ زويد مساء الخميس الماضي تمثل تطورا نوعيا في عمليات الجماعات الإرهابية، وتعكس قدرتها على التخطيط المحترف واستنادها إلى بنية تحتية ودعم لوجستي متواصل في شمال سيناء.
وتبنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، التنظيم الذي بايع مؤخراً تنظيم الدولة الإسلامية واتخذ لنفسه اسم «ولاية سيناء»، الهجمات التي استهدفت الخميس شمال سيناء وأسفرت عن سقوط 29 قتيلاً غالبيتهم من العسكريين.
وأعلنت الجماعة في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» عن «هجوم واسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح» . وأوضحت، في ثلاث تغريدات استهداف الكتيبة 101 بالمنطقة الأمنية بضاحية السلام عن طريق ثلاث مفخخات، والهجوم على كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش، والهجوم على كمائن البوابة، وهما «أبوطويلة، والجورة، ومعسكر الزهور بالشيخ زويد، والماسورة برفح» .
وأفادت مصادر أمنية أن 29 شخصاً قتلوا على الأقل، معظمهم من العسكريين، وأصيب 69 آخرون، في هجمات شمال سيناء، في أكثر يوم دموي تشهده منذ ثلاثة أشهر. وأكدت المصادر ان الهجوم وقع على عدة مناطق بمدينة العريش، من بينها الفوج 101 حرس حدود، وهو عبارة عن فندق ومستشفى تابعين للقوات المسلحة، وبحسب المصادر فقد بدأ الهجوم بقصف بقذائف الهاون استهدف مقر قيادة شرطة شمال سيناء وقاعدة عسكرية مجاورة له، ثم تلاه انفجار سيارة مفخخة. وبعدها بدقائق سقطت قذائف في مجمع مساكن الضباط المجاور .أما الهجوم الآخر في شمال سيناء فاستهدف نقطة تفتيش للجيش في رفح على الحدود مع قطاع غزة وأسفر عن مقتل عسكري واحد.
هجمات نوعية
وقال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجي والعسكري، لـ»القدس العربي» ان «الهجمات الإرهابية التي تحدث لا تستهدف شمال سيناء فقط بل موجودة في المطرية وفي أنحاء متفرقة من القاهرة» وأضاف «الإرهابيون لا يريدون اتمام الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق، وينفقون الملايين على التدريبات الخاصة بهم، ولهذا نلاحظ وجود نقلات نوعية في تدريبهم على أعلى مستوى، ووراء هذه التدريبات قوى عظمى، وهناك مخطط إرهابي لحصار مصر من جميع الاتجاهات، وسوف تزيد العمليات الإرهابية بسبب الاتجاه إلى استكمال الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق وهي الانتخابات البرلمانية بهدف إيقاف مسيرة مصر الديمقراطية».
التزامن مع المباراة
من جهته قال اللواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي والعسكري، «عندما تكون هناك حرب، فمن الاحتمالات الطبيعية والمنطقية ان يخطط العدو ويكسب بعض المعارك خاصة إذا كان مدعوما بقوى على وعي كامل بما تفعل وتخطط جيدا، وكان من المفترض ان تحدث تلك الهجمات في 25 كانون الثاني/يناير ولكن عندما اكتشف الإرهابيون ان الموجة عالية عليهم قاموا بالتخطيط مرة أخرى على أن يكون التوقيت في مباراة الأهلي والزمالك واستغلوا انشغال الكثيرين بمشاهدة المباراة».
حرب مفتوحة
وتعليقًا على البعد السياسي للانفجارات التي هزت مدينة العريش، قال الدكتور ممدوح حمزة لـ»القدس العربي» ان «شمال سيناء هي المنطقة الوحيدة التي يمكن الهجوم عليها الآن، وذلك لوجود إرهابيين وتكفريين فيها من جميع أنحاء العالم، وتركزهم في المنطقة الجبلية في شمال شرق سيناء، واستطاعوا تجميع الأسلحة ولم يتم القضاء عليهم، وهذه تعتبر حالة حرب من جماعات تكفيرية غير محددة الجنسية، فلابد من وضع خطة صحيحة لمواجهة الإرهاب في سيناء لأن هذه التفجيرات تعني وجود تسريبات من الداخل أو خيانة».
مسرح الحرب
وقال الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمحلل السياسي: «سيناء هي مسرح الحرب الحقيقية بين الدولة والتنظيمات الإرهابية، وخاصة ان سيناء ذات جغرافيا مميزة تختلف عن باقي الجمهورية وتقاليد وعادات خاصة وتاريخ مميز، وسيناء ظلت متروكة ومهملة لسنوات طويلة وفي الفترات الأخيرة وبعد انتشار الإرهاب بدأت بقايا الأفكار الإرهابية تتركز هناك ثم تحولت إلى تنظيمات إرهابية، وفي عام حكم الإخوان كان هناك مخطط حقيقي لإستغلال هذه البقعة الجغرافية واستثمر هذا التنظيمات الإرهابية مما ساعد على ترسيخ وتجذير وتكريس هذه الجماعات».
وقال حافظ أبو سعدة، رئيس مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن العدوان على أبناء العريش جريمة إرهابية، وتابع خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» :»أكثر من عشرين قتيلا ومصابا إثر سقوط قذائف هاون على مناطق سكنية.. لا يجب أن تتوقف الحرب على الإرهاب».
فنانون
ونعى عدد من نجوم الفن، ضحايا أحداث الأعمال الإرهابية فى العريش، متمنين أن يتغمدهم الله برحمته ويصبر أهلهم، وأن تنتصر مصر على الإرهاب. ونعى النجم عمرو دياب شهداء ضحايا الأحداث الإرهابية في العريش، وقدم العزاء لأسرهم، متمنياً الشفاء العاجل لجميع المصابين، وكتب تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «أنعى بكل حزن وأسى شهداءنا الأبطال فى العمليات الإرهابية في سيناء.. خالص العزاء لجميع أسرهم وتمنياتي بالشفاء العاجل للمصابين».
وكتب النجم خالد النبوي على «تويتر»: «بكل الحزن والألم أنعى شهداءنا الجنود الأبطال في العريش «مصر تحارب الإرهاب»، كما أعلن الحداد على صفحته الخاصة بموقع «فيسبوك» ونشر صورة سوداء، معلقًا «صفحة خالد النبوي تُعلن الحداد لفقدان شهدائنا الجنود الأبطال في العريش».
وطالب الممثل خالد أبو النجا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتنحي «حقنا للدماء» ، وقال عبر صفحاته الرسمية على موقعي التواصل الإجتماعي «فيسبوك وتويتر» لا أرى نهاية النفق المظلم من إرهاب أسود من ناحية وحلول أمنية فقط من ناحية، ده غير إعلام الأمنجية، على السيسي إن أراد حقن الدماء التنحي فوراً». أما المطربة شيرين عبد الوهاب، فقامت بتغير صورة «البروفايل» الخاصة بصفحتها على موقع فيسبوك، بصورة علم مصر مصحوبة بعبارة «حفظك الله يا مصر».
وأعلن الفنان خالد الصاوي الحداد على أرواح الشهداء، وكتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «الحداد على ضحايانا من الجُنْد والمدنيين».
وكتب المطرب أحمد فهمي، عبر تغريدة له على «تويتر»: «يارب ارحم كل شهداءنا من جنود وضباط الجيش المصري».
الأزهر
ونعى الأزهر الشريف شهداء سيناء وأكد في بيان: «إن أرواح الشهداء لن تذهب سُدى، فدماؤهم الطاهرة تعطر أرض الوطن وترسم لنا طريق المستقبل، وأن هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من عزيمتنا في المضي قدماً بوطننا نحو بر الأمان، فمصر كلها بشعبها وقيادتها وأزهرها تقفُ بقوة خلفَ قوَّاتها المسلَّحة والشرطة في حماية الوطن والدفاع عنه ضدَّ البغاة والمارقين».
واختتم الأزهر الشريف بيانه قائلا «أن مصر المستقبل التي يبنيها عرق أبنائها ودماؤهم الزكية لن يكون فيها مكان للإرهاب الذي سينهار أمام تلاحم الشعب ووحدته، تغمَّد الله شهداءنا بواسعِ الرحمة والمغفرة، وكتب الشفاءَ العاجل للمُصابين، وردَّ كيدَ أعداء الوطن الإرهابيين والخوارج المارقين إلى نحورهم».
الاحزاب
وأدان عدد من الاحزاب السياسية والقوى الثورية، الهجوم، وأكد حزب الدستور،»أن الوطن تلقى طعنة غادرة جديدة من الجماعات الإرهابية» وأدان الحزب في بيان له، استمرار عصابات الإرهاب في سيناء في استهداف الجنود الذين يقومون بحماية أمن الوطن، مؤكدا على دعمه الكامل للمهمة الصعبة، التي تقوم بها القوات المسلحة وسط ظروف إقليمية معقدة ومضطربة سهلت انتشار الإرهابيين وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة المتطورة، التي يستخدمونها في عملياتهم الإجرامية.
وطالبت الجبهة المصرية باتخاذ أقصى الإجراءات، لمواجهة عناصر التطرف والتكفير والإرهاب التي ارتكبت تفجيرات العريش، وقالت في بيان لها، إن المجازر الإرهابية الغادرة، والتي ارتكبتها قوى التطرف والعدوان والتآمر، تشكل حلقة لعمليات الاستهداف الإجرامي المدعوم من الخارج، والذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الجبهة الداخلية، وعرقلة الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل، وانعقاد المؤتمر الاقتصادي في اذار/مارس المقبل بشرم الشيخ.
وأوضح تيار الشراكة الوطنية في بيان له، «إننا إذ نؤكد على وحدة الصف في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية التي تريد النيل من مصر، فإننا نطالب باتخاذ كل الإجراءات لمنع تكرار تلك الحوادث للحفاظ على أرواح جنودنا الغالية» وختم بيانه بالدعاء: «عاشت مصر والموت لأعدائها».
وقال تامر الزيادي، مساعد رئيس حزب المؤتمر، إن شعب مصر وجيشه لن ينكسر مهما بلغت التحديات والتضحيات، مضيفًا وقوفهم خلف الجيش الباسل في حربه ضد أعداء الوطن ودعاة القتل والفتنة. وتابع قائلاً «نحن على يقين بأن النصر سيكون حليفاً لنا ولجيشنا ولرجاله البواسل في سيناء وفي كل شبر على تراب مصر، فالإرهاب لن يخيف المصريين، بل سيزيدهم وحدة وصمودًا وإصرارًا لقطع دابر الإرهاب ومموليه ومن يدعمونه في الداخل والخارج».
وقال شادي الغزالي حرب، القيادي في تيار «الشراكة الوطنية»، إن «الإرهاب يضرب من جديد العريش بمزيد من الشهداء».
الظلم والظلم المقابل
فالجيش المصري قد قتل العديد من الأبرياء بسيناء وشردهم بحجة الارهاب
والجماعات المسلحة عاقبت أمراء الجيش المصري بقتل الجنود الأبرياء
العدالة مفقودة بمصر منذ فقدت الشرعية – ودوام الحال من المحال
بسم الله الرحمن الرحيم وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)البقرة
ولا حول ولا قوة الا بالله
هذا ليس ارهابا وانما عمليات جراحية لاستئصال السرطان الخبيث الذى تعانيه به الامة الاسلامية اعاد الله لها مجدها وهيبتها.قريبا ان شاء الله.
شئ غريب محللين تعبانين ناس هجروا من بيوتهم وقطعت ارزاقهم بحساب بسيط لو ان نسبة بسيطة لم يتحملوا هذا الظلم وانظموا الى المجاميع المسلحة لشكلوا جيش يكفي ليحيل المنطقة الى جحيم