ليال قديمة

حجم الخط
1

 لها المجد تلك اللّيالي
قصّة واحدة تكفي كي تمرّ النّجوم على دارنا
يُصبحن جيراننا حتى انبلاج الفجر
ويصيرُ الصّباحُ رباح
في فطورِ البيتِ والطّريق إلى المدرسة
نحلم ونروي ما رآى النّائم
تضحك أُمّهاتُنا ويروين لنا أحلامهن:
سلال الرّغبات
نسافر حتى بساتين النخيل
على صهوات أحلامهن
فنأكل ثماراً لم ترها عين
ولم يذقها لسان
ونرى بشراً مِن عقيقٍ وفضّة
ننتظر اللّيل، فقصّة أُخرى في الانتظار :
ملك يغزو البلاد مِن أجلِ أميرة للجمال
لم تر مثلها عين إنس ولا جان
يوزع في عرسه ليرات الذّهب
ويعطي لكلِّ فقير ثياباً
ولكلِّ طفلٍ حلوى مِنَ اللّوز
ولكلِّ ثيّبٍ زوجاً
ولكلِّ شيخٍ طاعن في السّن
بيتاً وحديقة
ونحن نتخيّل الحسناء على عرشها
ضاحكة،  شعرها من ذهب
وعيناها بلونِ البحر
بيضاء مثل الجليد
الذي لم نره الا في بطاقات البريد
ثم يوماً، غزونا البلاد البعيدة
على صهوات آلامنا
رأينا الجليد يُغطي قرميد البيوت
أكلنا حلوى لوز وسُكّر
رأينا الشّيوخَ الطّاعنين في حدائقهم
يشذّبون الورد في حدائقهم
والثّيبات يمشين جنب أزواجهن مبتسمات
وحسناء الملك خارقة الجمال
على سريرٍ مبعثرةٌ شراشفه
شعرُها كالذّهب
عيناها بلونِ البحرِ
نهداها بلون الحليب
وبين فخذيها زغب بلون السّفرجل
لكنَّ النّجوم ظلت بعيدة
لا تُرى بالعين
واللّيل يمرّ حزينا كأغنيةٍ في خريف
فالقصّة ظلّت هناك
في دفتر نسيان بَلّى
والصّباح نظرة حائرة
في فنجان قهوة
والبساتين هنا، أشجار سقطت أوراقها
في أوّل ليلةٍ مِن ليالي الشّتاء.

شاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غياث يقظان مرزوق أبو لحية:

    بالعافية عليك

إشترك في قائمتنا البريدية