أوكرانيات وروسيات متزوّجات من لبنانيين يرفعن الصلوات معاً لوقف الحرب وإحلال السلام

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: من المعروف أن عدداً غير قليل من الطلاب اللبنانيين الذين غادروا إلى روسيا في زمن الاتحاد السوفياتي تزوّجوا من روسيات أو أوكرانيات وعادوا إلى لبنان، واللبنانيون المتزوّجون هم من كل الطوائف وتُقدّر عدد الزيجات بنحو 5000. وتعيش هؤلاء النساء في لبنان ويذهبن إلى بلادهن لزيارة عائلاتهن بين فترة وأخرى. ومع اندلاع المعارك في أوكرانيا باتت الأوكرانيات في لبنان يشعرن بقلق وخوف شديدين على أقربائهن في وطنهن الأم، ويأملن توقف آلة الحرب والأخطار التي تتهدّد عائلاتهن.

وقد بادرت أوكرانيات بسرعة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية في بيروت بمشاركة سفير بلادهن رفضاً للحرب وزهق الأرواح، ولوحظ أن روسيات شاركن النساء الأوكرانيات في هذه الوقفة وناشدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف هذه الحرب. ولم يمض يومان على هذه الوقفة في بيروت حتى التقت روسيات وأوكرانيات معاً في مدينة صيدا للصلاة من أجل السلام تحت سقف كنيسة مار نقولا للروم الأورثوذكس حيث تُليت نيّات من أجل وقف الحرب وإحلال السلام وعدم إراقة مزيد من الدماء.

وتأتي هذه الصلوات متزامنة مع بداية الصوم لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي حيث أكد الكاهن رفضه الحروب التي تؤدي إلى واقع مؤلم وقاس. فيما عبّرت أوكرانيات وروسيات عن تطلعّهن لوقف القصف المدمّر وللحرب التي يسقط بنتيجتها ضحايا أبرياء.

وذكرت أوكرانية متأهلة من لبناني “لا نريد أن يأتوا إلى بلادنا بالدبابات ويقصفونا بالصواريخ بل نطلب أن يأتونا بالورود”، وأعربت سيدة روسية متزوّجة أيضاً من لبناني عن تعاطفها مع سكان أوكرانيا، وقالت “قلبي حزين ولا نريد رؤية المزيد من القتلى سواء من الجنود الروس أو من الأوكران ونريد مستقبلاً آمناً ومزدهراً”.

كذلك، جمع المركز الثقافي الأوكراني في مجمع غالاكسي في الشياح سيدات أوكرانيات وروسيات ليؤكدن انتماءهن إلى دول متجاورة تجمع بينها لحمة تاريخية وثقافية ولغوية. وكان الجامع بينهن الدموع والغصّة في التعبير عن مشاعرهن. وتروي إحدى السيدات الأوكرانيات كيف بكت عندما رأت وراقبت مشاهد النزوح في اتجاه الحدود البولونية بعدما ارتأت إحدى صديقاتها الانتقال مع أفراد عائلتها إلى أوكرانيا ولا سيما بعد الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان وبعد تفجير مرفأ بيروت أملاً في تأمين مستقبل آمن للأولاد، فإذا بهذه العائلة تُصاب بنكسة مرتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية