خطوات تركية “جريئة” مع أرمينيا واليونان قد تؤسس لإعادة تحسين العلاقات مع أمريكا والاتحاد الأوروبي

إسماعيل جمال
حجم الخط
2

إسطنبول- “القدس العربي”: استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، رئيس الوزراء اليوناني قبل يوم واحد من استقباله المقرر للمستشار الألماني وبعد يوم فقط من لقاء وزيري خارجية تركيا وأرمينيا التاريخي في أنطاليا، في خطوات دبلوماسية متلاحقة يتوقع أن تساهم في تحييد الكثير من ملفات الخلاف والتمهيد لإعادة تحسين العلاقات التركية مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

ويعتبر الخلاف التاريخي بين تركيا وأرمينيا حول أحداث عام 1915، إلى جانب الخلافات التاريخية والحديثة بين تركيا واليونان حول ملفات الحدود والتنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط، من أهم ملفات الخلاف بين أنقرة والحلفاء الغربيين، ومن شأن تحييد هذه الملفات أن ينزع فتيل الكثير من الخلافات التي فجرت العلاقات بين الجانبين طوال السنوات الماضية.

وفي خضم حراك دبلوماسي غير مسبوق على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي حضره عشرات من وزراء خارجية العالم، جرى لقاء نادر بين وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو ونظيره الأرميني أرارات ميرزويان في إطار مساعي البلدين لإعادة تطبيع العلاقات عقب عقود من القطيعة الدبلوماسية تسببت بالكثير من الخلافات بين أنقرة وحلفائها الغربيين.

وبينما تعهد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء بـ”مواصلة عملية تطبيع العلاقات”، أكد الوزير التركي إجراء مباحثات “مثمرة وبناءة”، في حين قال الوزير الأرميني: “اتفقنا في اجتماعنا على مواصلة عملية التطبيع من أجل إقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود دون شروط مسبقة”. كما تسعى أنقرة لرعاية مباحثات لإعادة تطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان.

ومنذ أشهر بدأت أنقرة وبريفان تبادل رسائل إيجابية مهدت لعودة الاتصالات الدبلوماسية التي نجحت في التوصل إلى اتفاق أفضى لتعيين ممثل خاص لكل بلد من أجل بحث مسار تطبيع العلاقات، قبل أن يتم الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية تدريجياً وفتح الحدود المغلقة بين البلدين واستئناف الرحلات الجوية، في إجراءات متسارعة يتوقع أن تساهم في تطبيع كامل للعلاقات خلال الأشهر المقبلة.

وكانت الضغوط الأرمينية على أمريكا وأوروبا والضغط من أجل اعتراف العواصم الغربية بأحداث الحرب العالمية الأولى بين الأرمن والدولة العثمانية عام 1915 على أنها “إبادة جماعية” قد أدت مراراً إلى تفجير الخلافات بين أنقرة والعديد من الدول الأوروبية وقبلها أمريكا، ومن شأن إعادة تطبيع العلاقات تجميد هذه المساعي الأرمينية ونزع فتيل الكثير من الخلافات التركية الغربية.

والأحد، استقبل الرئيس التركي رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في إسطنبول في لقاء أعلن عنه قبل أيام فقط بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة، ويأتي في ظل مساعي أنقرة لإعادة تطبيع علاقاتها مع دول المنطقة وعلى وقع ارتدادات الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا.

ويتوقع أن يركز اللقاء على العلاقات التركية اليونانية والعمل المشترك من أجل تقليل التوتر الذي تصاعد في السنوات الأخيرة بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بملف التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط وإمكانية التعاون الثلاثي مع إسرائيل لإنشاء خط لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

ويعتبر ملف الطاقة في شرق المتوسط، أحد أبرز ملفات الخلاف بين أنقرة وأثينا وتحول على مدى السنوات الماضية ليصبح ملف الخلاف الأبرز بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على تركيا بسبب هذا الملف، ومن شأن توافق أنقرة وأثينا على خفض التوتر وتحييد الخلافات التي يصعب حلها بشكل جذري، أن يعطي دفعة إيجابية كبيرة للعلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ولبحث مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى جانب ارتدادات الأزمة الأوكرانية، تستعد أنقرة لاستقبال المستشار الألماني أولاف شولتس الذي سيلتقي أردوغان الاثنين لأول مرة منذ وصوله للحكم، وهو لقاء يحمل أهمية كبيرة جداً لتركيا التي تستعد لنقل رسائل إيجابية للاتحاد الأوروبي من خلال المستشار الألماني الجديد الذي تولى الحكم عقب قرابة عقدين من عهد أنغيلا ميركل التي كانت تعتبر زعيمة أوروبا القوية واتخذ مواقف متزنة على الدوام تجاه تركيا.

وإلى جانب المسار التركي لتحسين العلاقات المتواصل مع اليونان وأرمينيا، نجحت الدبلوماسية في تحقيق اختراق كبير لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل والإمارات، وتحسين العلاقات مع دول عربية وأوروبية مختلفة، إلا أن الغموض ما زال يكتنف مسار إعادة تطبيع العلاقات مع مصر والسعودية، فباستثناء اللقاءات السرية والعلنية على مستويات منخفضة، لم تتحقق بعد أي خطوات سياسية كبيرة أو لقاءات على مستوى الزعماء، وكان لافتاً غياب ممثلي مصر والسعودية عن منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي شارك به وزراء خارجية معظم دول العالم في مؤشر مهم على عدم تحقيق تقدم في مسار تحسين العلاقات مع البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    هههههههه شر البلية ما يضحك حقا وصدقا،. ألم يهضم بعد هؤلاء الحكام أن أمريكا صارت في خبر كان هي وحلفها المهترئ الخردة
    والله يحرر فلسطين ويكسر شوكة إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين

  2. يقول ميساء:

    هههههههه لن ترضى عنك أمريكا مهما فعلت وتفعل، والله يحرر فلسطين ويكسر شوكة إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين

إشترك في قائمتنا البريدية