نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: في لقاء صحافي عن طريق الهاتف، شاركت فيه “القدس العربي”، أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، لم يذكر اسمه، أن بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة قد وزعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار تحت الفصل السابع، يطالب روسيا بالانسحاب الفوري وغير المشروط من أراضي أوكرانيا، والعمل على تجنيب المدنيين أية خسائر وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية في أوكرانيا.

ويدين مشروع القرار بأقسى العبارات انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ويؤكد على استقلال أوكرانيا ضمن الحدود الدولية المعترف بها.

وقال المسؤول الرفيع في الخارجية الأمريكية “هذه حرب بالإرادة، وروسيا تعرف ماذا نريد وما هو المطلوب منها وما يريده منها مجلس الأمن وهو اتباع الدبلوماسية بدل العدوان”.

يدين مشروع القرار بأقسى العبارات انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ويؤكد على استقلال أوكرانيا ضمن الحدود الدولية المعترف بها

وأضاف “آراؤنا هذه ليست حكرا علينا بل تشاركنا فيها غالبية الدول كما سمعتم أمس في اجتماع الجمعية العامة حول أوكرانيا الذي كان مقررا أصلا قبل التطورات الأخيرة لكن العديد من الدول الأعضاء انتهز الفرصة وصعد إلى المنبر ليدين العدوان الروسي على أوكرانيا”. وقال إن النقاش في مجلس الأمن، يوم الجمعة، سيركز على مسألة انتهاك القانون الدولي واحترام ميثاق الأمم المتحدة ومسؤولية مجلس الأمن في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تتوقع أن يستخدم مندوب روسيا حق النقض (الفيتو) للإطاحة بمشروع القرار و”هذا ما يزيد من عزلة الاتحاد الروسي أمام الغالبية الساحقة التي ستصوت لصالح مشروع القرار”.

وحول توقعاته فيما يتعلق بتصويت المندوب الصيني وما إذا كان يعتقد أن الصين ستصوت بـ “امتناع”، آثر المسؤول أن لايقدم قراءة مسبقة، فمن جهة ظلت الصين خلال كلمات مندوبها في الاجتماعات الثلاثة السابقة لمجلس الأمن تؤكد على سيادة الدول ضمن حدودها المعترف بها، ومن جهة أخرى أشار وزير الخارجية الصينية، وانغ يي، في اتصال مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن مسألة الأمن لا تتجزأ وأن روسيا لديها مخاوف أمنية في أوكرانيا، وكأنه يريد أن يؤيد عملية الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال المسؤول إن من مصلحة الصين ألا تقف مع حرب مدمرة في أوروبا قد يكون لها عواقب وخيمة قد تنعكس عليها. “وسنراقب بدقة كيف ستصوت الصين”.

وقال المتحدث إن اللجوء لمجلس الأمن أمر ضروري لأنه هو المسؤول الأول عن حماية الأمن والسلم الدوليين. وأضاف أن بلاده ستدعو بعد جلسة المجلس إلى جلسة خاصة للجمعية العامة. وقال إن الأمين العام قد أطلق تصريحا مبدئيا قويا، مساء الأربعاء، في جلسة مجلس الأمن الطارئة، أشار فيه إلى أن تلك اللحظة هي أسوأ فترة مر بها كأمين عام للأمم المتحدة، حيث شاهد دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تنتهك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان باب الدبلوماسية قد أغلق، قال إن هناك عملا كبيرا ينتظرنا في نيويورك وفي وزارة الخارجية لكن التفاصيل ما زالت قيد البحث وبالنسبة للاجئين المتوقع تدفقهم إلى دول القارة الأوروبية فلا شك أن هناك تحضيرات تقوم بها وزارة الخارجية حول هذا الموضوع.

وردا على سؤال حول مواقف بعض الدول في مجلس الأمن مثل الهند والبرازيل والإمارات التي دعت إلى ضبط النفس دون أن تدين بصراحة العدوان الروسي، قال المسؤول الرفيع في الخارجية الأمريكية إن السؤال المركزي في جلسات المجلس الثلاث كان حول تفضيل طريق الدبلومساية بدل المواجهة لحل الأزمة. جلسة ليلة الأربعاء شهدت نفس التأكيد لكن الأمور تغيرت بعد غزو أوكرانيا وهذا ما شددت عليه السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد في نهاية الاجتماع. الآن هناك مشروع قرار سيوضع للتصويت وكل دولة تختار موقفها كما تشاء لكن كما قالت السفيرة “هذا ليس الوقت المناسب للوقوف على السياج. وسنرى قريبا مواقف الدول، وسنرى كيف ستكون روسيا معزولة داخل المجلس”.