خرجت من ثمن نهائي البطولة التي نظمتها سنة 2019 في عهد هيكتور كوبر، ودخلت في مرحلة انتقالية في عهد المدرب المصري شوقي غريب، ثم غامرت بتعيين البرتغالي كيروش في نهاية مشوار تصفيات كأس العالم، والذي تجرأ وحاول بدوره تغيير المنظومة والتركيبة من خلال إعطاء فرصة للجيل الصاعد، فلم يحالفه التوفيق في كأس العرب بالدوحة لكنه استفاد من الدرس وتمكن من التأهل إلى المباراة الفاصلة لمونديال قطر وبلوغ نصف نهائي كأس أمم أفريقيا في الكاميرون، وهي نتيجة طيبة لمدرب لم يمر عليه سوى أربعة شهور مع منتخب يتسم بخصوصيات فريدة من نوعها فنيا وجماهيريا واعلاميا، ويتعرض فيه اللاعب والمدرب والمسؤول الاداري الى ضغوطات كبيرة لا مثيل لها في الوطن العربي وأفريقيا، ومع ذلك تمكن المنتخب المصري من الإطاحة بكوت ديفوار والمغرب في مرحلة خروج المغلوب بشكل مميز، وصار مرشحا لبلوغ النهائي أمام منتخب البلد المنظم الكاميرون.
قبل بداية البطولة كانت كل التوقعات ترشح الجزائر والكاميرون والسنغال والمغرب وتونس وكوت ديفوار ونيجيريا للمنافسة على اللقب، ولم تكن مصر ضمن قائمة المرشحين خاصة بعد خسارتها في مباراتها الأولى أمام نيجيريا في الدور الأول، قبل أن تستدرك أمام غينيا بيساو والسودان وتكشف عن مستوى أحسن وروح عالية في مباراتي كوت ديفوار والمغرب بقيادة نجمها محمد صلاح الذي يقود منتخب بلاده بشكل غير مسبوق هو أيضا، بعدما كان مردوده معه في السابق متواضعا ومثيرا للتساؤلات، ليعود ويصنع الفارق برفقة السنغالي ساديو ماني زميله في ليفربول، وهو الأمر الذي لم يقدر عليه نجوم آخرون مع منتخبات أخرى عربية وافريقية قوية لأسباب مختلفة على غرار رياض محرز مع حامل اللقب المنتخب الجزائري الذي كان سيئا في هذه البطولة، اكتفى بتسجيل هدف واحد وتلقى أربعة أهداف في ثلاث مباريات.
منتخب تونس من جهته، لم يكن يستحق الذهاب أبعد مما وصل إليه بعدما تأهل الى الدور الثاني بثلاث نقاط كأفضل أربعة ثوالث في مجموعته، وخسر ثلاث مباريات من أصل خمس لعبها رغم اطاحته بمنتخب نيجيريا في ثمن النهائي، في حين راح المنتخب المغربي ضحية ثقة مفرطة واستفاقة مصرية أطاحت بكوت ديفوار ثم المغرب في مباراتين من مستوى عال فنيا وتكتيكيا ونفسيا وحتى بدنيا في ظروف مناخية جدا صعبة لم تعد عائقا أمام أبطال افريقيا سبع مرات، بلاعبين مهما كان مستواهم الفردي متباينا إلا أنهم متعودون على البطولات الإفريقية مع الأهلي والزمالك، وورثوا ثقافة المنافسة على البطولات الأفريقية وكيفية التعامل مع الأجواء الخاصة بها مقارنة بلاعبي منتخبات شمال إفريقيا الذين ينشط غالبيتهم في دوريات أوروبية وجدوا هذه المرة ظروفا صعبة لم يقدروا على التعامل معها.
عودة مصر قابلها تراجع منتخبات شمال إفريقيا وكذا منتخبات جنوب القارة على غرار نيجيريا وكوت ديفوار بشكل غير متوقع فنيا، خاصة مع مدرب جديد وجد في البداية صعوبات كبيرة في التأقلم مع العقلية المصرية والتعرف على اللاعبين و ثقافتهم الكروية التي تمزج بين عدد قليل من المحترفين وغالبية محلية تملك تقاليد كروية افريقية ساهمت في بلوغ نصف النهائي رغم الضغوطات الجماهيرية والانتقادات الاعلامية التي تعرض لها المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لدرجة كادت تفقده صوابه عندما خسر من نيجيريا في الدور الأول، وتفقد اللاعبين ثقتهم في أنفسهم بسبب حجم الانتقادات التي تعرضوا لها لولا استعادة محمد صلاح لمستواه ودوره القيادي لمجموعة أكدت أمام كوت ديفوار والمغرب أنها تملك مقومات بطل حقيقي.
سواء بلغ النهائي أو خرج أمام منتخب البلد المنظم الليلة فإن دورة الكاميرون ستكون موعدا لعودة منتخب مصر إلى مكانته الحقيقية سيدا للكرة الافريقية، وعندما يعود منتخب مصر إلى الواجهة وينافس على اللقب في الظروف الصعبة، تعود باقي المنتخبات الى حجمها التقليدي الحقيقي في بطولة ليست ككل البطولات لأنها تقتضي الكثير من الخصوصيات.
إعلامي جزائري
في 2019 مدرب منتخب مصر لم يكن كوبر الأرجنتيني الذي رحل بعد مونديال روسيا ولكن المدرب كان اسمه أجييري وكان مكسيكي الجنسيه .
المنتخب المغربي لا يملك وسط ميدان، وقد اكتشف الخصوم ذلك في مباراة الغابون (ظهر ذلك خاصة مع غياب بوفال) ، لذلك إذا تم تحييد هذا الأخير مع حكيمي، فلن يكون هناك من يلعب
المنتخب المصري .. وليس مصر…من أكثر فرق شمال إفريقيا باستثناء ليبيا…فوزا بكأس إفريقيا للأمم…. وأقلها تأهلا لكأس العالم… إضافة إلى قلة الانتصارات في المواجهات المباشرة …وكمثال على ذلك فإن عدد المقابلات التي خاضها الفريق المصري ضد المنتخب المغربي…هي 26…انتصر الفريق المغربي في 13…وتعادل في 11 ..وفاز الفريق المصري بمقابلتين فقط …؛ وهذه الأرقام إن تم تحويلها إلى مؤشرات… فإنها تعكس خصوصية أن العامل المحلي في تشكيل الفريق المشارك في كأس إفريقيا هو عنصر قوة….بينما يظل الإعتماد الكلي على لاعبين من البطولات الأوروبية في بطولة إفريقيا….محدود الجدوى…بسبب الفترة الزمنية التي تنظم فيها هذه البطولة تزامنا مع ذروة التنافس في الدوريات الأوروبية محليا وقاريا….مما يجعل من هاجس فقدان مكان الللعب…والرسمية هاجسا ثقيلا على النجوم….؛ وعموما فإن أية مباراة تحتمل الفوز والتعادل والهزيمة….لهذا الطرف أو ذاك…. ولا مجال لتحميلها أكثر مما تحتمله الألعاب…. لأنها في نهاية المطاف لن تطعم جائعا…ولن تشغل عاطلا….ولن ترفع ظلما….ولن تصنع تقدما… أو تحررا… أو ديمقراطية تتوق إليها الشعوب المنكوبة…
كلام جميل و رأي سديد و تحليل موضوعي من إعلامي رياضي محترف و محترم.
مصر دائما ولادة متجددة هي ركيزة و أساس العرب بينما الجزائر سماؤها و سقفها الذي تأوي إليه إذا هبت العاصفة.
من الجزائر مبروك للفراعين وللشعب المصري الشقيق و ان شاء الله الكأس مصرية