كهرباء سد النهضة تصعق رموز السلطة… و«كفاية نوم» إثيوبيا لن تكترث لصراخنا… وحان الوقت للبحث عن حل

  حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: بات رهان إبراهيم عيسى على الوقت كي يتجاوز المحنة، التي وضع نفسه فيها، بعد أن شكك في الإسراء والمعراج غير مأمون العواقب، إذ اتسعت حالة الغضب في الشارع، وداخل المؤسسات الصحافية كذلك. غير أن الحدث الأبرز تمثل في انتقاد بعض رموز السلطة لحالة الهوان التي نواجه بها إثيوبيا، التي احتفلت مؤخرا بإنجاز مهم، حيث أعلنت أديس أبابا بدء توليد الكهرباء من سد النكبة، واللافت إن من بين الغاضبين الإعلامي المقرب من السلطة عماد أديب، الذي تخلى بعض الشيء عن حذره وأدوات التخدير التي لا تفارقه، وقرر الاعتراف بالمأزق الذي نعيش فيه بسبب مماطلات الإثيوبيين: «إحنا محدش ينيمنا، بقالنا 10 سنين صبر والناس دي لا عهد لها ولا مسك لها وزي ما بيقولوا الناس بتوع الفيزياء طول ما بنعمل الشيء نفسه وتطلع النتيجة نفسها هيفضل يديك النتيجة نفسها». وواصل: «الإثيوبيون عملوا احتفال وقالوا الكلام بتاعهم وفي وسط الكلام يقولك يلا بقي عشان نرجع للمفاوضات، وأما تبعتله الوسيط عشان تكمل المفاوضات يقولك مش هنتكلم في دي ودي».
واحتفت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 22 فبراير/شباط بزيارة الرئيس السيسي للكويت. كما تواصلت المعارك ضد الإعلامي إبراهيم عيسى، وبدورها نفت نقابة الإعلاميين برئاسة طارق سعدة عضو مجلس الشيوخ وقف برنامج عيسى. ومن جانبها شنت الإعلامية بسمة وهبة، هجوما حادا ضد ابراهيم والمتحدثين في الشؤون الدينية والإفتاء، دون تخصص، موضحة: “بنلاقي الناس على تيك توك ومنصات تانية بيتكلموا عن الدين وبيفتوا، أنت بتكتشف حاجة بمخك أنت.. أنا ذنبي إيه وجيراني وأصحابي وأسرتي والمجتمع، إنك أنت عاوز تخليه يفهم غلط زيك؟”.
ومن أخبار البرلمان: وافق مجلس النواب، خلال جلسته العامة أمس الثلاثاء، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، نهائيا على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون سوق رأس المال الصادر بالقانون رقم 95 لسنة 1992. يستهدف القانون تطوير القواعد والمعايير التنظيمية والرقابية في مجال سوق رأس المال، على نحو يتوافق مع القواعد والمعايير الدولية من جانب، وتستفيد من النمو الاقتصادي الحاصل في كل القطاعات من جانب آخر. ومن أخبار المساجد: أكد الدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، أن الوزارة قررت ألا تزيد صلاة التراويح في شهر رمضان المقبل، عن نصف ساعة؛ التزاما بالإجراءات والاحترازات التي أقرتها وزارة الصحة والسكان خوفا على النفس البشرية. ومن أخبار الحوادث: قررت النيابة العامة إحالة المتهم أحمد أبو النصر المعروف بـ«طبيب الكركمين»، للمحاكمة العاجلة، بتهمة الغش في وصفات طبية وانتحال صفة طبيب وغيرها من الاتهامات.. ومن تقارير المحاكم: قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، إحالة قضية مجدي راسخ ومحمد فريد وحسام جنينة، لاتهامهم بالاستيلاء على أكثر من مليار جنيه من أموال مستهلكي الغاز، إلى لجنه خبراء و20 الف جنيه غرامة.. كما عثر رجال مباحث القاهرة على جثة سيدة فيها كسور وكدمات في مختلف أنحاء الجسم وإلى جوارها طفلة عمرها 4 سنوات أعلى محور روض الفرج، اتجاه الكوم الأحمر.
فتنة اليوم

أصبح الناس، كما يقول كرم جبر في “الأخبار” متحفزين وكأنهم يضعون أصابعهم على الزناد، وينصبون أنفسهم حراسا على الفضيلة، ويطلقون الاتهامات دون سند أو دليل، وغير مستعدين أن يستمعوا لبعضهم بعضا. وأصبحت القضايا المثارة مثل حقول الألغام، من عروس الإسماعيلية حتى الإسراء والمعراج وما بينهما، وتتخذ شكل الصراع التناحري، وكل يوم فتنة مفاجئة ومن نوع جديد. وتوجه الكاتب باللوم لمن أطلق عليه بالكائن الشرير «فيسبوك» الذي يمنح للناس ساحات مفتوحة للتراشق، دون ضوابط أو إفساح مسافة للعقل، لإبداء الآراء بهدوء وعقلانية. شجار وليس حوارا، صراع وليس كلاما، افتعال وليس انفعالا، وأسهل طريقة لكسب المبارزة، هي سب وقذف الآخرين وتشويه صورتهم، وقد يصل الفعل إلى حد الجرائم المعاقب عليها قانونيا. الجميع ضحايا في معارك ليس فيها منتصر والكل مهزوم، ففي كارثة البنات المنتحرات، بسبب نشر صور فاضحة، ماتت البنت وتجني أسرتها الألم والحزن، وحصدت الأسرة التي قامت بالتشهير الخزي والعار، ودخل الشباب السجن ينتظرون مصيرهم المظلم. وفي قضايا الزواج والطلاق تظهر النساء في صورة سيئة لا تمت للحقيقة، وتبتعد المعالجة عن المهنية والمصداقية، وهي في النهاية ليست ظواهر مجتمعية، ولا تحدث إلا على نطاق ضيق، وتبتعد تماما عن هموم ومشاكل الناس، ولا تعكس واقعا ملحا في المجتمع. الأزمة ليست زواج المطلقات، ولكن بالدرجة الأولى العنوسة وعزوف الشباب والشابات عن الزواج، وارتفاع سن الزواج. ونستيقظ كل يوم أو ننام على فتنة جديدة تحقق أعلى درجات المتابعة والتعليق، وتشغل مساحات كبيرة من اهتمامات الرأي العام. أما القضايا المهمة والملحة، التي تتعلق بهموم الناس ومشاكلهم الحقيقية، فلا نجد قبولا ولا متابعة، ويقولون عنها «موضوعات دمها ثقيل». وفي زمن القنوات المفتوحة لا يستطيع أحد أن يمنع أو يحجب، وإذا أُغلق موقع بإجراءات قانونية، يستطيع صاحبه أن يفتح موقعا وأكثر بعد لحظات، وأحيانا بأسماء وهمية. المجتمعات تحمي نفسها بالوعي والقانون.

مايوه نفيسة

البداية مع الساخر عبدالغنى عجاج في “المشهد”، الذي قرر الرد على إبراهيم عيسى الذي زعم أن المايوه كان منتشر بين نساء الفلاحين والصعايدة: كانت ستي نفيسة رحمة الله عليها، فائقة الجمال حتى بعد أن تخطت السبعين من عمرها.. كانت ممشوقة القوام مثل عود الخيزران.. كانت تسحر كل رجال قريتنا وهم يرقبونها على استحياء، وهي ترتدي المايوه البكيني وتتمخطر على الجسر متجهة إلى نهر النيل لممارسة هوايتها المفضلة في السباحة.. كانت ستي نفيسة مغرمة بشراء المايوهات المستوردة، وتبحث عنها في مولات ميت غمر وزفتي. اعتذر عن كلماتي السابقة فهي محض خيال وكذب وافتراء.. فالصحيح أن ستي نفيسة كانت ملامحها حتى وهي في طريقها للثمانين تشي بجمال واضح في مرحلة الشباب بقيت آثاره واضحة جلية.. والصحيح أنها كانت ممشوقة القوام تتحرك بخفة ورشاقة، كما لو كانت ابنة العشرين، غير أن ستي نفيسة لم تخرج يوما من بيت سيدي أو جدي، كما يقول أهل البندر إلا وهي ترتدي عدة جلاليب فوق بعضها بعضا، يعلوها جلباب أسود اللون، ولم تخرج يوما إلى جسر النيل القريب من منزل الجد، إلا وهي تغطي رأسها بطرحة سوداء اللون أيضا.. ولم تعرف ستي نفيسة كلمة مايوه ولم تعرف معناها طوال حياتها، ولم تعرف زفتي وميت غمر المولات إلا مؤخرا.. وطوال زياراتي لقريتى الحبيبة سندبسط زفتي غربية، لم أر سيدة واحدة أو فتاة ترتدي مايوه من أي نوع.

غاية في الشفافية

واصل عبد الغني عجاج دفاعه عن نساء القرى: كانت ستي نفيسة السيدة الأولى بلا منازع أو منافس في منزل سيدي أو جدي، كانت تقود كل سيدات البيت الكبير زوجات وبنات أعمامي وتصدر توجيهاتها لهن بكل حزم، وكانت الراعية الأولى للأمن والأمان والسلامة في البيت، تتفقد الفرن المشتعل، وتتفقد الكانون المشتعل، وتتفقد من صعد إلى سطوح المنزل ومن هو معرض للسقوط من التراس.. تنادي على هذا وتصرخ في هذا وتؤنب أم هذا.. والكل يستجيب لها بكل الحب. وكانت ستي نفيسة غاية في الشفافية تخاف على أولادها وأبناء أولادها من نسمة الهواء الباردة.. كانت تأمر أحفادها بالتفرق، وتحبسنا داخل الغرف عندما تزورها سيدة مشهورة بأن عينها تفلق الحجر وحسودة جدا. وكانت ستي نفيسة تخاف علينا من الغرق في النيل، ودائما تصدر أوامرها لأمهاتنا برعايتنا وتفقدنا، وكانت متدينة بالفطرة تتفكر في خلق السموات والأرض وتعرف الساعة، وكم تبقى على أذان الفجر بمجرد النظر إلى النجوم.. وكانت عطوفة جدا على البشر والطير والحيوان، خاصة القطط والكلاب، جيوب جلابيبها لا تخلو أبدا من أطعمة لكل جائع. رحم الله ستي نفيسة التي انتقلت إلى رحمة الله في سبعينيات القرن الماضي، والتي تمثل ملايين الجدات والأمهات والسيدات الفضليات في كل أنحاء مصر المحروسة.
ثروتنا البريطانية

تابع الدكتور محمد أبو الغار الملف الذي افتتحه مؤخرا في “المصري اليوم” بشـأن حقوق مصر التاريخية في بريطانيا: تقدمت الليدي ناتالي بينيت عضو مجلس اللوردات البريطاني، بسؤال إلى وزير الدفاع البريطاني بشأن الفلاحين المصريين في فيلق العمال المصري. هناك مشكلة تواجه هذا السؤال، وهو القاعدة التي تمنع توجيه مساءلة للحكومة عن موضوعات مرّ عليها أكثر من ثلاثين عاما. ويؤكد الدكتور أرون جاكس أستاذ التاريخ الاقتصادي في نيويورك، أن هناك دلائل قوية على حق مصر في استرداد مبلغ ربع مليار جنيه إسترليني، بعد حساب التضخم، ويقولون، إن المصريين يحتاجون إلى حملة شعبية تطالب بتصحيح الأوضاع، والتعويضات، وذلك سوف يؤدي إلى عودة النقاش في مجلس العموم البريطاني. وقد ناقش مجلس اللوردات موضوع العثور على رفات الفلاحين المصريين الذين اشتركوا في فيلق العمال المصري، الذي صاحب جيش بريطانيا إلى أوروبا وسيناء وفلسطين والشام وغرب الدردنيل، واستشهد فيه بين عشرة وعشرين ألف فلاح مصري، وردت وزارة الدفاع البريطاني بأن هناك فقط 220 قبرا لفلاحين مصريين عليها شواهد بأسمائهم، والباقي دفنوا في مقابر جماعية بدون ذكر أسمائهم. وفشل جورج هاي المسؤول في وزارة الدفاع البريطانية، في التعرف على أسماء الذين دفنوا في هذه المقابر. ولذا يجب تعويض الحكومة المصرية عن القروض التي قدمتها مصر إلى بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، والتي كان من المفروض تسديدها.

نصيحة جاكس

كشف الدكتورمحمد أبو الغار عن أنه كان هناك حساب اسمه الحساب المعلق (suspense account)، وكان يقوم بحساب كل قروض وديون بريطانيا المستحقة لمصر، وكانت بريطانيا قد اقترضت من مصر 3 ملايين جنيه إسترليني لدفع أجور الفلاحين المصريين الذين التحقوا بالفيلق ولشراء محاصيل ومواد من السوق المحلية، وحين أجبرت بريطانيا الحكومة المصرية على التنازل عن القرض في عام 1917 تكون مصر قد دفعت أجور نصف مليون فلاح اختطفتهم بريطانيا، وقتل منهم الآلاف، ويكون تنازل مصر عن القرض تحت ضغط المحتل البريطاني غير جائز، ويحق لمصر استرداد القرض مصحوبا بالاعتذار. وقد نشر حديثا أرون جاكس كتابا عنوانه «احتلال مصر»، وهو أستاذ التاريخ الاقتصادي في نيويورك، وقام بحساب نسبة التضخم في القرض، لتبلغ قيمته الآن 250 مليون جنيه إسترليني. ويؤكد أرون جاكس، في كتابه الصادر عام 2020، أن قروض مصر إلى بريطانيا هي في الحقيقة أكبر من ذلك، إذا دققت في طريقة الحكومة الإمبريالية البريطانية، في صياغة النظام النقدي، ويعتقد أرون أن ما تستحقه مصر هو 5 مليارات جنيه إسترليني. لكن حاجز مرور 30 عاما كحد أقصى لإثارة الموضوع في البرلمان يقف عقبة، ولذا اقترح جاكس حركة شعبية جديدة في الصحافة ووسائل الإعلام، لإثارة الموضوع في مجلس العموم. ويعتقد أندرسون أن المصريين لو أثاروا القضية داخليا لتصبح قضية رأي عام، من الممكن حينئذ إثارتها في البرلمان الإنكليزي. وينصح جاكس مصر بالرجوع إلى دار الوثائق المصرية وفحص أحداث الحرب العالمية الأولى، لأن ذلك قد يساعد، باحتمال كبير، في أن يجد بعض المتخصصين في التاريخ وثائق إضافية تؤيد وجهة النظر المصرية.

وهم التريند

إعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد سكان مصر في الداخل وصل إلى 103 ملايين نسمة، يقودنا إلى ظاهرة طرحها محمد أحمد طنطاوي في “اليوم السابع”، مطالباُ ببحثها، ألا وهي ظاهرة “التريند”، التي باتت تحرك الجماهير وتتحكم في وسائل الإعلام، وتسيطر على المجتمع، لمجرد أن هناك 100 ألف بحث على كلمة أو جملة معينة، سواء على المحركات العملاقة مثل “غوغل” أو وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتوتير وأنستغرام وتيك توك وغيرها. التريند قد يكون معبرا عن الواقع، لكنه يظل جزءا بسيطا في هذا المجتمع الكبير القديم، الذي يزخر بالعادات والتقاليد والثقافات، التي تختلف من محافظة لأخرى، بل من قرية لأخرى، لذلك فكرة التريند التي يلتف حولها الجميع وينشغل بها الرأي العام ليست حقيقية، فقط تكتسب زخما وترتيبا، وتتوهج وتلمع نتيجة التركيز الإعلامي الكبير، فالنفخ في الجمر الملتهب سرعان ما يحوله إلى نار مُسعرة ـ ويتحول معها التريند إلى قضية رأي عام، حتى إن كان تافها، أو يحمل ضررا على السلم الاجتماعي. نجوم الـ 8 ساعات الذين يظهرون ويختفون دون سابق إنذار، ومقاطع الفيديو التي تحصد ملايين المشاهدات، وعشرات الآلاف من اللايك والشير والتعليقات، والمصطلحات الجديدة، وشبيه رشدي أباظة، وسيدة النعناع، ويوسف سوستة، والمعلمة عسلية، مظاهر مخجلة للتريند، وصورة حية لعشرات النجوم المتساقطة يوميا في ذلك المستنقع. الحالة التي يصنعها التريند في المجتمع خطيرة وكارثية، بعدما توجه عدد كبير من الشباب إلى منصات السوشيال ميديا لاستعراض قدراتهم على التمثيل والأداء، سعيا خلف الثراء السريع وحصد الأرباح من حصيلة المشاهدات، أيا كانت المادة التي يقدمونها، بل إن بعضهم تركوا وظائفهم وجلسوا خلف الشاشات، وصاروا قدوة للمئات من متابعيهم، لتصبح النتيجة ترك العمل والإنتاج، والتفرغ إلى تقديم مشاهد على التيك توك، والفيسبوك، ويوتيوب، وتخريب عقول النشء والأطفال. مصر دولة كبيرة، وأهم وأعظم من أن يتحكم فيها “تريند” أو لقطة أو مشهد.

خطر مقبل

آثر الدكتور زاهي حواس في “المصري اليوم” أن يدق جرس إنذار بسبب التهديدات التي ستنال صناعة السياحة: غدا سنسمع عن شركات سياحة من نوع جديد غير تلك التقليدية في عالمنا، التي تقوم من خلالها بحجز رحلة سياحية، سواء كانت داخلية أو خارجية تتطلب السفر والانتقال، وحجز فنادق وتذاكر دخول لمناطق سياحية ومتاحف. شركات السياحة الجديدة سيتم تأسيسها في العالم الافتراضي وستتنافس في ما بينها على عمل برامج سياحية افتراضية إلى كل مكان على كوكبنا، بل إلى خارج الكوكب، حيث ستتيح لمن يرغب السفر عن طريق الأفاتار الخاص بالسائح زيارة أي مكان على الأرض، بالإضافة إلى تجربة المشى على القمر في حال أراد ذلك. وهذا ليس ضربا من الخيال، لكنه يحدث بالفعل ويحتاج منا كل الاهتمام والدراسة لمعرفة مصيرنا في هذا العالم الجديد. لتوضيح خطورة الأمر دعوني أقص عليكم ما حدث معي في زيارتى الأخيرة لمدينة هيوستن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لافتتاح معرض الفرعون رمسيس الثاني، المقام حاليا في متحف هيوستن للعلوم والفنون: بعد أن انتهيت من زيارة أجنحة المعرض ورؤية آثار الملك رمسيس وهي تبهر الأمريكيين وعند باب الخروج، وجدت منظمي المعرض يصطحبونني إلى جناح الـVR أو ما يمكن أن نسميه هنا جناح السياحة الافتراضية. أجلستني الفتاة على مقعد مريح بعد أن طلبت مني خلع حذائي وترك كل ما بيدي.. بعدها وضعت نظارة الـVR على عيني وقالت لي: «سيدي ستسافر الآن إلى أبوسمبل لزيارة معبدي الملك رمسيس الثاني والملكة الجميلة نفرتاري. أتمنى لك سفرا آمنا ورحلة ممتعة»، اعتقدت أنها تمزح معي، لكن ما حدث بعد ذلك جعلني أتنبه إلى أن العالم تغير بالفعل وليس سيتغير.

فلنستعد للمأزق

نبقى بصحبة الدكتور زاهي حواس، الذي سرد تجربته مع السياحة الافتراضية، حيث عاش التجربة كاملة في مدينة هيوستن: شعرت بأن الكرسي يرتفع بي عن الأرض، ثم يميل إلى الخلف قليلا وما هي إلا ثوان، وإذا بالكرسي يندفع إلى الأمام بسرعة، لكنها سرعة مريحة للنفس وليست مفزعة، ورأيت الصحراء أمامي تطوى، وأنا طائر على كرسيي المريح، ومن بعيد بدأت أرى معبد أبوسمبل وبدأت الاقتراب منه حتى توقفت عند مدخل المعبد الكبير، ولدهشتي وجدت الملكة نفرتاري تخرج من المعبد مرحبة بوصولي، وهي ترتدي رداء من الكتان الأبيض وحزاما مزركشا بديع النقوش. ودخلت مع نفرتاري إلى داخل المعبد، وهي تقص عليّ قصتها مع الفرعون العظيم رمسيس الثاني.. وأثناء الجولة داخل المعبد كنت أشم رائحة البخور، التي لم تجعلني أشك للحظة بأنني في مصر، وتحديدا في أبوسمبل أقصى جنوب مصر. انتهت الزيارة الافتراضية ونزعت النظارة لأجدني في مكاني وحذائي في موضعه جوار الكرسي، وتطلب الأمر مني بضع دقائق لأستوعب ما حدث، بعدها كنت أراقب الأطفال والشباب والشيوخ وهم يتركون كراسيهم المجاورة لي.. في تلك اللحظة تأكدت أن السياحة كما نعرفها في خطر، وعلينا أن نتحرك وبسرعة الضوء لحجز مكان لنا في سياحة الميتافيرس.

لحظة الحقيقة

وإلى “الأهرام” وهوامش فاروق جويدة: أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا قويا حاسما حول سد النهضة بعد أن أعلنت إثيوبيا تشغيل توربينات السد وتوليد الكهرباء.. خاصة أن هذه هي الخطوة الثالثة التي تكشف نوايا إثيوبيا وأنها لا تعترف باتفاق ملزم يضمن حقوق مصر والسودان في مياه النيل.. فقد قامت بالملء الأول والثاني ثم تشغيل السد وإنتاج الكهرباء ووضعت جميع الأطراف أمام واقع ملزم وهو أن سد النهضة أصبح حقيقة. *الشارع المصري تسيطر عليه معارك غوغائية تتسم بالانفلات ابتداء بإهانة الأديان وانتهاء بضرب الزوجات.. مرورا على فضائح الزواج والطلاق على مواقع التواصل الاجتماعي.. وسط هذا تبحث عن قضية جادة أو حوار عاقل أو وجهة نظر حول مشاكل حقيقية يعاني منها الإنسان المصري، الحرب التي تدور الآن بين دعاوى الإيمان والإلحاد ظاهرة تستحق وقفة جادة.. من أراد أن يلحد فحسابه عند الله، أما أن يجهر بالخطيئة فهذه مسؤولية مجتمع يجب أن يحمي ثوابته من جنون المغامرين.. ولا يترك عقائد الناس لعبة في مزادات البحث عن الشهرة.. *هناك أجيال تخضع الآن لعمليات تشويه وإنكار، ومسؤولية المجتمع أن يحمى مستقبل أجياله.. الصراخ يعمي العيون والآذان والقلوب وحين ترتفع أصوات الباطل ويفتي الناس بلا علم وتتصدر المشهد فرق من المغامرين وتصبح الحكمة ضيفا غريبا وينسحب العقل وتغيب الحقيقة، هنا يجب أن يعود للساحة شيء من الانضباط والحسم والحرص على المسؤولية والأمانة. كنت دائما أطالب بلغة راقية مترفعة في الحوار، ويبدو أن الساحة وصلت إلى حالة من الانقسامات ورفض الآخر بصورة تجعل لقاء المواقف والآراء مهمة صعبة، إذا لم تكن مستحيلة.. الأزمة أن التساؤلات لا تجد الإجابة لأن من يتصدرون ساحة الحوار غير مؤهلين فكرا ووعيا وأمانة.. وفى الليلة الظلماء تفتقد الحكمة.. أمام أجيال جديدة لا تجيد لغتها ولا تعرف شيئا عن دينها، وتجهل تاريخها، كيف نحاصرها بهذه الفوضى في الحوار والسلوك وغياب المصداقية، ونتركهم لهذا المستقبل الغامض، رغم أنهم شئنا أم أبينا ثروتنا الحقيقية ومستقبلنا الذي لا بديل عنه.

وضعنا حرج

أكد طلعت إسماعيل في “الشروق” أن إثيوبيا تمارس لعبة المراوغة، واستهلاك الوقت، لتثبيت الأمر الواقع في ملف سد النهضة، حتى وصلنا إلى حالة «اللاتفاوض واللاحل»، على الرغم من جهود الوساطة المتعددة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية تارة والاتحاد الافريقي تارة أخرى، لحلحلة الوضع، قبل أن تتعثر الاجتماعات التي دعت إليها جنوب افريقيا في يناير/كانون الثاني 2021 لاستئناف المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان. لكن إثيوبيا، التي أعلنت قبل يومين، بدء إنتاج الكهرباء لأول مرة من سد النهضة، تخطئ كثيرا إذا اعتقدت أن الوضع الراهن سيستمر إلى ما لا نهاية، وأن دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان) يمكنهما تجاوز الخطوات الأحادية الجانب في عملية ملء وتشغيل السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحفظ لكل الأطراف حقوقها، ولا يسمح بالضرر خاصة لمصر التي تأتي 85% من حصتها المائية من النيل الأزرق الذي يزعم المسؤولون الإثيوبيون أنه «بات بحيرة إثيوبية»خطوة بدء تشغيل التوربين الأول لإنتاج الكهرباء من سد النهضة، التي قالت مصر في بيان لوزارة الخارجية إنها «تُعد إمعانا من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي»، تعتقد أديس أبابا أنها ستمر بسهولة، كما مرت مرحلتا الملء الأولى والثانية لخزان السد، وبما يمهد للملء الثالث المتوقع في شهر يوليو/تموز المقبل. مصر التي أكدت في أكثر من محطة أنها ليست «ضد بناء سد النهضة» بل عرضت التعاون على أديس أبابا في عملية البناء والتشغيل، لا يمكنها الصمت الأبدي، ويجب أن لا تسمح بالإضرار بحقوقها في مياه النيل تحت أي ظرف من الظروف، وتعلم أديس أبابا، ومن يساعدها من أطراف إقليمية (بعضها عربي للأسف)، أن مياه النيل قضية وجودية لكل المصريين، وصبرهم له حدود.

حافة الهاوية

التعنت الإثيوبي، من وجهة نظر طلعت إسماعيل، يحتم علينا كمصريين التحرك من جديد على جميع الاتجاهات، لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، حتى لا تصل الأمور إلى حافة الهاوية، فإذا بالعالم يتورط في أزمة حادة توسع من دائرة عدم الاستقرار في منطقة تتجاوز حدود القرن الافريقي. مصر مدعوة إلى الضغط على الاتحاد الافريقي للقيام بدور أكثر حزما، لإجبار إثيوبيا على استئناف المفاوضات، دون شروط مسبقة، كما أن الدبلوماسة المصرية مطالبة بالمزيد من الجهد على صعيد العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية والبلدان المؤثرة، لإحياء مسار التفاوض المتجمد، وألا نقف عند حدود إعلان الرفض والتحفظ على الخطوات الإثيوبية الأحادية في عمليات الملء والتشغيل. مصر أمامها فرصة لتجديد طرح وجهة نظرها، خلال المشاورات الجارية استعدادا لعقد مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ، باعتبار أن ما تقوم به إثيوبيا ستكون له تأثيرات سلبية عدة في البيئة، وهو ما يحتاج إلى تعاون لتجنب هذه التأثيرات، والتقليل من أضرارها، التي ستصب في النهاية داخل وعاء قضية التغيرات المناخية التي يكافح العالم للحد منها. ربما يكون العالم مشغولا الآن بالأزمة الروسية الأوكرانية، وسط التهديد المتبادل بين موسكو من جانب، وواشنطن وحلف الناتو من جانب آخر، غير أن السماح لإثيوبيا بالإفلات بأفعالها الأحادية، يجب أن لا يكون واردا، كما أن اللغة الأكثر خشونة استدعاؤها بات مطلوبا وبقوة الآن، فالخطاب الدبلوماسي المتحفظ، لم يعد يجدي نفعا على ما يبدو، وحتى نخرج من حالة «اللاتفاوض واللاحل» في ملف سد النهضة.

بين المعجزة والكرامة

أكرم الله أنبياءه ورسله بما أجراه على أيديهم من معجزات تخرق العادات وتعطل نواميس الكون وسنته، التي يعجز عن فعلها سائر الناس. وقد ساق الله هذه المعجزات كما يرى الدكتور ناجح غبراهيم في “الوطن” على أيدي رسله تكريما وتشريفا لهم وشاهدا وبرهانا على صدق نبوتهم ورسالتهم، وما جاءوا به من البينات والهدى، ودافعا لمن شاهد هذه المعجزات للتصديق بالنبوة، ولذا باء بالخسران والخزي والفضيحة كل من ادعى النبوة كذبا مثل مسيلمة، حتى صار اسمه مرتبطا على مرّ الزمان بالكذب «مسيلمة الكذاب» وغيره مثل الأسود العنسي والمختار الثقفي. المعجزة في الاصطلاح هي «أمر خارق للعادة»، أي جارٍ على خلاف العادة الكونية التي أجراها الله تعالى في الكون، سالم عن المعارضة، يظهره الله تعالى على يد الرسول تأييدا له. وهناك فرق بين المعجزة والكرامة، فالكرامة لا يدعي صاحبها النبوة، وهي للولي وليس النبي، وتظهر عليه لصدقه في اتباع النبي، ولا تقع له إلا لاعتصامه بالاستنان الحق بالنبي، ولا تشترط العصمة. وهناك فرق بين المعجزة والسحر، فرغم أن السحر أمر خارق للعادة، إلا أنه لا يسلم من المعارضة بالمثل. وتتعدد المعجزات وتختلف من قوم لقوم، ومن زمن لزمن لتناسب الزمان والأقوام، فقد اشتهر الناس في زمن عيسى، عليه السلام، بالطب وأتقنوه، فجاءت معجزته من جنس ذلك؛ فأحيا الموتى وأبرأ الأبرص والأعمى، وأنزل الله عليه مائدة من السماء، وكلمهم في المهد، ولم يستطع أحد من قومه تكذيب هذه الآيات العظيمة. أما أهم معجزة خالدة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، فهي معجزة القرآن الكريم الذي سيظل خالدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وقد تحدى الله به كل الأجيال منذ أكثر من 15 قرنا كاملة بأن يأتوا بمثله منفردين أو مجتمعين أو يأتوا بسورة أو آية، وهذا التحدي قائم دون أن يجرؤ أحد على شيء من ذلك. ومعجزة القرآن تكمن أيضا في قوته ورصانته وتركيبه وأسلوبه ونظمه وبيانه ووضوحه وشموله لأعظم المعاني، التي تتجدد مع تجدد التأمل والدراسة له حتى كأنك تسمع الآية لأول مرة وينقدح في عقلك من المعاني الكثير.

بين محمد والمسيح

أشار الدكتور ناجح إبراهيم إلى أن إعجاز نبي الإسلام يتجسد في قوة تأثيره على النفوس والقلوب حتى شهد بذلك العدو والصديق على السواء مع وجوه أخرى كثيرة يصعب حصرها. ومن معجزات النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كذلك انشقاق القمر حتى صار فلقتين «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَة يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ»، وقد وقع ذلك في عهد النبي. ومنها أيضا الإسراء والمعراج، فقد أُسري بالنبي إلى القدس في ليلة واحدة، واجتمع هناك بالأنبياء، وصلى بهم، ثم عرج به جبريل إلى سدرة المنتهى فوق سبع سماوات، وشاهد هناك من آيات ربه الكبرى، كل ذلك في ليلة واحدة، ومنها نزول المطر باستسقائه مباشرة. ومنها حنين الجذع للنبي الكريم لما فارقه بعد أن صنع الصحابة له منبرا يخطب عليه.. «يقول راوي الحديث جابر بن عبدالله إنه لما قام يخطب على المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاءه رسول الله فوضع يده عليه فسكن»، وفي رواية ابن عباس قال للنبي: «لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة». ومن معجزاته تسليم الحجر عليه وهو في مكة، وهذا وارد في قوله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن»، آيات كثيرة للنبي محمد يصعب حصرها في مثل هذه المساحة. أما أهم معجزات المسيح فتأتي في هذه الآية «وَرَسُولا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ في بُيُوتِكُمْ إن في ذَلِكَ لَآيَة لَّكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ». وقد أرجع المسيح تلك المعجزات إلى الله سبحانه: «جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ»، وأقوى معجزات المسيح على الإطلاق هي إحياؤه الموتى، ولم يعطها الله لأحد من خلقه سوى المسيح، عليه السلام.

الدفع أولا

متاعب العاملين في بلاط صاحبة الجلالة لا تنتهي أحدث تلك العقبات تخبرنا بها هاجر صلاح في “الأهرام”: لا أعلم متى وكيف أصبح على الصحافي أن يقدم مقابلا ماديا لجهة حكومية، كي تسمح له بأداء عمله وواجبه المهني تجاه مجتمعه، بل تجاهها هي في حقيقة الأمر. الواقعة بدأت عندما قررت أنا وزميلي المصور الصحافي زيارة محمية بحيرة قارون في الفيوم، وتحديدا الجزء الشمالي منها، ذلك الموقع الفريد الذي يحتوي على حفريات ورواسب متنوعة يصل عمرها إلى 40 مليون سنة، ويمر فيه أقدم طريق في العالم لنقل أحجار البازلت. كما توجد فيه مناطق أثرية فرعونية ورومانية، ومحاجر المصريين القدماء التي يعود عمرها إلى 2500 عام قبل الميلاد. ولتسهيل مهمتنا – وبناء على طلب محافظة الفيوم – تواصلنا مع إدارة الإعلام في وزارة البيئة، لنفاجأ بأن المحمية المتاحة زيارتها للمواطن العادي بشكل طبيعي، ليست كذلك بالنسبة للصحافي الذي تجرأ وفكر في عرض ما تحويه بلاده من كنوز تاريخية وأثرية، وعليه أن يدفع رسوما كي يسمح له بالتصوير، وكأنه سيحقق ربحا تجاريا من الصور الفوتوغرافية التي سيلتقطها. عبرت لموظفة إدارة الإعلام عن رفضى للـ«سيستم» كما تصفه هي، لكن سألتها عن مبلغ الرسوم المطلوبة: فأجابت بأن لا علم لها، وبأن علينا أن نتقدم بخطاب لتتم الموافقة عليه أولا، ثم تحديد قيمة الرسوم. سألتها سؤالا بديهيا: ألا يقوم الزائرون بالتصوير بتليفوناتهم المحمولة؟ فكانت الإجابة العجيبة بأنه يسمح لهم فقط بتصوير أنفسهم لا المحمية، وعندما استفسرت ما إذا كانت الوزارة تعين رقيبا على كل زائر لتتأكد من أنه لا يصور إلا نفسه، فكان ردها: نعم.. للمحمية مدير يقوم بذلك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية