سوريا: اتهامات لـ«قسد» بمنع عشرات العائلات من العودة لأحياء الحسكة القريبة من سجن «الصناعة»

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي» : اتهم نائب رئيس «الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة» فواز المفلح، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بمنع عودة أكثر من 100 عائلة من أهالي منطقة المقاسم بحي غويران في الحسكة، من العودة إلى منازلهم التي هجروا منها على أثر الاشتباكات التي اندلعت في سجن الصناعة، بين «قسد» ومقاتلين من تنظيم «الدولة»، أواخر كانون الثاني/يناير الماضي.
كذلك تتحدث مصادر محلية في الحسكة أنه ورغم استتاب الأمن في المنطقة وانتهاء الاشتباكات منذ 29 كانون الثاني/ يناير، إلا أن «قسد» تعرقل عودة عشرات العائلات إلى منازلها. ويتعارض ذلك، مع إعلان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» عن عودة 90 في المـئة من النـازحين في مديـنة الحسـكة، إلى مـنازلهم بعد انـتهاء القـتال.
وقال في بيان له، نُشر على موقع الأمم المتحدة إنه اعتباراً من 9 شباط/فبراير الجاري عاد 42 ألف شخص إلى منازلهم في حي غويران والزهور جنوبي الحسكة، من أصل 45 ألفاً نزحوا عقب اندلاع الاشتباكات في محيط السجن.
وأضاف المكتب أن 20 أسرة ما تزال موجودة في أحد المراكز الجماعية، فيما بقيت 400 أسرة نازحة لدى مجتمعات مضيفة، نظراً لعدم قدرتها على العودة بسبب الضرر الذي لحق بالمنازل ونقص الخدمات العامة والمواد الغذائية في مناطقها، فضلاً عن القيود على الحركة بسبب العمليات الأمنية المستمرة. ويؤكد نائب رئيس «الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة» فواز المفلح، أنه رغم الهدوء في المنطقة إلا أن مئات العائلات لم تتمكن من العودة لمنازلها، تحت حجج منها وجود صلات قربى لبعض العائلات مع عناصر التنظيم، أو بتهم السماح لعناصر التنظيم بالتمترس في بيوتهم المحيطة بسجن الصناعة.
وفي الوقت الذي أكد فيه المفلح لـ»القدس العربي «أنه «لازالت مئات العائلات مشردة»، اتهم المفلح «قسد» بانتهاج ممارسات التغيير الديمغرافي، متسائلاً عن «السبب الذي يمنع هذه العائلات الفقيرة والمتضررة من العودة إلى منازلهم».
ويقول المفلح، إن «ما يثير الشكوك، أن قسد التي تتهم أهالي أحياء الحسكة العربية بمناصرة التنظيم، اختارت هذه الأحياء مكاناً لأخطر وأكبر السجون المخصصة لعناصر التنظيم». في المقابل، نفى عضو الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، ثابت الجوهر، في حديث مع «القدس العربي» الأنباء عن منع «قسد «لعودة المهجرين من أحياء الحسكة إلى منازلهم، مؤكداً أن غالبية سكان حي غويران عادوا لمنازلهم. وأوضح الجوهر أنه «بخصوص منطقة المقاسم في حي غويران، فإن سبب منع العائلات هو استكمال تمشيط هذه المنطقة الصغيرة الملاصقة للسجن، وبالتالي منع العودة يأتي في إطار الحرص على سلامة الأهالي».
ويشير الصحافي الكردي شيرزان علو إلى حسابات متعلقة بالتنافس على السيطرة بين النظام و»قسد» وراء مسألة السماح بعودة المهجرين أو عدمها. ويوضح لـ«القدس العربي»، أنه رغم العلاقات والحوارات بين النظام و»قسد «ألا ان ما يجري هي حرب أو تنافس مخفي بينهما في الحسكة، لذلك «قسد» تعمل على تفكيك كل تجمع أو مجموعات تعمل لصالح النظام، وفي الوقت نفسه النظام يعمل بشتى الوسائل على خلق بيئة معادية لـ»قسد»، ولذلك من الطبيعي أن يكون لكل طرف حساباته وخاصة في موضــوع العــودة إلى أحــياء الحســكة.
وفي 20 كانون الثاني/يناير، قام مقاتلو التنظيم بشن هجمات كبيرة على سجن الصناعة (غويران)، مما أدى إلى فرار العديد من السجناء، وغالبيتهم مرتبط بالتنظيم. ويعد سجن غويران من أكبر مراكز الاعتقال في شمال شرق سوريا، وفيه ما يُقدّر بنحو 5 آلاف سجين من جنسيات سورية وعراقية وأجنبية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية