أنطاكيا – «القدس العربي» : في مؤشر واضح على تخوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) و»التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، من هجمات جديدة قد يشنها تنظيم الدولة على السجون بهدف تحرير عناصره، على غرار ما جرى في سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة مطلع العام الحالي 2022، جرى نقل مئات من معتقلي التنظيم، من سجن الشدادي في ريف الحسكة إلى سجن جديد في ريف المحافظة الشرقي.
وأوضحت مصادر إعلامية كردية محلية، أن «قسد» برفقة «التحالف الدولي» نقلت 1200 عنصر من معتقلي التنظيم إلى سجن جديد، دون أن يتم الكشف عن موقع السجن الجديد. وقال موقع «باسنيوز»، أن العناصر الذين جرى نقلهم بينهم قيادات وأغلبهم من جنسيات أجنبية. وتواصلت «القدس العربي» مع أكثر من مصدر من «قسد» إلا أن تلك المصادر رفضت التعليق، عازية ذلك إلى سرية المعلومات.
أما الصحافي السوري همام عيسى فأشار في حديثه لـ«القدس العربي» إلى أن ما جرى هو عبارة عن نقل عناصر من عائلات التنظيم من الجنسية العراقية من مخيم الهول إلى ريف الحسكة، تمهيداً لتسليمهم إلى السلطات العراقية. وتعليقاً، أشار «رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة» محمود الماضي، في حديث خاص لـ«القدس العربي» إلى أن الإجراء يؤشر إلى أمرين: الأول إلى زيادة المخاوف من هجمات جديدة من جانب التنظيم، والثاني إلى فقدان ثقة «التحالف الدولي» بالإجراءات الأمنية من جانب «قسد». وقال الماضي، إن الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، أكد وجود اختراقات داخل «قسد»، وكذلك دلل على ضعف التدابير الأمنية لديها.
وتابع مسؤول الهيئة السياسية، بالإشارة إلى إعلان تنظيم الدولة عن زعيمه الجديد، خلفاً لقرداش الذي قتل على يد القوات الأمريكية في أطمة في ريف إدلب الشمالي. وبيّن الماضي، أن الإجراء الجديد من جانب التنظيم، قد يكون رفع منسوب التهديدات بشن عمليات أخرى على السجون ضمن ما يسمى باستراتيجية «هدم الأسوار» التي يعتمدها التنظيم لتحرير عناصره المعتقلين، ولذلك جاء هذا الإجراء لزيادة التدابير الأمنية.
وفي السياق ذاته، أكدت شبكة «نهر ميديا» المحلية أن عمليات نقل أسرى التنظيم اقتصرت على الأسرى من جنسيات أجنبية، مبينة أن «الأسرى السوريين لم يتم نقلهم من سجن الشدادي». وأوضحت الشبكة أن عمليات النقل جرت إلى سجن بُني حديثاً في ريف الحسكة الشرقي، مشيرة إلى انتشار أنباء عن نية التنظيم مهاجمة السجن وإخراج أسراه. وتعليقاً، عبر الناطق باسم «مجلس القبائل والعشائر السورية» الشيخ مضر حماد الأسعد، عن استغرابه من الإجراءات هذه، موضحاً في حديث لـ«القدس العربي» إلى أن «سجن الشدادي يعد من أكثر السجون تحصيناً». ولفت حماد الأسعد، إلى الأنباء المتناقلة عن نية التنظيم شن هجمات جديدة على السجون.
في المقابل، قالت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) إن «شاحنات تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي مدججة بالسلاح ترافقها سيارات دفع رباعي لميليشيا «قسد» نقلت عددا من إرهابيي تنظيم «الدولة» كانوا محتجزين لديها في سجون أقامتها الميليشيا في كامب البلغار والشدادي والصور في ريف الحسكة الجنوبي إلى سجون أخرى تم تجهيزها لاستقبال مزيد من السجناء في شمال المحافظة». وأضافت أن «قوات الاحتلال اتخذت إجراءات أمنية مشددة وأغلقت الطرق لعدة ساعات أثناء عملية النقل فيما أجبرت ميليشيا «قسد» أهالي حي غويران على الالتزام في منازلهم لحين الانتهاء من نقل سجناء إلى سجن الثانوية الصناعية».
وفي 21 كانون الثاني/يناير الماضي، شن تنظيم الدولة هجوماً كبيراً على سجن الصناعة بالحسكة، ودارت اشتباكات في السجن ومحيطه لأكثر من أسبوع، انتهت بفرض «قسد» سيطرتها عليه مجدداً، وسط أنباء عن فرار عشرات عناصر التنظيم من السجن، ومقتل العشرات كذلك من قسد، وعناصر التنظيم.